PRESS.APPOINTMENT

الريف







الإستفتاء الشعبي أهم من قرارات الأمم المتحدة، لأنه الضامن لتفعيل الديمقراطية ولنجاعة الانتخابات ونجاحها، دون تحيز ولا انحياز لأي طرف كان، ولايمكن تحكيم ولارئاسة حكومة لعقد من الزمن، لابد من التغيير والاندماج مع متطلبات العصر ومقوماته، والمجهودات التي يجب القيام بها، لتفادي الأخطاء السابقة والداعمة للفراغ السياسي، وتخبط الأحزاب في أرقام الميزانيات المصروفة والضائعة في العديد من الثانويات والكماليات، عوض صرفها في الإحتياجات الضرورية، منها حجر التعليم والصحة والثقافة والفلاحة والإعلام، فمازالت بعض المناطق في الدولة تعتبر نائية، رغم وجود المؤسسات فيها وبعض الحاجات، إلا أن غياب المحطات الإذاعية فيها، يجعل منها موكبا للنيام والسبات العميق ،وعدم دفعها للتقدم مع وجود التقدم نفسه، لتبقى جامدة معلكة ولانبض فيها ولافي شوارعها. 

بعض المدن تجدها تشع بالعلوم والعلم والتاريخ تدرسه, لكنها متقوقعة في الماضي، دون مواكبة الحاضر والعصرنة والذكاء، الذي يتجاوز العواقب والعراقيل، ويسعى للمصالحة الحقيقية أولا مع الذات السابقة للآخر، لينجح الحوار والتبادل الثقافي بين المدن، وبين الجنسيات الأخرى.

إذا كانت المصلحة الشخصية والأنانية تسيطر على المشهد، فلايمكن الوصول لأية نتائج، والبكاء والنحيب على الأموات مكروه أصلا، لأنه من المفروض المعاشرة الطيبة بين الناس في الحياة، بلا حزازات ولاحساسيات ومطامع وإنتقامات، المساندة والتفاخر بالأشخاص يكون مبنيا على حسن الخلق والنية والتعامل، ولايأتي بين ليلة وضحاها، بل بمشاركة الملح في الطعام.

إقصاء أهم الأطراف في مناقشة القضايا الفعالة في المجتمع، لايصب إلى السلم نهائيا، ولايدعو إلى إطفاء نيران الغل بين الأمم، بل يزيد الطين بلاءا، لتبقى الحروب سيدة الموقف ،والدبابات العسكرية مركزا لها، في التفاوض على أرواح الشعوب، الحرب ليست هي الحل، لأنه ثبت مع التاريخ أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها، خاصة أن المناخ يعاني اليوم من عواقبها.

لقد أصبح النظام العالمي اليوم مرتبطا  بطبقة الأوزون وبمشاكل الإحتباس الحراري والتلوث والكوارث الطبيعية، وعوامل طمأنينة الطبيعة من أفعال البشر، وقلة وعيهم وجشعهم وتقصيرهم، وإهمالهم وحبهم للمال، وفي الوقت الذي كان فيه الإنسان يطمح للعيش بأمان، تجده اليوم مفتقدا له، خاصة أن الطبقة المتوسطة آندثرت.

حديث في السياسة








الفساد العميق هو سبب الانقسام داخل الأحزاب السياسية, منهم من يعتمد السياسة للاسترزاق وملء الخزينة، ومنهم من ليست له الكفاءة في التدبير وحسن التسيير، وكما يوجد الإصلاح يوجد من يحب الردم فقط، بسبب الفشل والأنانية والحقد والحسد وأشياء أخرى دفينة، منها الكذب والخداع وتبني الوعد الفاسد والتواطؤ مع المفسدين وناهبي المال، الذين يدعمون مافيا التهجير مثلا أو الحشيش٠

الجينات تتلوث بالضغينة والجهل والتجاهل وآنعدام الحب للآخر والإستغلال، ليصبح الوضع أكثر من كارثي لايحدده مصير واضح ولا منهجية حكيمة، لأن طبيعة الإنسان وتركيبته معقدة جدا، ومبنية على النزاع وعلى الهجوم والدفاع بين بني البشر، هذا هو منبع الفساد والسبب الرئيسي في إفتقاد التربية، وبالتالي تكون اللغة شبه مقصية، والحوار منعدم أمام تعدد اللغات وسيطرة القمع أثناء المطالبة بأي حق، وقد تؤول النتائج إلى مزيد من التعقيد، إذا استخدم المستمع أسلوب الصيد وإخراج السموم، حيث يقع التنافر وتعليق الأمور للضفر بأكبر الحصص، أو الطمع في الاتكالية والتخلي عن المسؤولية٠

المشاريع التي غايتها التنافس وآحتكار السوق، وآحتقار الأطراف الفاعلة و السياسية والتاريخية أو الشخصيات الخلاقة والمنتجة، لايمكن أن تكون مربحة تماما، لأنها تكاد تكون حربية أكثر من نفعية، والأنظمة الإسلامية لايمكن أن يطلق عليها إسم الأحزاب الإسلامية، لأنها ماتزال غارقة في الجاهلية، وبما أن لها صيت في ساحة المعركة، وفي الثورة المضادة داخل الحركات الشعبية، فإن الغاية الكبرى هنا هي التخريب والتحريف والتضليل والسيطرة٠

حديث في السياسة

 




عندما تكثر الثرثرة وينتشر الازدحام في الكلام، وبعد مضي عقد من الخصام والجدل والنقاش الذميم الذي لايخدم أي نوع من التقدم، بل فقط يساوم ويبتز ويعيد المنحنى إلى عهد الاستعباد والاستغلال والذل، ليغوص في مستنقع الذباب والوساخة والغش والكذب، محاولا ترويض الحقيقة المعتمدة على أخبار المخبرين العدوانيين، الذين ينشرون خطاب الكراهية مقابل كومة من التبن، ويشككون في النوايا بكلمة هناك إن . هذه الاستراتيجية القديمة والرثة، لاتصنع لهم الهبة وإنما تجعل المستمع يشفق عليهم وعلى حضارتهم .

إن المستشار الذي يفرق أكثر مما يجمع، ويزرع فتائل الحروب الأهلية وخدامهم، ليأكل الخوخ وحده ويقصي الفقراء والمساكين، وكأنهم عصير طماطم ليضحك على العقول، ويستمر في تصديق كذبته التي تعطيه مزيدا من الرفاهية، لايمكن الوثوق فيه ولافي مناصريه، ممن ينتضرون الفرص السانحة للاصطياد. كفاكم مهزلة فنحن تعلمنا الصيد قبل وجودكم، وتعلمنا أخلاقيات التعامل مع الشبكة دون فتاويكم الركيكة الباهتة، التي اعتقدت أن المعارك هي أسلوب للحياة ومنبع للغنيمة.

في الوقت الذي يتطور فيه العالم ويزدهر فيه العلم والعلماء ، ويتحول من عالم متخلف إلى عالم رقمي وتكنولوجي  سريع لايمكن إدراكه ولا القبض عليه بالحديد، لأن هذا نهايته الزوال في سوق الشغل، مثله مثل كل الأدوات الحربية المدمرة، التي صنعت الفجوة في كوكب الارض، وبقيت الذرة تسيطر في تحولاته وتقلباته.

علة المنافقين



المنافقون هم من يصنعون الفوضى، ويبحثون عن الهفوات والأخطاء والزلات، عوض الجواهر و النعم، يتركون الفراغ ملتويا ويملؤون الأفواه والجيوب، دون احتساب قيمة الرأي والرأي الآخر، يشعرون بالرضى كلما زادت نرجيستهم وعيوبهم لأن لهم في الجدال مصلحة، وهذه قمة الدكتاتورية داخل الهرم الاصطناعي وقمة الجاهلية.

موارد بيت مال المسلمين متعددة جدا، لو طبقت منهجيتها الحقيقية، لأصبح العالم العربي متماسكا ومتعاونا ومتضامنا ومنفتحا وراقيا ومتقدما ،بنفس التقدم الذي يطمحون له عند هجرة الأوطان، وحده هذا العالم يعاني الويلات والعقبات والأزمات ،فالعيب داخل مراكز صناعة القرارات. وللأسف تغيرت فيها المفاهيم الفقهية والتفسيرات كذلك، وتم تحريف المعاني مع الاحتفاظ بالأصول والمقدسات، وتوقف العلم عند الغرامات والضرائب، ممازاد الوضع حيرة وتعسف واحتكار.

العلة موجودة في طريقة توزيع الغلة، والأرض قد تعطيك الثمار بالدعم والعناية، ولكن لن تعطيك قيمة الذات إن كان الفلاح مقهورا ومضغوطا على أمره وغابت الأخلاق في الاقتصاد السياسي ،بانتشار الريع والاستغلال وتمركز الثروة في أيدي الأباطرة، دون التفكير في السوق المدنية والتي ستندثر اليوم في أسواق الأسهم والبورصة.

انعدام تشجيع الكفاءات هو النفاق المعادي للنجاح، تجده يحقد  وهو في الأصل لايضر سوى نفسه ،لأن القوة في استثمار هذه الإمكانيات ،والنهضة عدو للانكماش.
الابتكار نقيض الغش والكذب وخيانة الأمانة، لأن الهدف لايكون فقط الحصول على الأعمال بعد الدراسة، بل لابد من تأكيد أهمية  البحث العلمي والتطور الميداني، فالنظريات أصبحت غير كافية إن لم تكن غير مجدية.

الشبكة العنكبوتية

 



هناك اختلال في نضام الكون والقيم والعدالة وفي التوزيع الحقيقي للثروة ،فبعد وصول العلماء لكل هذه النتائج التي تحمي الإنسانية ووجود كل تلك الإحتياطات والصناعات العلمية التي تخدم البشرية ،مازال لغز الكون غامضا ولايملك مفاتيحه أحد مما يجعل الوضع يزيد تأزما خاصة مع انتشار الإشاعات وترويج الأخبار الكاذبة ونقلها بأساليب مقيتة، ومع قلة الوعي يكثر الجحود بالأحداث، ولايمكن للعقل الفارغ تقبلها ولاتفسيرها الصحيح بعد توهان الطريق الحقيقي منهم، هل استطاعو معرفة أثر واتجاه وممر أب البشرية بالاجتهاد ، كل الأجناس لديها مشاكل داخلية وخارجية ، ولكن الأزمات السياسية هي الأكثر توهجا وتأثيرا في المجتمع باعتبار ذلك العقد الذي يربط المواطن بالدولة، والذي لابد أن يوطد العدل والمساواة والديمقراطية وإعطاء الحق المقابل للواجب دون زيادة ولانقصان.


حين نجد حسابات داخل مواقع التواصل تربط المجموعات بالشخصيات الهدامة، وتشتغل في الساحة بنية مجهولة لايمكن معرفة حقيقتها ولادليلها بالصراخ، تلعب دور الضحية وهي في الأصل تبحث عن الأرباح دون احتساب الخسارة, وعندما تكثر النميمة تغير مجرى الامور، تشعل الدمار وتعكر صفو القلوب بتخاصم الأطراف و لايمكن الحكم إلا بعد تصفية المياه والاستقصاء، الذي يظهر فيما بعد حجم الشبهة التي تحوم على مصادر التمويل وعلى التأسيسات لتلك التجمعات، لأن التظاهر المحمي بالقانون عكس التجمع، فهو يحمي الحرية والتحاور وطاولة الحوار والوصول للأهداف، أما التجمعات غير الواضحة المعالم فهي مضللة وداعمة للمبني للمجهول.


السلام ليس فقط تحية المسلم، بل لابد أن يمتحن ويظهر في شخصه وتعامله بنفس ما جاء به الاسلام، لأن هذا الدين يساوي المعاملة وحصانة اللسان والتعايش، لعب دور المراقب هو المهم في كل مايحصل لتجنب الكوارث، عوض التدخلات الضعيفة والمسيئة التي تشحن ولاتصل لأي حل.

ثقافة الهوية





يتبجحون في ترميم الثقافات التي لقيت إهمالا طويل المدى، ولم يعد لها أي صدى في التغني ولا الشعر ولا الفنون، لأن الهدف الرئيسي هو العمل الجاد مع وحدة الفريق الذي تفرق بسبب الطموحات البينية والنفعية القارة.

التواصل الإجتماعي أصبح متجسسا عليه من المرتزقة وبعض الأحزاب الهزيلة، التي تشعبت في العالم الثالث، والتي تستغل سذاجة الشعب من أجل لم الأصوات أو النفخ في المظهر والصورة، لتلميعها بعد سقوطهم من أعلى الدرج.

الخصوصيات اليوم لابد أن يحميها القانون والإدارة، ولايتعدى حدودها الصعاليك، حيث لايكفي التزين بملحفة الممثل من أجل إستثمار الأحداث في الدراما السياسية، وقد لاحظنا عدد الأفلام السياسية الفاشلة في الريف العريق.

الأبحاث الحقيقية لابد أن تلمس البنية التحتية والأساس القويم، فتزيح الغبار الغليظ أولا ،وتنبش في الخبايا وماوراء الأخبار المكررة. 

لايمكن أن تنجح أية أمة إن لم تفتخر بذاتها وتظهر إمكانياتها الحقيقية ومواردها، وأخفت عدوانها كما يخفيه الثعلب في آصطياد الفريسة.

لابد أن يفرق الجمهور الناشئ بين ماهو ديني وبين ماهو ثقافي، ولايتم الخلط بين ماهو فكري وبين ماهو جيني محض، ،لكي لايصارع المنبع الذي ينقلب تيارا جارفا ويرططم بالواقع والطبيعة، التي ترفض دائما الإعوجاج وتحاكي الهضاب والجبال والتاريخ و القصص.

القلب النابض بالحياة لايمكن أن يكره، ولا يسيطر على المكان والقلوب المليئة  بالأحقاد ليحارب الجذور, صعب جدا إلقاء اللوم على الآخرين دون حب للعمل .

في آخر المطاف تجد وفرة المتطفلين في كل الميادين وآنعدام الكفاءة أو ضعفها, وتوجيه هذا النوع من البشر بكل طباعه وسلوكياته الخاطئة ونواياه في خدمة نفسه أولا ، دون محاولة للاجتهاد أو إبداء الرأي، كيف لمجتمعات أن تتقدم وكل من تراه في الواجهة هو سليل الجبهة الاستخبارية ، أخرجوا من هذه المتاهة ليتوضح الازدهار.

في الكثير من القرى مازال صنبور الماء جافا وآشتد الحر هناك، لم يلتفت أي من أولئك المليارديرات السياسيين لخدمة الساكنة، ولم يستثمر قواه في تطهير أمواله، همهم الوحيد هو الحديث في الهوية وتلاقح الأديان، رغم أن لكل دين خصائصه ولكل ثقافة حق.

حديث في السياسة





تراهم يجتمعون على طاولة النقاش وتبادل الأفكار المملة في خطاباتهم الإعلامية، ويستغلون الفرص للتعبير عن شعورهم بالحاجة إلى الظهور والأضواء، وحين ترغب في جمع تلك الكلمات في مذكرتك، لاتجد سوى التراكمات وماغض عنه البصر من زمان بعيد أجلوا إصلاحه، هذا هو  حالهم باستمرار فهل بلغ بهم العجز إلى هذا الحد.

لاوجود للتفاهم والتفاوض أمام غياب الشباب والواقعية والدعم والمساندة، ولايمكن أن يغالب الزمن البئيس الحداثة والتطور ، وللأسف الشديد الإنسان ينعم بالكثير من النعم لأنه المخلوق المتحضر الأول في هذا الكون، ولكن لايمكنه الإستغناء عن الظواهر العلمية التي كرم بها ليعيش عزيزا غير ذليل إلا أنه تهاون وأغمض عينيه وتكبر، ولم يطمح إلى إدراك النجوم التي تضيء له المكان، تصوروا معي كوكبا دون إنارة ولاضوء هل سيضل الوضع على ماهو عليه، ورغم كل شيء إدفع بالتي هي أحسن دون ضعف ولا مهانة، وآجتهد كما آجتهد العلماء من قبل ليصنعوا لك وسائل الراحة ولايأكلك الذئاب.

الكره والمنافسة لايمكن أن يغلبا المقاومة ولا البطون المثقوبة التي تلتهم كل شيء، والمراهنة على الإنتخابات هو نوع من العقود المدنية التي ربطت بين الحاكم والمحكوم منذ عقود طويلة، إلا أنها لم تقدر الوقت الثمين ولم تحارب التكرار والملل، إضافة إلى عدم خلط المعاني والحوارات، لأن المدرسة القانونية تجنبنا الكثير من الكبائر والذنوب، أهمها معاقبة المجرمين كيفما كانوا دون التحيز إلى الروابط أو المصالح والهبات، ومن البعيد جدا السيطرة على أية أرباح دونية، تدعم الترهيب والتنكيل والخلافات وتصنيف الأموال الدخيلة على ظهر الحركات التحررية في العالم كله والمدعومة من صناديق بيت المال، فلم يعد ممكنا تزوير الحقيقة أوإخفاؤها.

في الوقت الذي يتشابك فيه الوضع ويتأزم ويسيطر فيه العنف، من سيحمل المبادرة ليعيد الحياة التي ضاعت منذ لحضات، وهي في الأصل ليست سوى ثانية. 


حديث في السياسة




مضحك جدا أن ترى عديمي الأخلاق، يتناضرون ويتباهون بالإنتماءات السياسية،  والعراك والإهمال وصل إلى الهاوية، ليس من الجديد هذا ولكنه تمدد وتوحل في براكين الهمزات والسكرات، وكأن الزمن يصارع الرقابة أو أنه يتوارى عنها، هل أصبح الحديث في السياسة مربحا لهذا الحد ويتاجر بالقضايا الرهينة أو السابقة، وهل أصبحوا يتلذذون بأكلة الأخطبوط.

الإنسان إذا نسي نفسه وتاريخه، لابد أن يأتي عليه زمان ويستفيق من غفلة جيبه الممزق داخليا والمرفه خارجيا، لم يحب خياطته ولاترقيعه ،ليختلس الدريهمات على غرار خدام الفساد و التائهين على بطونهم، وليظهر وكأنه البطل الأسطوري الذي يحارب الشلالات التركية، ليضل المسلسل عويصا لاحل له، ويضل المتتبع مسلوب الإرادة مخدرا بالأحداث والأوهام.

القضايا الكبرى لايمكن أن يمسك بها الزنادقة وعديمي المروءة،  الذين تسللوا خلسة، وصعدوا السلم الإداري أو النقابي، ليطبع لهم ذلك المفتش الذي لايرى سوى المظاهر والبذلات والقمصان المرصعة والمزينة بالرمزيات الفتانة.


الهوة بين الشوارع والأزقة ليست ذلك الهندام التراثي أو القمعي المبتذل، كل شخص يمتثل لقناعاته الشخصية، وليس للشعارات الجذابة المخادعة، فإن كنت حقا مواطنا وطنيا تريد التعبير عن رأيك أيضا في ملفات بلادك، فلا تتعلم ولاتعلم  كيف تنهب وتسرق بآسم السياسة ،هذا أخطر ما في الموضوع.

في اليوم الذي ترى فيه الأخ يقاتل أخاه من أجل المال، وتغيب فيه المشاعر، التي هي أهم في العلاقات من التضامن على الطبخة والطباخ، وفي الزمن الذي ولو أننا ندرك أنه وقع ذلك من القدم، ولكن الفضيع في الأمر أنه مازال يقع اليوم في وجود رجال الدين وفي وجود التشريعات لاأحد يهتم، فكيف لغريب عن مضغة القلب أن يرابط الأقوام العربية الجشعة ،لأنه لسبب بسيط جدا أنه من تنصحه هو من ينقلب عليك عدوا.



الأحزاب الإسلامية



أمام فشل التيارات الإسلامية في تدبير الشأن المحلي في  أوطانهم، وبقرب إعلان برامجهم عن غياب أية رؤية واضحة، تهدف إلى التغيير الجدي غير الاتكالي والمدعوم من مناهج قهرية وركيكة، لاتمث بصلة لا من قريب ولا من بعيد بالسياسة المدنية، وبوجود كل هذه التخبطات التي ماتزال لاتتقن فن السباحة ضد الستارات لتتخفى وراء الاحتمالات وبقايا الانتاج والتوزيع، بعدما أثبتت التجارب السابقة في تسييس الدين وغمر السلطة باسم الدين عن دخولها في أزمة التفرقة والعراك السياسي، الذي تطور إلى مرحلة سفك الدماء في سيناء، وعزل منطقة سيوة من الخريطة الثقافية والتي تعاني الفقر والتهميش رغم إمكانياتها السياحية الضخمة وجمال طبيعتها الخلابة والساحرة، ليصبح الموضوع أكبر بكثير من عملية إنتخابية مرت وتركت أوضاعا ساخرة، لا تشجع أي سائح للدخول والاستمتاع بالجو.

إن تم إهمال الثقافة ومحاربة المثقفين، أكيد أن التاريخ سيحرف وقد تختفي حقيقته، في وجود النفاق والعنف السياسي،  وإن تم تشجيع الاحتجاج على أساس أنه سلمي ومصادق عليه في الدستور، فكيف لكل هذه الاحتجاجات التي خرجت عن السيطرة وعن القانون لتطرح كل هذه المعاناة والمجاعات والمخيمات والكوارث والهجرات الجماعية، و التي تتبرأ منها السياسة ويتبرأ منها القانون، لأنه يحمي النضام والأمن ولايهدف إلى تمييع الشغب وضياع الشعوب!

إن أطلقنا إسم الثورات أو حتى الحروب على كل هذه الأوضاع الشاذة، فكيف للنتائج المرجوة أن تحصد الثمار لتكفي الجميع دون حزازات ولا خرافات، فما ترويه الروايات يندى لها الجبين ويشكل وصمة عار لكل الأجيال ،خاصة أن الأنانية أصبحت سيدة الموقف.

ومن العيب جدا أنه مازال في هذا الوقت يتحدثون عن قيمة النساء، في سلسلة التصويت وهم يستخدمون الحوار فقط في أيامه المعهودة، ويقمعون أي صوت نسائي، علما أن عدد الدجاجات المدفوعة الأجر، يفوق عدده مقارنة مع الرجال في الأحياء الهامشية والقرى والبوادي والمناطق النائية والمعدمة.

إن لم تضع الاساس الصحيح، لايمكن أن تركب الأعمدة او تغش في الإسمنت، لأنه سيفضح أمرك في القريب العاجل، وتحكيم القوانين يجب أن يكون في النور وليس في الظلام.

خمس وسبعين تيارا وتوجها دينيا، يتيه وسط الطين المبلل وتتحارب عليه الأقوام الضائعة، لأن منتوجها إن كان بهذه النتيجة على مرأى العالم وتأزمه بهذا الشكل، فإن المعادلة خاطئة وجب إعادة النضر فيها لأن الحسابات أصبحت مشتبكة.

المقاعد اليوم وجب فرض شروط جديدة عليها، تلائم قيمة الإنسان ورقي أخلاقه وحضارة معدنه.

حديث في السياسة





التواصل الايجابي والانفتاح على الثقافات الأخرى، دون بسط الكمائن أو الترويج لها عبر الهجومات, وتصويب الغايات على الأهداف بشكل فجائي ومعادي حقير, ينفي أية محاولة حقيقية للفصح عن النوايا، والوصول إلى الاتفاقات الخادمة للمصلحة العامة، والمتيقنة عن طريق الاستطلاع من جبروتها وطغيانها، وآكتساحها لكل الميادين دون تأمين للطرف الآخر ولا لمصلحته الخاصة.

كل شيء في هذا الزمان أصبح يحكم فيه البيع والشراء، حتى المشاعر الإنسانية الصلبة والأخلاق، التي تكاد تغيب وتغرب غروب الشمس عن الكوكب، ليؤول الأمر إلى مجرد ساحة للمعركة لاقوس قزح فيها ولا ألوان، مجرد ضباب ورياح تتحرك حسب الوضع الآني وحسب حصاد النفس البشرية، التي تريد أن تأكل الأخضر واليابس، ولاتترك سوى الرماد.
القمح لاينتهي إلابزوال نعمة العلاقات الاجتماعية ونبذ الآخر.

المعارك غير الشريفة والتي تهدف إلى السيطرة على الخبز كله، وقمع أصحاب الحق وآضطهادهم أو سرقتهم بكل الأشكال الفنية، والبليغة فقط في الاصطياد والتحرش والاستغلال والتخابر، دائما تجد فيها نكهة الشر والأذى، مقابل ملح الطعام والعشرة.
والعالم في طريقه إلى مزيد من الحروب الأهلية، والتنافس على الصحون والموائد ،والإنسانية قد تنقرض إذا لم يتم زعم المحبة.

الفساد الأخلاقي والرواج السياسي المرتبط بقضاء المصالح وبمصاصي الدماء هو الكارثة ،والإجرام والإدعاءات و نكران الهوية والسيطرة على الأرض والتهديدات والعداء والعدوان والكراهية ،هو السبب وراء كل هذا الغل والحقد.
التضليل واللهث وراء الأرباح هو من جعل الوضع على ماهو عليه، والعنف والوحشية والسرعة في القرارات أمام غياب أية استشارة حكيمة هو من تجذر وأكل الحقوق.

بعد رحلة تعب قد تفكر أن تمتطي خيلك وتطير مع الريح لتستنشق الهواء، ولكن عندما تقرر أن تربط فرسك، قد يتيه منك مربط هذا الفرس وسط كل هذه المتاهات، خاصة إن لم تتعود هذه الفرس على الجدال والنقاش السلبي، بل ثبت عبر مر السنين تاريخها في القتال. 

أتباع النبي محمد


النبي محمد صلى الله عليه وسلم قالوا عنه ساحر ومجنون، فكيف لمن يدعون التبعية له أن ينشروا الرذيلة والفسق والمعصية والجفون والتعنيف اللفضي والتفرفة بالتصريحات الذميمة ، النبش في خصوصيات الأسر من الداخل يظهر ذلك من خلال حجم المشاكل القهرية التي يعانون منها ليتبين أنهم يعانون من انفصام الشخصية، أو أن لهم وجهين ينافقون به كل حسب هواه، وبالتالي يقرأون أنفسهم ويتهمون بها الآخرين, توضيح الحقيقة هو الحل.هذه الأسر المهزوزة وغير المتوازنة والمنشقة باطنيا، تغلبها الخيانة والجحود، ونكران الجميل والمعروف وعدم تقدير الأطراف الأخرى، والانحطاط الأخلاقي والشيطنة والكبر، واستخدام الفم والكلام البغيض الذي يؤدي إلى التهلكة والانكسار والتصرفات المشينة التي تصل حد الضرب المبرح الذي حرمه الرسول، لأن كل ماجاء به من أحكام هي صورية وتعبيرية وترهيبية ومجازية فقط، ولكن لها السبيل في الحرب في ذاك الزمان، بمعنى أنه أولها مسيرة طويلة من الاصلاحات والهداية، وآخرها حرب على المعتدي الذي يفسد الرعية. ولايمكن قطع يد السارق مثلا حتى معرفة دوافعه، وإلا لمااستغربنا عدد الفقراء المنتشرين والمساكين الذين تم قطع أيديهم، مقارنة مع عدد الحقائب السياسية التي تنهب المال العام، دون أن يردعها أحد، مازالو يسرقون في جلساتهم الحميمية الخفية، عندما يلتقون حول المائدة المستديرة التي تفيض بما لذ وطاب لهم ،الله لم يقصد قطع اليد بالشكل المادي، وإنما طرد السارق من الجماعة،كما أننا إن تتبعنا عدد المعنفات في المنازل ،والذي زاد للأسف في هذه الجائحة التي عصفت بالعالم كله، يحز في النفس ضعف الإنسان ووحشيته أمام العواصف، مقارنة مع الوضع قبل ظهور الإسلام. الأجانب قننوا حياتهم ولزموا حدود الانسانية، وفهموا معنى قيمة الإنسان، واعتمدوا على بناء الدولة المدنية التي قوامها تطوير فريق العمل كافة، وحماية كرامته والنهوض به بنفس القيمة والاهتمام والأحقية, و في كل الجوانب سواء الاقتصادية أو الاجتماعية والسياسية.

الرسول لم يضرب أحدا من أهله تماما فلا تفرضوا كلاما تم تحريف معناه وسياقه بحجة ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) لأنه يمكن معالجة الخوف أولا قبل التفكير في استعمال اليد والدخول في المتاهات، ثم أنه تحدث هنا عن النشوز وليس على امتلاك هذا الحق، ثم سبق الموعظة والهجر على الضرب، ومادام تحدث عن النساء، فإن الضرب هنا ليس ماديا بل هو نوع من التشبيه، لأن التصرف الحكيم هو نوع آخر من الضرب، والدليل أن مخترع الحساب سطر لنا جدول الضرب والقسمة والطرح، وبالتالي كل من يستخدم يده في إلحاق أي نوع من الخسارة بالطرف الآخر يعتبر مجرما.

الفساد اليوم لاعلاقة له بالديانات لأنها تراجعت جدا، الحل هو مسح الغبار وتنظيف النفس وكل مقومات الحياة، والخروج من الروتين الجاهلي الذي سيطر على العقول البشرية، رغم وجود كل هذه التكنولوجيا المتطورة الان.

حديث في السياسة

 



غياب النية الصادقة في العمل وتنوع المصادر والصفقات, واللعب في أرقام الميزانيات والفساد, وتبني فكر التهادي  والتعاقد بين الأصدقاء، والتعاهد على المضي سويا نحو صقل البيروقراطية الإدارية هو مايضيع الفرص ويضلل الكفاءات والتكافؤ في توزيع الثروة ،على أساس العدل والمناصفة والمصداقية في أي وطن.

إجتماعيا وثقافيا كثرة المهرجانات الغير  نفعية والمدرة للمال عن طريق الجمعيات, لايصب في المصلحة العامة ولا العليا للمواطن, بل يزيد الوضع تأزما وراديكالية بعيدا عن مفهوم الحرية أو حفظ الكرامة, لأن إبادة المواهب المحلية والوطنية تخلق نوعا من الإنشقاق والشرخ الوطني, عندما يحس المواطن بالقهر والقمع والذل وتطمر طموحاته في نار الهشيم أو في بركة للضفادع, شبيهة بتلك الحديقة القديمة وسط المدينة،والتي ضاعت منها هويتها وعنوانها وآنتشر الوسخ في مائها, ليعبر عن القذارة والروائح النتئة. تطفو بقايا الأوراق على السطح, عندما يمر التلميذ البريئ من هناك ويشاهد موكبا من البشر الذي لايحسب تلك الحديقة سوى معبرا للمرور نحو قضاء حاجاته، ومرات يقف متأملا ساعته وذكرياته وماصنعته المدينة أو أنتجته، وهل آستطاعت أن تستقطب أشكالا متنوعة من البشر، وتعرف بنفسها وتراثها وخصوصيتها، التي لايمكن أن تتغير ،بل هي أكبر أداة لجلب الإستثمار والمستثمرين بكل ذلك الخير الذي تملكه وللأسف كثر الذباب على الحلوى،وكثر الأطماع على آقتسامها.

ومن هناك بدأت حبكة التاريخ وزخرفته وفخره، الذي حاولوا إخفاءه بكل الطرق، وأضاعوا دهرا من الزمن، لو صنعوا فيه جبلا لغرد الحمام فوق القصور.

الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وجعل منك مجرد أشلاء للذكرى، وإهمال الحشوة هو من يجعل المذاق مريرا، من منا لايتذكر أنه كان يكافح لينعم بكتاب عريق يقرؤه، داخل منتدى أو  أي فضاء ثقافي، ومن منا لم يتحسر صانعا فضاءاته داخل بيته، وآحتفظ بكل كتبه وقصصه في مكتبته الخاصة.من منا لم تخطفه الأقدار وجمع أصدقاءه يغازل لعبة القدر في طفولته ومراهقته وشبابه.

الصمت هو نقيض الهدوء، والإهمال هو نقيض الطموح،  نحن جيل كامل من الخطوات والإرتسامات ، ومن صنعنا أنفسنا بأنفسنا، وجيل مهم من الآليات  والحريات والإشكاليات، والوسائل القوية التي كان من الواجب إستغلالها والتعاون معها ،لأننا نحن الثروة الحقيقية.

إرادة الشعب



الخط التصاعدي للمناخ والحروب والكوارث الطبيعية يظهر أن هناك علاقة وطيدة بين الكوكب والإنسان، فماينجزه هو الأداة الكمينة داخل النسق السياسي والاجتماعي والكوني، الذي يؤثر لامحالة في النتائج، والدكتاتورية لايمكن وصفها عندما تخرج الأمور عن السيطرة، وأمام انقسام الصفوف، لأن الدولة يجب أن تكون متحدة ومعترفة برعاياها وإنسانيتهم، فلايقصر أي حكم في الربط بين العصب والشرايين، ليعرف موضع الألم، وليس عيبا الإفصاح عن مكامنه وأحواله الشخصية، وإنما العيب في عدم التشجيع والتحفيز والادلاء بنقاط الضعف وعلاجها.

إنهيار القيادة في العالم، مشكلة خطيرة جدا سيؤول بسببها الوضع العالمي إلى مزيد من الفوضى، وعدم الاستقرار والضمور والانكسار والجمود والتكرار المجين والسبات، وهذا مالم يشهده التاريخ عبر العصور والزمن.

لقد كان كل هم الإنسان أن يصنع بيتا يأويه وطاولة يضع عليها طعامه، واليوم أصبح يغرد بعيدا جدا عن هذا الطموح، ويسعى إلى تخريب نفسه والآخرين معه، ربما لأن هواياته طغت على آدميته التي رغم كل شيء بداخلها الخير ولكن سمت وتراجعت بسبب الشهوة التي لاتنتهي ولامقياس لها عندما ينقلب الأمر إلى مجرد هواية وتسلية ومضيعة للوقت. 

عدد الميزانية التي تصرف على ذلك، تكفي العالم كله لتأمينه من المخاطر، وترقيع كل تلك الطرق خاصة في العالم العربي، الذي عرت الأمطار عن فضائح المسؤولين واحترافهم في الكلام والسرقة.

كثيرا ماتشكل في خيالك أحلاما ولوحات، وتؤلف رسوما ونصوصا، تجامل بها نفسك والمجرمين، لعلهم يعودون إلى وعيهم ويندمون، لكنك تكتشف في الأخير أن السجن ليس دائما إصلاح وتأهيل، بل هو عذاب للمضلومين، وليس درسا للظالم  الذي يزداد وحشية حتى تعلمه وتحاوره وتمنحه الفرصة، إرادة الشعب أولى بذلك .

العنصرية








من حفر حفرة وقع فيها ومن مكر فقد خاب ضنه وكل من كاد سقط في شر أخطائه ، والحق حق يصعب سحبه من الأجندات، لا 
يمكن إبطاله ولاتدليسه أوإخفاؤه و سرقته و سلبه بالتحايل والنصب والأوهام والطمس ، لأن الحقيقة أقوى، الايديولوجيات والفرضيات تختلف وتتشعب وقد تتكرر بانتهاز الأوقات ،لكن لايمكن استغلال الوضعيات للضغط على الرموز أو محاولة إلغائهم تماما وإضعاف قيمتهم في الحرب التي تم خلقها منذ البداية، هنا أقصد كذلك مامرت به الشعوب في العالم كله من فوضى سياسية وإجتماعية ،لأنها لاترقى إلى مستوى الثقافة والقيم من حيث التاريخ، ولاتواجه العدو الحقيقي، ضل منها الطريق وغابت عنها الحقائق، فالكثيرون يتم استخدامهم مقابل الأجر لإلهاء القطيع أو تغيير مساره و الزج به في المتاهات، وهذا ماجعل الزعماء كلهم عبر التاريخ والزمن يتحدثون عن نفس المعضلة والمصيبة والتي هي الخيانة، هذه الأخيرة قد تشبهها بالزوبعة أو الشماعة التي يعلق عليها الفشلة فشلهم الذريع ويخفون شذوذهم السياسي والأخلاقي ، لأنه لو توضحت الأمور لكان الوضع آمنا ومستقرا أكثر، وما تعكر صفو البحر ليصبح أسودا مليئا بالقاذورات وماآختلت موازين هذا الكوكب. 

محاربة العظماء لها العديد من الشروط والقوامة، ورغم التشتيت لايمكنهم معرفة كل شيء ولديهم أزمة عميقة  في المخابرات. 
العنف المرضي بسبب التكوين التربوي الفاسد في الأسرة، والعنصرية في المجتمعات، وعدم تقبل الآخر بسبب عقدة النقص والغرور، هو من يجعل السلام دائما مستحيلا ومتشابكا، فهم  يحاولون طرد الإنسان من المحيط. 

حبذا لو يتم استفتاء حول نوعية هذا البشر ومقارنته بالمنتج والعاطل ، وحول كل القضايا الراهنة والمرهونة. ونحن من يؤمن باللغة والإنسان والأرض، أين نحن من كل ذلك، صحيح أنه تم التصنيف والتقوقع والتحريف في قضيتنا الأولى، إلا أننا من الممكن جدا أن نتواصل ونتوحد ونعيد همتنا المسلوبة، العالم أصبح قصيرا صغيرا لأنه عبارة عن قرية قابلة للتواصل . 

الشخصيات السيئة الطبع لايتفرقون حسب العرق والجينات، بل عبر الخوف من إلحاق الأذى بالآخر، ولكن الوجود والكيان لايفرقه أحد. الملفات الفاسدة ومن يحب الشر للآخرين لايتحكم فيها الدعم و التمويل، بعد ضعف الموارد وانهيارها في سوق العمل، فالصراع العربي اليهودي مثلا والعربي الأمازيغي يبدأ من الداخل وعبر تقبل الآخر والتعاون معه، لرفع قيمة الإنسانية و المحبة والتضحية والانسجام ، وليس بالتحكم للأنا والجدران . 

حديث في السياسة


 

المناعة مرتبطة بعلم النفس أكثر من أي علم آخر، وبالحالة النفسية للإنسان أكثر من أي شيء آخر، والنفس مرتبطة بالروح كل حسب نوعيتها وصلابتها، ولايمكن أن يتطور الشخص إلا إذا تمتع بالسعادة ونشوة الحياة ،بعيدا عن الموبقات الضارة والعادات السيئة والطفيليات التي تبعث السموم، سواء عبر الكلام واللغة المخاطبة ،أو بواسطة التواصل المغلق ,الذي لايصل لأي نقطة إتفاق ،كل همه إرضاء نفسه ونزواته العابرة ,دون بناء ولافلاح, ورفضه للتعاون المشترك أو السامي. 

حب الخير للبشر هو الأساس , الذي إذا آختل ميزانه أضاع عليه فرصة الإمتنان للنجاح ,والفوز والنية المتشكلة من مجموعة سلالم , يصعد بها الانسان إلى القمة، أو ينهار إن كان ذو دوافع عدوانية وهجومية، فكل شيء يعود عليه هو ,إما بالنفع والضرر أولا ،ثم يهلك المحيط وقد يدمره ثانيا. 

الطريق دائما يكون شائكا مجهولا غامضا، مشبوكا بعدة عوامل ومتاهات تتخبط مرة في الصواب ومرة في الخطأ، لذلك نجد أن طبع المارين به إما كراما أو يفيض منهم اللؤم والتعكير، وقد لاتفهم منهم شيئا مرة يذهبون في اليمين ومرة يختارون الشمال. والمشكلة هي أنه لازال لحدود اليوم و مازال آحترام الإختلاف منعدما،وآحترام النفس فقيرا ومنعكفا، ومن له الأولوية في التسير غير مرتكزا، ويحمل الكثير من المغالطات بعيدا عن الإنصهار، لتكثر المستوطنات سواء الوهمية، أو الواقعية.

العلاقات السامة وغير الصحية، لا جدوى منها، والتي تسعى إلى إلغاء الآخر دون إجتهاد ،وتتشبث بغزوات الماضي، دون زعم الصلح والتصالح، فكم من غريب عاش في أوطان، وكم من شقي عاش جبان. الإدماج والإندماج هو الحل في كل بلدان العالم، لأن عدم التفاعل وعدم التعايش، هو المركز الطفيلي المخيف والحيران، والتكنولوجيا أصبحت تفضح الأمور المعقدة، لاسيما المساهمات الصادقة غير النفعية، ولا يكفي مجرد فنجان قهوة لتبيع نفسك، وتبيع كيانك وشخصيتك والقيم. 

المهارات ليست بالفم، وقد يكون عكس ذلك تماما الكلام الزائف والمشيطن، هو مجرد دافع لإرضاء الذات الغبية. 

 





العلوم





لايمكن أن تلتقي الإيجابية بالسلبية والمحبة بالكراهية ، ولايمكن التفاوض على التضاد والتفرقة، العالم بدأ الحياة بجريمة الإقتتال على إمرأة، وتكون بعملية الإفتتان بواسطة إمرأة ،والضعف أمام وسوستها وآتباعها، هذا ماأخبرونا به وفي الحالتين معا نجد أن الرواية الأولى كانت فيها الضحية، والرواية الثانية كانت فيها الجانية، وإذا تبعنا معادلات الخوارزمي نجد أن الثنائية دائما تطرح لتصبح أرقاما واحدة أوفردية تبنى عليها أسس الوجود،  وأن الحساب يكون الجدارات وينقص الحسابات، ليظهر أن التناقص والعدمية هي محور هذه الحياة المعاشة وصميمها لمحاولة الفهم . 

لقد غاب الكثير من البشر عن هذه الحياة منذ بداياتها الأولى، ومنهم الكثير من المؤثرين ، وهناك من خدم البشر ومن ضحى، ومن أفدى نفسه، ومن غامر بذاته، ومن سهر الليالي في البحث والدراسة والعلم، ومن تجند، ومن تعب في العمل ليصل إلى ماينعم به على الآخر من خيروطمأنينة، لأن الرعب هو عدو الإنسان منذ القدم ،ولكن دائما يخطو وراءه ليتشجع ويستمر ويتقدم، ويحط الرحال في كوخه، ثم بيته، فقصره، ودولته ومؤسساته، وتعاملاته مع الغرباء أو الأصدقاء. 

الفاكهة التي صنعت الحياة موجودة هنا ،والشجرة التي قطفت منها هناك في العالم الآخر، تواجدت أيضا في هذا العالم وخلقت من نفس النبتة، ثم آنشقت نصفين، واحدة متواجدة في مكان ما، والأخرى متواجدة في محيطنا نستهلكها ونستفيد منها ونصنع منها الرواج والحركة البينية ، أما الغائبة عنا فمن المؤكد أنها جامدة وأبدية لايتحكم فيها الوقت ولا الزمان ولا أي شيء سوى الروح الواحدة. 

هذه الروح من اليقين أنها مقدسة وقيمة ،لأنها صنعت الحياة ،ولأنها آنبثقت من كيان مهم، فهل كان من الممكن أن يتوقف الزمن قبل بدايته، ويعيد السياق بشكل آخر أو يتمدد.

العلوم



من الممكن لك أن تستمتع بالحياة أكثر، بعد أن تظهر لك حقائق البشر ،فمن هم الكثير من المعادن ،وفيهم  الكثير من القصص والعبر والأساطير المنتقاة والسابقة في سفر المزامير والتراتيل وفي الآيات القرآنية المجيدة والخالدة، لدراسة السلوكيات والطباع والأجناس، لاأعلم لم يكافحون من أجل الديمقراطية الناشئة، وكل شيء جاء مسطرا بالقرآن والكتب، مع وجود الإنسان وربما قبل وجوده، ليضل متخبطا في المطالب والاشارات، ومنذ عقود لم يحقق شيءا من رغباته، ليظهر أنه أسلوب للسمو بإنسانيته ونزغاته، التي تلبي له قوت عيشه والمزيد من الأرباح، لقد تم تسخير الكون كله له، وتم إظهار الطريق له دون تحيز أو ضغط، إلا أنه لم يغتنم الفرصة ولم يقتنص السكينة ولم يطور عقله، إضافة أن القالب الذي تبناه أتى متناقضا مع الواقع، بعدما آستهلكه كله ونفذ منه الشحن، خاصة مع حبه إلى التدخلات المتشعبة التي تجعل الوضع متشابكا وغير مشخص بسهولة، وحين يحتكمون إلى القضاء اليوم تجد العديد من الغرائب والطرائف والعجائب داخل أطوار المحكمة.

المعاملة بالمثل ضرورية في هذا العصر وأحسن من التهجمات أوالاعتماد على الأسلوب الثوري والحربي الذي لم يعطي أية أرباح عمومية بل زاد الأمور تعقيدا. 

قد تكون بعض الوجهات ضفرت بنوع من الأسهم أو الأجر والسيطرة، وبعد توطين برامجها الخصوصية أصبحت تتحكم أكثر بالظواهر المغفلة وتوضيفها للايديولوجية السادية ، مع إلغاء كل الحقوق الأخرى، وبالرغم من أن الحقيقة واضحة جدا إلا أنهم يتلاعبون بها ويكذبون.

الهندسة الكيميائية في جل الصناعات المختلفة التي تحضى فيها بعض الدول بالمادة الخام الرئيسية لها دون تشجيع للبحث العلمي ولاحتى الأمني، حيث تحتكر السوق وتعتمد على التصدير والاستيراد، دون مقاييس محددة أو مشروطة، وتستهلك البراميل وتشتري الشركات والمستخدمين،  وهي لاتملك سوى الرأسمال الاقتصادي، هنا يقع الخلل في موازين  الاقتصاد العالمي ،وفي مركزية الحياة وداخل الأدوات المستعملة والأساليب الممنهجة والمنهجيات المتبعة، التي تؤثر على المنتوج والمشتري والبائع.

وقد يكون الرجوع إلى الأرض والبادية، والاستثمار في الفلاحة، وآكتشاف عالم الدواب والحيوانات خير دليل و تحليل للأمور، وقد يساعد في حل لغز الحياة.

العلوم




المناخ المتدهور في العالم الذي يتسبب في الكوارث الطبيعية وتعرية البنية التحتية, غير المهيكلة بالطريقة الصحيحة والعصرية داخل المنضومة العربية، والتي سيطر عليها اللوبيات وتخلى عنها المجتمع المدني, وغير المحترمة لأي متر مربع ولا لأي خطة في التنمية, أوللمساحات الخضراء والحدائق، مع وجود الفوضى المحتلة للملك العمومي والتبضع حتى بالقرب من المساجد، الغريب في الأمر أن هذا لايوجد اليوم سوى في أفلام التاريخ الدينية اليهودية، فقد تطور اليهود بشكل لانضير له، وبقي الآخرون يتخبطون في مستنقع الربح و الحرام والديون والدماروالإنفلات الأمني، وفي المجاعة في أثيوبيا التي وصلت إلى اليمن، والإثنية المستمرة في العبودية والاستعباد، وسياسة الاستخبار التي نجدها في المرتبة الأولى، وأمام انتشار الغازات السامة والإجرام والمنكرات, أصبح الوضع جد متردي.

الجمود في التعليم والتكوين هو المعضلة العالمية الكبرى، فقد آستحوذ العلماء الأجانب على أساسيات العلم ومبادئه وكل مفاتيحه، حتى على البرامج والقواعد، لذلك تجدهم في كل المواقع قادرين على الاندماج والادراك والتتبع، للوصول إلى حل العقد بل والتحكم فيها، وعندما يبيعون منتوجهم يوجهون أرباحهم إلى دعم الأعمال الخيرية في العالم كله.

وزارة الدفاع الأمريكية تشجع على الابتكار وتدعم التعليم بكل الأشكال، وتحرره من كل العراقيل، وتساهم في ربط الجامعات بالعالم الرقمي في كل أنحاء العالم دون إكراهات، تركز على    التواصل وسرعة الحصول على المعلومة والبحث، كما وتفتح أبواب الاستثمار، وتهيء البيئة الصحية السليمة للإنتاج علماء ومخترعين وعباقرة ومهندسين وتلاميذ.

شركة ميكرسوفت العالمية وماوصلت إليه من خلال بيل غيتس الذي خدم البشرية  هو وصديقه بول ألين  بناءا على الاجتهاد والذكاء، ورغبة حماسية لتطوير الإنسان، ومساعدته على الطفرة من عالم الخرافة إلى عالم الواقعية، حيث يكون محتما العيش في القرية الصغيرة المتطورة جدا فقط بتأشيرات الحوافز.

وقد حذر مخترع الشبكة العنكبوتية تيم برنرز من سوء استعمال الإنترنت وحمايته من التلاعب والكذب، كما عبر عن قلقه جراء مايروج من سوء الاستخدام والضرر والشر الذي ينتشر، خاصة مع انعدام الأرضية والرغبة الاستهلاكية والاستقطاب الهادم.

العلوم




أكيد أنه جرب كل واحد فيكم الجلوس في غرفته وحيدا، متأملا من بعيد كل مايحدث في العالم، وفيكم من لايولي أي اهتمام بالأخبار من كثرة التكرار والتفاهات والسلبيات،  والغالبية منكم كان يحب الاستمتاع بحياته رفقة أصحابه أو شلته، واليوم محتار جدا وخائف ومكتئب، لايحس بطعم الحياة من هول المآسي التي يراها في التلفاز، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وفيكم الكثيرين  لم يجد للأسف لقمة العيش، ولم تكفه لاالدموع ولاالتعبير عن الحزن ولا النداءات بأي شكل من أشكال الصراخ  أوالهتافات، و منكم من أصبح يشعر أنه يعيش في سجن الدنيا خاصة أن عددا كبيرا  تأثروا نفسيا وتأزموا وكثرت الأمراض وسيطر الضجر على الروتين اليومي.

لكن من كان فيكم يحس بوحدة الشيوخ في العالم الذين حتى عندما  جاءت الجائحة تمسكوا بالحياة وابتسموا، ومن كان منكم يحس من قبل بوحدة اليتيم والفقير والضعيف والمشردين في الشوارع،  الذين رغم قسوة الحياة استمروا في مجابهة الصعاب ،فإن الخير من هؤلاء، لاتكتمل محبة الله إلابمحبتهم والتودد لهم. هذا هو الإسلام وهذا هو الدين الذي أتى به سيدنا محمد المبني على التراضي و التراحم والتلاطف والمعاملة الكريمة والإبتسامة والكلمة الطيبة عوض الاستهتار والتشرذم الاجتماعي المخالف للترابط والتماسك.

حقا بني العالم منذ القدم على المعارك والتعاكس والاكتشافات، إلا أن العلم تطور لدرجة واسعة ومتسعة فأصبحت تملك كل مقومات الحياة، في حين أن البعض مازال يعاني المشقة في أقصى البلاد، منهم من يهاجر، ومنهم من يفضل الجلوس في ضيعته آملا في أن تتبدل الأحوال.

هنا يجب على المؤسسات الإعلامية، تفادي التعتيم والكسل والتباطؤ، وتشخيص النزاهة في توثيق الأحداث واللحضات، أما المطلوب الأهم من هيئات صنع القرار هو الرقابة والقضاء على مصادر الدعم للإرهاب، حتى يتمكن العلم من العمل في ضروف لائقة وأمنية مشددة غير معقدة.

بالنسبة لانتعاش الاقتصاد وجب تطوير العلاقات المعتمدة على التفاهم أولا، و القضاء على الفساد ثانيا. 

العلوم




فن التجاهل والصمت أو تقليل الكلام والهدوء  أمام آنتشار التفاهات أهم أسباب الفوز، لأن الحياة جد قصيرة  لاتقاس بالعمر ولابالسنين، فهي في الأصل مجرد لحضة واحدة متكررة، وهو عكس فكر التغافل الذي يتبناه القوم الظالمون، اللذين يؤزهم الشيطان للشر ويضحك عليهم، وهم الضحية التي صنعت من التراب وتعود إليه، وإذا نزل المطر اختلطت التربة بالأجساد وبالطبيعة ، وربما لهذا السبب ابتكر الفراعنة علم التحنيط وحاولوا التقرب للشمس بالبنايات الشاهقة والأهرامات المثلثة في الصحراء.


اللؤم والجحود هو نقيض الصداقة المهمة التي تنصح وتساند وتحترم المشاعر، عوض القصف والاحتيال والنصب، وهي التي تلعب دور جبهات الانقاذ، ودور الايجابية والتجاوب وتفعيل البهجة والسرور مع الأصدقاء المهمين.

وأمام تراجع الحريات ونمو الصداقات المؤيدة بسبب المصالح المشتركة، وتراجع التعليم الهادف والقيم الرئيسية،  و غياب المبادرة الفردية، ومحاولات التجسس المختلفة على نشطاء الرأي ، والتخوف منهم من أجل  الزيت والزيتون، والرغبة الجامحة في الضفر بأكبر كمية، ثم  التشاور على صفقات البترول المسمى بالذهب الأسود، وهو مجرد صنبور إن جف لن تطرحه الصحراء، ولن تنتج  سوى الحر والخلاء، والكثير من السراب الصحراوي والوهم البصري، الذي لايمكن أن يمر في المختبر، أوعندما تدق طبول الحرب.

العبادة هي أساس الحياة ،والثقافة هي زينتها وعفووانها المنتج، فكيف ساهم الإعلام في تخلف الشعوب وتراجع الثقافة والعقل والمثقفين المساهمين في التنمية والمعرفة، من خلال نوعية الموسيقى والكلمات، والرقص والملابس، والعادات والسلوكيات، والتقليد الكاسح، ومن خلال الفن والسينما، والبرامج غير الهادفة، وشح التكوين والاعداد، وبواسطة الاعلام التجاري غير النافع، الذي يهدف إلى التنويم والتخدير و الاستهلاك والتسويق فقط مع العميل الاستهلاكي الغير متطور، ومع سياسة العيش في  الحضيض والماضي، والتركيز فقط على الآلام، عوض التنشيط المتقدم، والمغير للعقليات المغلقة الجافية و المتجافية, الاستهلاك اللحضي والمرتبط بالملاهي والتسلية، لافائدة منه بل يجعل الساعة متوقفة وضارة، ويجعل الواقع مريرا أكثر من الدواء. 

غياب أية بادرة للسلام في هذا الزمان هو مضيعة للوقت، يزيد من تدهور الوضع في كل المجالات، حيث يصبح الإنسان غير فاعل وغير متفاعل، كما علمنا الكاتب العالمي نجيب محفوظ، الداعم للتحرر من القيود، لأن أزمة الاحتجاجات والثقافة الرجعية يتدخل فيها حسن التصرف والتحكيم.

لابد أن أنوه كذلك أننا لانتغذى على الكذب ، لقد اخترنا الحياد والمشاركة في إيصال الحقيقة، ونحن في  الميدان قرابة عقود من الزمن، نمثل أجدادنا ونضالاتهم الحقيقية وليس الواهية، ونسطر الأحداث ونتفاعل معها، قبل وجود كل تلك الادعاءات النضالية أو الحركات الكاذبة وكل تلك الإتجاهات التضليلية. 

  


العلوم



عندما يجتمع الفساد والفسق معا أو يتفقان على الكسب غير المشروع وأخذ الأسهم لصالحهم دون الآخر، ودون رعاية الوضع الأمني والهجمات التي تهاجم الأرض، وقد تنتقل العدوى ببطئ إلى كل المساحات، حيث يسعيان إلى رفاهيتهم وحدهم ،مما يجعل الوضع يخفي كل البراهين التي تحاكم وتحاسب الفساد  بسبب أن هناك دولا ديمقراطية، وأخرى ضد الديمقراطية، وبعضها تراوغ.

القاعدة في شمال إفريقيا تلعب دور المتجسس والفخاخ، تتلقى الدعم المادي والمعنوي، وفي نفس الوقت قد تنقلب على الممول إن عارض مخططاتها أو عارضت هي مصالحه واستنزفت المال من  الخزينة في أشغال تراها هي منفذا للربح أكثر، في جميع المعابر الحدودية بالعالم، و التي هي سياسية بالدرجة الأولى أكثر من أي  بقعة أرضية أخرى، باعتبار النزاع أو الصراع قديم جدا في الأجندة الداخلية والخارجية، ولأن المعبر دائما يكون محط نقاش وجدل، تختلط فيه  السياسة بالاقتصاد، هذا الأخير يتأثر بالتجارة والأزمة العالمية. 

قياس السرعة في الزمن أو الجو صعب جدا بل من المستحيلات لايمكن توقيف الزمن ولو ثانية ولايمكن التحكم بالوقت، أو العودة إلى الوراء، إلا بأسلوب واحد هو الندم والابتعاد عن الرذائل وإلحاق الضرر بالآخر بأي شكل كان.

 يجب  تشكيل لجنة دولية تراقب الوضع في كل الأرض من جميع الجوانب وتراقب التمويلات المشبوهة والمضرة الغير مشروعة في القانون الدولي، والذي يمكن مناقشة بنوذه وتطبيقه والاجتهاد فيه  والانطلاق نحو بداية جديدة مفعمة بالانفتاح.

تصفية الهموم والنفوس لاتكون سوى بالمواجهة والصراحة والواقعية، وليس  بالمجاملة والتغشيش والأحقاد الدفينة، لأن الحرب من أنفسهم، ولايمكن إدراك ولاحساب حجم الضرر المعنوي بالمسطرة والدفتر، مثلا مقاطعة الأرحام  هي أخطر من أي بكتيريا ضارة وقد تكون سببا وجيها لأي كارثة ، لأن الورود تتأثر بالتلوث البشري وما صنعته يداه الوسخة.

إن التوصيات المقدسة إن تناقضت مع الحقيقة ومع صفة الفاعل والفعل والنتيجة، تكون العلاقة السببية مرتبطة بالجريمة أكثر مما ترتبط بتلك التوصيات، إلا أننا نجد في كثير من الأحيان أن بعض المؤسسات الاجتماعية في القدم، تأسست على الخير والوحدة أكثر من توحد المجتمعات الدينية بما فيها الإسلامية  وحالها في الحاضر، فالمجتمعات الأمازيغية التي يدرس تاريخها في الصين وحتى في أمريكا، كانت أحسن مثال في وقت ما، وكانت رغم وجود عدة قبائل بها مترابطة،  لأن الإنسان واللغة والأرض وحدتهم بما في ذلك حب العمل والزراعة، للأسف اختلف الوضع الآن وأصبح الأمازيغي يعيش أمازيغيته وحده  ، وإن تواصل مع الآخر يتم فقط استغلاله أو ترويضه لعدم الثقة به والاحتياط منه، ليصبح مجرد خادم، أو يفهم الوضع و يختار هو الابتعاد عن كل هؤلاء ،وقد عرفت أشخاصا تحرروا من كل هذا وصنعوا حياتهم بأنفسهم دون اللجوء إلى الوصي أو الراعي في الحياة.



العلوم







عامل البناء الذي يأكلون حقه في كل المجالات ومحاولات  هدمه المتعددة،  وعدم الاعتراف له بالجميل لتضخيم الذات والتنكر له والتكبر عليه، لماذا لايناقش هذا الأمر ودائما ينحازون مع من يشغله ويظلمه, النار التي خلق منها الشياطين سيذهب إليها هم، وربما لن يتأثروا بها لأنها مكون من مكونات التكوين لديهم، وبالتالي قد يختفون أويندحرون. 

جهنم التي يخوف بها فقهاء الدين لم نرى ولاواحدا منهم مستقلا عن الأنظمة أو أبدى أي رأي شخصي، دائما يستعين بالمرجعية فلا يملك حرية نفسه، حتى يملك حرية التعبير عن الدين والحديث عن أهدافه  بالشكل الصحيح، وقد رأينا عدد الفقهاء المساجين في دولهم، ومن هم إخوتهم في العرق، كيف يمكن الحكم بالسجن على مجرد شيخ قال شيئا معارضا للسياسة ولم يرق لهم كلامه، ألايكفهم عدد المشايخ التابعين، ألم يقل الكتاب أنه لاإكراه في الدين، بمعنى أنه لا عقاب فيه كما هو عليه اليوم، ألم تسمع قلوبهم إلى آلام كل هؤلاء الذين في السجون السوداء، أليست الهرة غير المتدينة والبهيمة المستغلة سببا للجنة، وللمتعة في الأكل.

إن اليقين أوضح من الاحتمالات، والواقع أهم من الخرافات، وهل مفاتيح الجنة في غير العمل والتطبيق الفعلي، عوض التناقض المفتعل والسهل، ألم تظهر وسائل الاقناع بعد، ولم يضجر من  هذا الطريق المليء بالحجر والأشواك ،والذي هو ضد الحاجة أم الإختراع.

لايمكن نكران الأسباب للوصول إلى النتائج، ولايمكن التحاسب مع النقط الحمراء إن كانت الصناعة محل التنافس، وإن كانت العلاقة بين الصانع والمصنوع مركز جدال وتجادل، وصراع قديم في الوجود، للأسف إستغل الإنسان النار في قضاء حاجياته، ولم يستغل الجنة في تفعيل المنطق والسعادة والمعمار.

قد يختفي كل شئ في لحضة واحدة، وقد تعود الأرواح القديمة لتتربص بالإنسان في شكل دكتاتور مر على هذا الكون ،أو في شكل ممثل يضحك عليهم أو يواسيهم، إلا أن القمح يستمر في الانتاج مادام الإنسان يشتغل، ومادامت الحياة ملكا له ومسخرة له وليست ضده. كل الخير في الأرض ومع ماء الجفون، وانتهاز الفرص والبحث عن المهمين والمبتكرين أو المخترعين.
من السهل جدا تبادل المعرفة والتحاور المثمر البعيد عن الخطر والسلاح، فلاوجود للربح في البرامج النووية وتصنيعها عوض دعم الأقمار الصناعية، والبحث العلمي والفزياء والتكنولوجيا.

الأكثر جدية وقيمة هو التعويض ورد الحق لصاحبه، أو دفع أجره وأتعابه والاعتراف به، وحتى إن كانت الهيمنة حقيقية وواقع قوي، لابد من معرفة الشريك في التاريخ وحسبانه للوصول لأي غرض، فلولاه لاوجود لأي حل مادام منسيا وملغيا.
المرونة والليونة في التعامل خير من التساهل والكذب والاهانة ،والتأثير والتغيير والازدهار بالتحقيق، خير من الاهتمام بفلسفة الخطيئة واللوم والسلبية في القرارات والتحكم، فرب بسمة من شقي، خير وأسمى من فرحة ضمير ميت.






العلوم



الخوف والتوتر ، وعدم ملاءمة البيئة وآفتقارها لمكونات الحياة الكريمة وآنعدام العدل و الظلم، والقهر والأذى والاستغلال والغصب والاكراه،  والتلاعب والتشدد والتعدي على الغير و إلغاء الحقوق،  والاستهتار والجفاف في المشاعر هم أكثر الأشياء خطورة و خلاف تام  للحصانة أوالحماية من أي سوء. 

رجوعا إلى التاريخ نجد أن الفنيقيين والقرطاجيين كانوا رواد في التجارة والصيد البحري ،ولم يكونوا يعبدون أي إلاه بل كانوا يعبدون عدة آلهة يزعمونها ويتقربون منها بالبدع، وحين حاول الفتح الاسلامي نشر الديانة الاسلامية في العديد من الحضارات والدويلات، كان مربط الفرس ضالا بين الطوائف التي تركت إرثا عويصا من بعد إكمال الدين، مما جعل المسائل مركونة إلى الفتنة أكثر من النعم، ومما زاد الأمور أكثر تعقيدا هو التكاسل والتتابع والتراخي والتجاهل، والتغابن والتعابد والتودد والتماطل الهجين، والتراصي والتعاقد على القسمة.

وبعكس ذلك قام أحفاد عيسى بالعمل وشيدوا المرافق، ودشنوا كل الامكانيات، وآنتصروا للخير حتى مع الجنسيات الأخرى والمهجرين من أوطانهم، وفتحوا الأبواب للغرباء عنهم من أجل الحياة. ورغم آستمرارهم بنشر دين المسيح، لم يخلطوا الدين مع السياسة ولم يتفرقوا نهائيا، بل قننوا الحريات وآجتمعوا على الانسانية أولا وقبل كل شيء وعلى التقدم في المجتمعات.

روما  الحضارة القديمة والتي كانت القوة المهيمنة في أوروبا الغربية، والأراضي المطلة على البحر الأبيض المتوسط لأكثر من 700 سنة، ضلت مهد ومركز التلاقح المسيحي، والترابط في صفة البابا فرنسيس اليوم، الذي يجمع بين كل المسيحيين والأقباط، محاولين لفت الانتباه إلى أهمية السلم في الحياة بين البشر، وكمعبر اتصال وطريق نحو تدعيمه.

وبالرغم من وجود أشخاص علمانيين في هذا المجتمع الأوروبي، بدون إنتماء لأي دين، آختاروا الحياد بعيدا عن كل الديانات لكل تلك الأسباب، إلا أننا نجدهم في الكثير من مناصب القرار، يحكمون بقانون الإنسانية، ولايتدخل في عملهم أحد من رجال الدين.على الأقل شغلوا عقولهم لخدمة الصالح العام  .

العلوم



الخطة الأولى إن فشلت تتبعها دائما  الخطة الثانية، التي تكون أداة النجاح في أي مشروع في الحياة، لأن الفخ الذي سقطت فيه حواء يظهر ذلك جليا ،فبعد أن أغوت آدم بالأكل من الشجرة، تقرر عقابهما بالنزول إلى الدنيا المجهولة، وضل كل واحد يبحث عن الآخر، رغم أنهما من جذع واحد انقسما إلى نصفين، وغاب كل واحد عن الثاني ولانعلم بالضبط كيف التقيا مرة أخرى ولاكيف كلما بعضهما، أو تعاملا مع الواقع الجديد، وكيف ضلا يعيشان في الخلاء دون كل الوسائل التي نجدها اليوم، وهل كان يمرض أحدهما ويعالج. 

الوقائع الحقيقية مخفية لحد اليوم، لايمكن معرفة أحداث ذلك الزمان ولاتصوره حرفيا، وقد وجدت نقوش على الحجر، إلا أنها لاتكاد تكون سوى رموز قرون قريبة، لرسومات غائب عنها لب وصميم الحياة بكل عوالمها الاجتماعية والعلمية وحتى الدينية، وهل كانت حواء تتحكم في مصير آدم السياسي إلى حدود اليوم، لو تخيلتم الأمر لوجدتم نوعا من الغموض مازال يخيم على هذا العالم.

من بين ذلك مكمن وتواجد العلماء المسلمين واستوطانهم،  أين هم من كل مايحدث، خاصة تأثيرهم داخل مراكز البحث العلمي في الدول، وماهي الامكانيات والسبل والأرضية لديهم،  فالدواء أصبح أهم من الغذاء، وأهم من الدين نفسه، لأن العالم المريض أو المنهك القوى، لايمكن أن يبلغ أية رسالة، ومن شروط أي رجل دين أن يكون قوي البنية والبنيان.كيف نصل إلى أية نتيجة مادامت العنصرية ضد المرأة مستمرة، واحتقارها مازال موجودا.

صنع السعادة وخلقها  قد يتواجد بأبسط الأشياء، فالمولود يفرح بأقل لعبة، أو ربما بخرقة تشكل وجها ما مبتسم، والسلام لايمكن أن يستقر أمام وجود الحروب والحربيون. 

خدام الحروب وتجارها والتبعة الذين لاشخصية لهم, سوى البحث عن مكامن الفساد للربح أكثر أو الاستمتاع واللذة وجني الثمار والفواكه, وفي الجهات الأخرى يزرعون الرعب المرضي من أجل إرضاء أنفسهم المتعالية. 

العالم المنقسم اليوم إلى ثلاث قوى هي أمريكا و الصين وروسيا, وآخرون شركاء ومشتركون في قيادة العالم، أمام الوضعية العالمية القاسية والمعنفة والمتأزمة  تجزم أن ميدان الصحة والتعليم دق ناقوس الخطر, وأن كل الثورات التي حدثت وراح ضحيتها الكثير من الشباب لاقيمة لها اليوم ولافائدة منها.

فتونس الخضراء ماتزال تواجه الارهاب, ومجهودات السلام في الخارطة العربية والسياسية، لاجسر ولاتواصل، ولاتعامل دبلوماسي معها وبينها، في القضايا السياسية من أجل التوحد.وتفشي الارهاب هو بسبب عدم إنهاء مؤسسي وموضفي  القاعدة ،إما بهروبهم أو إختفائهم أو تسترهم داخل البلدان.

التفكير السلبي ومعاشرة المحبطين والسلبيين هو عدو الصحة المعنوية التي هي أهم بكثير من الصحة الجسدية، لأن الضيق والحزن والفزع عدو للإنسان و مرهق للمناعة، التي يجب أن تدعم بالوسائل القويمة والقوية، أهمها قواعد اللباقة والأدب والإنشراح والبشاشة والتنوير والإبتعاد عن الأوزار والتيسير عوض التعسير، وتوفير الفرص وملئ الفراغ ومحاربة العبودية والجهل، والانفتاح على الشعوب الأخرى والثقافات عوض التطاحن، وتطهير الذات والأرض من القذارة والاهتمام بالطبيعة لأنها هي الأساس والموطن الأصلي والأول للإنسان دون نكران.

البحث والتنقيب عن مركز الحياة هو الهدف منها ولغزها المستمر، الذي يمكن أن يزدهر عبر العصور أو ينمحي، والرمال قد تشكل بها اللوحات والقصور، ولكن لاتخلق فيها الروح. 







حديث في السياسة


ستار النضال من أجل تثبيت الحكم هوأخطر نهج يتبعه الرادكاليون باستعمال جميع الوسائل منها استخدام النساء كوقود في الساحة، لجمع التبرعات أيضا والدعم ،من قبل رأينا كيف تم تجنيدهم  للقتال في العراق وسوريا وبلاد أخرى، كما جندوا الأطفال والمرتزقة في صفوف مايسمى بالدولة الإسلامية ،ونحن إن قارنا التاريخ الهجري مع الميلادي نرى انتعاش هذا الأخير مقارنة مع تماطل وتدهور وانحلال وشرخ الأول واندثاره.

حيث قيل أن الاسلام جاء غريبا وسيذهب غريبا ومن حدة الاوضاع التي وصلت إليها الأمة لا تكاد تميز بين الرضى والجحود، باختلاط الوضعيات والسلوكيات وسيطرة الاذى والحرمان ، فلاوجود للعطاء والحنو والرحمة ولايشفقون على بعضهم البعض ولايتواصلون، ولايشتدون سوى في التباهي والافتتان والقشور، وكأن الإنسان كائن قشري أو من الحفريات يغير جلده كل مرة وحسب الرغبة الملحة، مغيبين كل ماهو حضاري وتاريخي ومألوف في الحقبات التي مرت بالكفاح من أجل لقمة العيش أولا ثم المكافحة من أجل زرع كل ماهو تربوي وتعليمي وتحفيزي، وتأطير العزة والكرامة الإنسانية، من خلال احترام الذات واحترام الاخر.ثقافة الاحترام اليوم في هذا العصر تكاد تكون منعدمة، فلا احترام متبادل ولا وجود لآحترام المؤطر ولا لأي شخص يفوق في السن والتجربة، وللشيخ الحكيم والمنقد للعقول، ليغيب بذلك أي احترام للوطن وللمؤسسات الناشدة للتغيير. 

التحول من شخص ثائر إلى شخص يدعم التفرقة والحروب ليس هو الاصلاح بل يوحي أنه قام من سباته وبدأ يبحث عن جدار يلصق فيه غضبه وهيجانه وفطرته النزعية، للحصول على متطلباته الإنسانية بخلق المشاكل والضجيج وتبادل التهم،  أو لتقوية رصيده وفرض الخطيئة لأنها سهلة جدا.

في هذا العصر أين ذهبت حكمة صديق إبن سينا العالم الفلكي الذي رافقه الطريق من أجل العلم، وعاد كل تلك المسافات الصعبة والمليئة بالمخاطر والتهديدات، غامر بحياته من أجل تأمين صديقه وهو يعلم جيدا أنهم كانوا ثلاثة، خسروا واحدا منهم عندما تعب من قسوة الطريق وهاجمتهم العواصف، فمات من شدة التعب والترحال لأنه شيخ كبير في السن، توفي وهو يناقش أصدقاءه ويجادلهم ويطرح النضريات والأفكار.

المرأة التي هي الأم والأخت والإبنة والتي هي أساس المجتمع غير مقدسة، ولايحترمون قيمتها ووجودها ،وما تمثله من قيم المساندة والتضحية ، بكل ماتقدمه من مجهودات للكل دون تمييز، وبتحكيم المشاعر الطيبة والعقل معا،  هي أيضا اليوم مقصية من أي مشروع وبناء خاصة في المجلدات البنيوية والمؤلفات المجتمعية التي تهدف إلى صقل الواقع بالقلم دون تحريف أونفاق سياسي، يجمع بين الثورة الإسلامية ويحرف تاريخ النهضة، وبين السياسة غير النفعية والداعمة للبرامج النووية التي هي أصلا محضورة وممنوعة في الإسلام.

مكانة المرأة التي تربي الأجيال الذين هم عماد الدولة والأسرة والمجتمعات إن كانت الاديولوجيات متشعبة ومتفرقة ولا تصبوا إلى المصلحة العامة، بغض النظر عن تعدد الفكر لايمكن أن نترقب مع هذا قداسة للروح. 

وبيع الأوهام لاجدوى منه في التسيير المحكم.

حديث في السياسة


أضن أن العفاريت التي كان يتحدث عنها بن كيران لم تنفعه في شيء لأنها كانت تلعب دورا مسرحيا للقفز من مرحلة الربيع العربي إلى مرحلة الخريف الريفي، حيث أن الريف اليوم انتصر للتهجير وأصبح المهجر الأول بآمتياز مع مرتبة الشرف ووجود كل هذه الصفارات التي تركز على الأمان.

وبعد أن أصبحت قوة الصوت والإعلام  مسحوبة وتم تجميد الحوار الذي حاول طرفه الثاني والمهم ربح الوقت ورفض اللقاء وتحرر من الواجب وبقي متفرجا، بعد أن كان ينبه في الخفاء ويهدد في الأول و الأخير ويسلط أعوانه من كل حدب،  لا  أعرف بالضبط مع من يتعاركون ومن يحاربون، لكني أعرف كيف بدأوا ومتى.

 عندما ترفع الأقلام بعد أن جف الحبر أكيد أن هناك خطأ ما لأن النسبية هي الأساس في المنطق وفي البحث واليقين، ولكل شيء نقيضه وضده، ومن الأحسن الترفع أمام التجاهل والمتثبطين.

مجهر الحياة قد يكون ضعيفا أمام وجود صنف من البشر المستهتر، الذي لا يأخذ من الأقدار سوى اللهو، وعند التعامل مع الآخر يأخذ فقط ما يناسب مصلحته الشخصية في نكران تام لحق الآخر، أو يضفر وحده بالفطيرة، بمعنى أنه يتسابق مع أقرانه نحو التفكير السلبي والاستهزاء بهم وكأنه ملك زمانه، في حين أن من صعدوا إلى الفضاء تعاونوا في الشداء والضراء لينقذوا الجميع و دون أن يقحموا النصوص اللاهوتية.

عندما تختارون المواجهة تعلموا أولا فنون وأسلوب الرياضة القتالية وأخلاقها، وقواعدها المحمية الدفاعية والهجومية بروح متزنة، عوض التدافع والركل والصفع والاصطياد الغادر. 

سياسة التعريب الممنهجة والمختصة في إلغاء الحضارة والتاريخ عبر العقود وفرض الهامة، لم يتحدث عنها أي نص قرآني ولم يفسرها أي مفسر عربي ولم تتراود في أي حديث، فقد كان يخبرنا الأستاذ  الجليل أن العرب أشدهم كفرا ونفاقا،وقد خصهم الكتاب بذلك مقارنة مع المؤمنين ومن يقولون أنهم الكفار من العجم.اللغة حق وممر وتكريم ومنبع و حمل عبر العصور والقرون، لاعلاقة لها بالحقائب الوزارية ولا بالسيطرة، حيث قد تلتقي اللغات والحضارات والثقافات دون أن تقصي إحداهما الأخرى، ولكن قد تمحى السطور وتبقى الرسائل.

في مليلية يوجد متحف تتلاقح فيه الأمم وتغرد فيه الأمازيغية مرفرفة نحو الذاكرة والتاريخ، دون  تحيز ولاانحياز، تعترف فيه بقيمة التنوع والاختلاف الحضاري، الذي يتراود عليه السياح من كل أنحاء العالم ليكون وجهة سياحية لكل الأجانب من مختلف الأجناس ومحطة لتذكر الهوية الأمازيغية و التي لايمكن شطبها من الأرشيف أو من الوجود.

حديث في السياسة


ترويج الأكاذيب والمعارضة التي لاتهدف إلى الوصول لشيء وتتفرع من الأصل،  للافتراش البساط ثم الزطم عليه دون تنضيف الحذاء لنشر التلوث وعدم تعقيم الأفكار المتناقضة هو الآفة الكبرى.دعم الفروع وإهمال الأغصان لايجدي في شيء سوى في السخط والنقم والعناد. 

الاختلاس أوالكلبتومانيا هو هوس السرقة الذي لايستطيع فاعله الاستغناء عن فعلته بسبب رغبته الطاغية في الاستحواذ على كل شيء ليس ملكا له، أو حتى بخس الثمن لاقيمة له ناهيك عن ماهو قيم، فهو دائما شخص مندفع يفكر فقط في غرائزه وفي استخدامه الخاص، و كسب المال بأية طريقة، و قد يقوم بتوزيع أشياء أو تخزينها، أو قد يتخلص منها نهائيا، هذا الشخص تسيطر عليه فكرة صقل  البيئة القاسية والمتزمتة، وإقصاء الآخر وعدم الاعتراف به،  بل طرده وعدم تقبله والسماح له في المعايشة ، وحرية طرح الأفكار ومناقشة المواضيع والمعتقدات، كما في عالم الأرقام والمعادلات، دائما كان أنشتاين يخدم عقله دون أن يمس بالأشخاص  أويلحق الضرر بهم. 

من يملك أي حق لابد أن يحتكم إلى المراقب ويحاور الأطروحات والعلماء، وأصحاب الشأن من المسؤولين عن المنضومات في أي جانب.

ولكل شخص حقه في التفكير بحرية، دون إكراه أوجاهلية ووصاية أو دغر ، فالعلم له أجنحة ولاشيء معروف في عالم الغيب، والعمل هو العبادة الحقيقية والعمران، من يقهر لاعلاقة له بالعمل ولا البنيان فهو بعيد جدا عن تفسير الوقائع، وربطها بالدين، لأن الأرض وجدت للزراعة، وليس للرطم والعجز والكسل.

 من يخدم هذه الأرض من أولها إلى أقصاها هو من يتواصل ويتوحد ويترابط، ومن يخلق الأحقاد والنبذ والتهديدات لاعلاقة له بالانسانية تماما، ولا بإعمار الأرض.

التبشير والهداية مهمة سامية أخلاقية، لكن لها مكانها الخاص واعتماداتها ومنصاتها المعتمدة، ولايتدخل في شؤونها سوى أصحاب الشأن، دون المس بالآراء الأخرى، أو آستخدام الرأي المتسيب غير الواضح الأهداف، والمستخدم لتحريك نزعات أخرى غير مقبولة، توطد العنف والتخاصم. والأبحاث هي مجرد كلام قابل للاجتهاد، والتحليل والشرح والدفاع عما يفيد.

إن كانت هناك شوائب يجب أن تصفى، لكي لايذهب هذا العالم إلى الهاوية، ويجب تقبل الآخر كيفما هو لأنه حر، أما إن كانت هناك أزمة الحرية والتعبير عن الحرية ، فسيتقهقر الأمر إلى مستوى دنيء .


حديث في السياسة


هناك من يدعم الحركات الاحتجاجية، والتمرد والشغب والترهيب  والكراهية ,  كنظام ساري  من أجل السرقة والتفرقة واقتسام الطنجرة ،وفي الأخير ينقلبون على بعضهم أثناء القسمة، ومنهم من لاحديث له سوى عن الأرباح. 
وهناك من يشتغل على تضليل الحقيقة، لأنه لاشيء تغير من الداخل، والظاهر أننا نعيش وسط المتوحشين والمفترسين لأن الدين هو المعاملة، فإن خرج الإحترام من الباب ذهب الدين كله، وأصبح المحيط غريبا، 
يملك بعض الأشخاص الكثير من  الشجاعة والرغبة في الإشتغال وتقدير الأمور الاجتماعية والسياسية، لكني أعلم جيدا أن في كل ركن هناك من لايريد الخير ويريد استغلال الضروف والوضعيات،  من قوة النجاسة في الشخصية المركبة والفارغة التي تعتمد على التقليد والهيمنة والتبعية ، وغرور البالون بسبب التكوين غير السوي والأخلاق الذميمة.

حزب العدالة والتنمية بالمغرب , تم تأسيسه ليستقطب كل الفصائل  التي تحاول أن تحكم بالدين  وتتشاجر على السلطة، هذا الحزب تمكن أن يحتوي كل هؤلاء ونشر فكره الأمني أمام وجود كل هذه الطائفية المتقاتلة والتي قد تنتج متشددين، الشيء الذي برهنت عليه الأحداث، لأن مصر بعد مقتل المرشد حسن البنا ارتكبوا خطأ فادحا مازالوا يدفعون ثمنه، خاصة بعد مجزرة رابعة، فؤولائك الشهداء يضلون مصريين قبل أن يحسبوا من الإخوان.

 سياسة التدبير والتدبر خاطئة، ضاع الشعب في مصر وانقسم، وضاعت هبة الجيش، وآمال كل ذلك الشعب الراغب في العيش الكريم، لابد للقيادة أن تحكم الرقابة والطبطبة لإدراك الأمور وعدم خروجها عن النص، فقد انشغل الجيش في محاربة الارهاب والتفاوض على الأرض وغرق الشعب في الفقر والتهميش والرعب. 

إن هذه المرحلة ليست لتلقين الدروس والمبادئ في المدارس والجامعات والتجمعات، وإنما هي مرحلة النتائج والحصاد وموازنة المسائل العالقة.

حديث في السياسة


الإسلام لاحزب له  ولاحركات ولاجماعات  أوجمعيات, والمسلمون والمسيحيون واليهود ليسوا إرهابيين،  ولايمكن ضرب كل تلك الحقبات التاريخية التي عبرت من الوحشية إلى تطوير الانسانية.

الإنسان مر بالكثير من المراحل حتى يؤسس  مكانا يحميه من البرد ومن حيوانات الغابة التي ولد فيها، وبحث كيف يأوي نفسه منها، ثم تعلم الصيد، والنقش بالحجارة، وطهي الطعام وتخزينه، إلى أن كدس كل شيء وضخم المطبخ بكل أنواع المأكولات ونسي نفسه، وغابت الرحمة والشفقة من قلبه، فبعد أن كان يقايض ويتبادل الانسانية، صنع النقود التي تغير لونها ونوعها وتأثرت بالبورصة وسعر البترول والصرف. 

جاءت الحروب والأسلحة بعد السهام والصحون، وقلبت الطاولة رأسا على عقب وتفرق البشر أنواعا ،ووجدت الأقمار الصناعية والمحطات والاديولوجيات، وتطور الكمبيوتر وصنعت الهواتف، وآندثر لب الموضوع المشترك ، والفرح والسرور إختفى نهائيا من الأجندة، واستغلت الجنسيات والجدارات، وتلوثت المكتبات من حجم الغبار عليها وضعف القراءة وآتباع اللهو واللعب والزينة. فحزنت الأشجار والأزهار عندما تمرد الإنسان على الشيخ والمعلم والكنائس والمساجد والمخطوطات والتفسيرات، وتخبط في الأوساخ  والاشكاليات المفتى بها لخدمة المراحل بسبب الافراط والعبث. 

العالم كله اليوم تحت تأثير الحجر الصحي والانطواء على نفسه، والتباعد مع الآخر خوفا، وكثر الهم والغم والصراع، و التفكير فقط في الطعام لأن الأزمة اليوم هي أزمة الغذاء العالمي. 

أتساءل عن حجم الخوف الذي كانت تشعر به حواء وأبناؤها في التكوين الأول القديم، وحجم الخوف الذي كانت تشعر به مريم العذراء في حملها ومخاضها ووحشتها في الخلاء هربا من معارضيها، مقارنة مع حجم الخوف من الموت الذي يشعر به البشر من فيروس كورونا. 


حديث في السياسة


الحل اليوم هو العمل الجماعي السلمي البعيد عن التدمير والدمار، والمشاركة الفعالة في السيطرة على الأوضاع المقيتة غير الانسانية والمتوحشة الداعمة للمنافسة المتناقضة مع القيم، و التي يرسخها التاريخ وعضماؤه عبر الزمن، الناقلة للأمن والأمان والسكينة والدفئ العائلي في المجتمعات المتحضرة الراقية والممانعة لكل الرواسب المتنافرة. 

رغم استعراض العضلات في الأخطاء، لاشيء له القداسة غير الكون وخالقه والعمال والأيدي العاملة والصدق والواقعية، لأن العالم الافتراضي له مساوؤه أيضا وتقلباته ومضللوه، والتاريخ لايعتمد سوى على موثقه ومدونه. ومن خرج عن المجتمع لايمكن استدراكه ولاإدراكه فيما يخفيه من غل يزعزع به العامة والأمة، ليحرك خيوطه العنكبوتية كيفما شاء. 

وسائل التواصل اليوم لها من إيجابيات الدردشة وتبادل الأفكار ما كان يشكل في السابق من تبادل المعارف والنصائح والتجارب والارشادات بين الأمم بآختلاف أجناسها، حتى أننا نقرأ الكثير من العبر والفضائل وحكايات يستغرب لها السمع والفكر مقارنة مع نوعية البشر اليوم، صحيح أنه من قديم الزمان نسمع عن المصارعة لكن التحكيم دائما كان ممنهجا ومتفقا عليه حتى في لحضات الحيرة ، بخلاف مانراه من تضاد وتعاكس وتوهان اليوم. 

سيتغير الأمر إن تغير هذا النظام وسيطرت معالم نضام جديد ينظم البشرية بعد مضي كل هذا الوقت وهذه القرون، يوحد الإنسان أولا مع ذاته ثم مع الآخرين لتختفي كل السلبيات  والمهلكات والكوارث وكل نقاط الضعف التي تستنزف العالم، وتنشر الحجر في الطريق كالعقبات، لقد انتهى زمان الحساب وجاء زمان الابتكار. 

الحضارة الصينية والحداثة والصناعة قادرة أن تكون وسيطا للسلم و إحياء الثبات والدوام والاستقامة والاعتدال، وتطبيق النجاح والغايات والأهداف الواضحة وحسن سير العمل بناءا على القواعد التي تقوم عليها الحياة الإنسانية، مرتبطة بالعواطف والمشاعر السامية الضامنة للجميع وفي احترام كامل للبيئة والإنسان، فهذا هو المراد وصميم ميلاد هذا الكون وهذه الأرض التي لانعرف كيف ستؤول فيها الأمور حتما، لأن كل شيء قابل للتغيير، ولكننا يجب أن نعلم جيدا من نحن ومانحن ومانستطيع أن نفعله ونحققه. 

مشروع الحزام والطريق خير وأسمى مشروع عرفته البشرية.



حديث في السياسة


الحرب تعلن على أي مطالب بالحق، لأن الفساد دائما يحب من يدعمه ويحب أعوانه وأكل حقوق الناس، ودائما هناك ظالم ومظلوم، وجشع قاهر ومقهور،  ولولا المبادئ التي أوصت عليها الديانات أولا ثم قننتها القوانين لغرقت السفينة وبقي نوح.

و بالرغم من وجود ثغرات ومجازر قانونية نراها اليوم في هذا العصر الغريب وتحايلات على السيد القانون، وتراكمات  وتلاعبات وخرافات وبدع و تحريفات للمسألة القانونية إلى أن آحتار القاضي في منهجية تحليل وحل النازلة القانونية، عندما ارتبطت بالحق المدني والمطالبين به لكثرة عددهم وتعدد توجهاتهم، مما يظهر أن هناك عطب بالسياسة والقانون، إذا اجتمعا يفر كل واحد منهما من الآخر، في المقابل نرى هيمنة الدول المتقدمة على كل ما هو سياسي ومعرفتهم بصميم الموضوع وعدم تشابكهم وشيطنتهم للأمور، حتى يكاد الأجنبي لايفهم شيئا من القرآن من حجم التناقض بينه وبين ولاة الأمر والساهرين عليه.

عاصمة المسلمين كانت القيروان شيدت بها أسس الدين الإسلامي، وتم جمع الناس على البر والإحسان وعلى القبلة لأنها أهم من الهياكل، ونشر الأئمة الخير والطمأنينة والعدل والصراط المستقيم، وقيم المساندة والتعاون ودفع الضرر وعظمة هذا الدين في كل زمان ومكان، وفي الأخذ بالأسباب وتوثيق السلام.

الله فرق الأرزاق لكن لايمكن أن يصبح جميع  البشر عمال بناء، إلا إذا  تحول المدير أيضا لعامل بناء وصفى نفسه من العناد، ففي الكثير من الأحيان كان واجبا، أن يتساوى مع خدامه حتى يحس بأحاسيسهم ومطالبهم، وهل المعونة تكفي احتياجاتهم في إطار المعقول والواجب وحفظ الكرامة والتعويض عن الألم والكفاح.

الإنسان من قبل كان يعيش داخل القبائل، وفي الصحراء، ويدافع عن نفسه بنفسه أو بقبيلته، واليوم هناك من يدافع عنه بالعقد المدني، الذي ربط نفسه به مع الدولة، لذلك نشاهد مظاهر التعبير عن المظالم في المظاهرات عندما يظهر التعسف، وهذا تحميه لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والتي يراقب خبراؤها كيفية تنفيذ الدول للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. 

وهج يشدني إلى الحسيمة



منذ القدم لايمكن تحكيم أحد أو الشكوى لأحد، ولا إشراك الخصوصية مع أحد، لكثرة النفاق والانتهازية وآنعدام حب الخير للآخرين، فقد قال الله تعالى لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه.

جميع البشر يصلون من كل دين، فمابالك في تاركي الصلاة والمتكبرين عنها المغترون بالدنيا والمتعة، هؤلاء لاينشرون سوى المعصية والإثم والعداوات ولايتحابون إلا مع أشباههم ،ولايتقربون منك سوى لقضاء أغراضهم وحاجاتهم، وعندما تحاول نصحهم يتعالون وكأن الطائرة تحلق في السماء ولا تهبط للأرض، هذا النوع من يصطدم مع ناطحات السحاب والشاهقات، كما وقع في 11 سبتمبر عندما آرططمت الطائرة المختطفة ودخلت في وولسترت وخلفت آلاف الضحايا وآلاف الأزمات وغيرت مجرى الاقتصاد والأسهم وحطمت دول وعزلت أنظمة وشردت الأطفال ودمرت الاتصالات، وغاب الجميع عن الجامعة العربية وآحتارت الأمم، وتغيرت خارطة العالم، وآنتشرت الأزمة الاقتصادية  والبطالة والحروب والدماء وكثرالجياع، وقمعت الأصوات ، وحرفت الأساطير ونعى التاريخ نفسه وبكى حاله وضاع  وسط الركام، وهدمت صوامع ومآذن، إلى أن غاب الجميع عن الصلاة، وذكر الله في المساجد والكنائس، خائفين غير خاشعين ومنذرين بوقوع شيء مازال غامضا لم يعرفوا ماهيته ولامصدره ،ومع ذلك مازال البعض يفضل قطعة الشكولاتة اللذيذة على أخيه الإنسان، ويفضل النقود والمال على العزة والكرامة.

الخريطة اليوم قبلة للتوزيع والسيطرة، وقابلة لأي ضرف وطارئ، والإنسان أصبح رهينا للغذاء ومحاطا بالعديد من الشخصيات منهم من يسرق ليعيش، ومنهم من يتعالى على الآخر ويتنكر، ومنهم من يكافح، ومنهم من لايصدق شىيء، ومنهم من يهاجر، ومنهم من تشتت عائلته، ومنهم من يتهرب ، ومنهم من يعلن البغض ويخطط للاستغلال الضروف في السياسة ليضفر بمقعد جديد وهو لايعترف بقيمة الشعب في كل الأحوال.

آخر  النتائج التي ترتبت عن ضرب 11 سبتمبر الإعتداء الشنيع في الحسيمة على هويتي وكياني وجذوري وحبي لوطني وترابي ودمي . لايمكن أن نقبل نحن الشباب المزاد العلني علينا وعلى كينونتنا من أحد، فإما أن نعيش في آندماج مع الحياة، وإما أن نرفض الأوضاع ونغيرها، ونبلغ رفضنا لأي شكل من أشكال الهمجية، ولايمكن ذلك إلا مع من ظهرت فيهم المروءة و حسن النية. 

تقنيات التواصل الإعلامي





إن أهمية السلطة الرابعة في تسليط الضوء والتقصي بحياد تام، لكن هذا لايعني أن لا يكون للإعلامي هويته، وتوجهاته الفكرية القابلة للنقاش, دون محاولة للسيطرة على الأوضاع القائمة أو فرضها عن طريق الدعم السياسي من الأحزاب، التي تحاول أن تحكم باستمرار دون احترام لأدنى وسائل الحرية.

الإعلامي لايجب أن يقحم الضيف في مشاكله الشخصية أو إرهاصاته السياسية، ولايتوقع حجم الخطر الذي قد يلحقه، بسبب سوء تعامله مع الأسئلة، لابد أن يبحث عن ضيفه جيدا فيما يفيد وليس العكس، وأن لايستغل الضروف لغير الصالح العام أو أن يكون جاهلا دخيلا على المهنة ومجرد فم يطلق به أحقاده، ليغرق الآخر في اللغط، بعد أن يتهرب بشكل أو بآخر متنكرا لأخطائه ومغيرا لهويته، للهروب والكذب من جديد.

العلم ليس له هوية ولا جنسية، وعنصرية المعلم لايمكن أن تجدي في شيء إن لقن تلاميذه بشكل تحكمي ومسيطر، هنا تتدخل تقنيات التواصل الإعلامي لتقوم بعزل هذا المعلم فورا، لأن الدرس أهم منه والتلاميذ أهم من الصراعات، لايمكن تجاهل قيمتهم ومدى فعاليتهم في الصوت، حتى وإن كان فيهم بعض المشاغبين أو التبعة دائما هناك فصيل آخر ينهى عن المنكر ويأمر بالمعروف، حددوا أهدافكم قبل أن توجهوا القافلة.

التواصل يعني الشفافية وتقبل الآخر والدفاع عن الحق دون المساس به وبمفهومه الأخلاقي أولا، والتوحد بالأفعال والإنجازات وتوحيد الصفوف كما في الصلاة، لا الاختفاء في أول فرصة والتغيب عن القسم نحو فردوس النصارى.الشجاع يضل في ساحة المدرسة يلقى مصيره، ويوم الامتحان يعز المرء أو يهان.

وليمة الكسكس اللذيذة إستحليتموها، وتجمعتم حولها، ونسيتم ماتمثله في التراث من ترسيخ قيم التآخي والمقاومة.



حديث في السياسة





لماذا أصبح الإعلام اليوم لا يناقش سوى الأحداث الصاخبة , لماذا أصبح وسيلة للتقاتل والإنحلال الفكري التابع للمعركة وحب السيطرة، لماذا غابت حرية التعبير وأحقيتها ، ولماذا يضن المحارب دائما أنه سينتصر ،بعدما صنع شرخا عميقا بين الدولة والشعب، كيف ستعود المياه إلى مجراها بعدما تفرق الإخوة، وتجبر المسؤول وتمختر عليهم، وأي مستقبل لهؤولاء جميعا.

الكثير من الأطفال في أعماق الأدغال، لايملكون أدنى وسائل العيش، وقد يمتلكون تلفازا يتعلمون فيه، ويطلون من خلاله على العالم، وفيهم الكثير من الأذكياء الذين من الممكن أن يغيروا خارطة العالم، ويصححوا مسار التفرقة، فالإنسانية أهم من الشجار، والأشجار أهم من القنابل.

في آخر الأرض يوجد الكثير من الخيرات والثروات ، وقد يوجد أيضا الصقيع والبرد والأمراض, التي لم تعالج لتنتشر على الجميع، وتعكر العيش في أمان، إن كان العلماء يبحثون عن الأسباب سيصلون حتما للنتائج، وتحية لمن يغامر بنفسه لينقذ البشرية جمعاء.

أن تكون ثرثارا أو صعلوكا أو متطفلا، ليس بنفس النتيجة أن تكون متمرسا وصادقا، فالغاية هنا تختلف ولا تبرر الوسيلة، وأن تكون آكلا للحوم البشر هو مايخالف البهجة والفرجة والاستفادة، لأن ذلك يصبح نوعا من السمسرة والتخاذل، ويغيب أي نوع من التعاون والتحاور .

لغز هذه  الأرض في البناء والتعمير، وإن كان الإنسان ينظم بيته، وينشر خارجه الروائح الكريهة والأزبال والأوساخ والخبث والخبائث ، فمن المؤكد سيصنع أشخاصا مزدوجين تائهين عديمي الشخصية،  لأن الصورة غير الكتاب، أو أن المسطرين غير الناقلين للأخبار أوالساهرين على تطبيقه، هنا يكثر الذباب ، وقد يهرب الكثير من الجمهور مستغربا هول المواضيع الخارجة عن النص، لأن الدكتاتورية هي نوع من التهرب من  المسؤولية، والشراهة في الأكل ، ونشر الشوشرة لإلغاء الحريات .

التعليم في أقصى الحدود أهم من الحدود نفسها ،لأنه من الممكن أن تختفي الفوائد ، ويخسر المتسلط أحكام النجاة ،تصحيح المسار والأخطاء ،أهم من إلقاء الأحكام أيضا، وليتحمل كل واحد مسؤوليته أمام التاريخ.

الأخبار المحسوبة إن كانت مضيعة لجيوبنا، أفضل شخصيا أن أحضر فيلما أجنبيا مفيدا أو وثائقيا ، على مشاهدة المكعبات التشكيلية الاستخبارية ، فالإعلامي ليس فقط منصة ومكرفون وتهييج للمعركة. 






حديث في السياسة

 

وكريفية لاأسمح بأي تدخل خارجي في وطني وفي أرضي، ولاأقبل بأي نوع من التخريب بغرض المتاجرة أو المقامرة بضروف البشر وأحوالهم الشخصية داخل أو خارج الوطن، وأرفض تماما أي شكل من الاستغلال للوضعيات في السياسة، لأننا أرقى من أي استعباد أو تخطيط خاسر.

نحن شعب توحد على المحبة والحماس والقوة والانتصار، لا على الخيانة والردة، همنا الأمن والأمان واستئمان كل إخوتنا قبل الأكل والنهم.

تعلمت منذ الصغر أنه لايمكن أن أطلب شيئا ممن أذاني أو عاداني، وأن أستكبر عن هؤلاء المعتدين، لأن الذئب لايفكر إلا أن يأكلك، فكيف لك أن تقترب منه أو تطالبه، مما يظهر أن اللعب مع الأشقياء مجرد استنزاف للثروة ومضيعة للقيم، ومحاولات للاستقطاب نحو المجهول، فالمائدة المستطيلة الفارغة مليئة بالمكر والخديعة والنصب.

 الأزمة التي يعيشها الريف اليوم هي نتيجةالنفوس والتلاحق نحو الرفاهية، وكأن التربة لاتحصد سوى المضرة أو أنها خالية الوفاض لاتاريخ لها ولاحكمة ولا هدف، من قشة صنع النمل بيته، ومن الأقحوان صنع النحل الدواء، والبيت الفارغ يملؤه الرجال, إلا أن هؤلاء لايمثلون إلا أنفسهم لأن في الريف رجال من النوع  الآخر.

الحياة مبنية على جميع الإحتمالات وإن لم تكن حدقا تغرق في شربة ماء، وقد تمحى من الذاكرة نهائيا، لأن أعداء النجاح دائما موجودين في أية جهة وفي أية عشيرة، لايجب المخاطرة بالآخرين أو التحدث بأفواههم، ولا إلغاء حقهم في الرأي. لأنه لايعبر عن الجميع فالأذواق  والعقليات تختلف، وهناك من الريفيين من حاورتهم رفض المزايدات، ولم يقتنع هو شخصيا بالأحداث، فهل تضنون أنهم هم أيضا ليسوا ريفيين،إن الشرخ صنعتموه أنتم والإنقسام في الصفوف لايخدم سوى مايحصل في البلدان الأخرى، إلا أننا بعيدوا المنال.

الإنسان لم يعد سيد نفسه بل عبدا للمقتنيات والمغريات والترفيه عن النفس بالمجموعات ومحاولة إرضاء الذات، وتضييع الوقت في مراقبة الآخرين وكسر طموحهم الحقيقي. والأهم من ذلك دراسة كل حقبة على حدة وموازنة الأمور غائبة ،في محاورة الآخر ، وتشغيل الميزان منهك في لم الأصوات الناقلة ، غير المدبرة للآحتياطات وغير المسيطرة على الهفوات والأخطاء ،والمتسابقة الملغية التى لاتعتمد على الصحن الفخاري الواحد, فلسنا حلوى من كل مقام ومقر.ولسنا مجرد هفوة يستغلها الأغبياء والجهال وعديمي الضمير ممن يشتغلون دون وعي نحن التاريخ. 

لابد أن يقوم أهل الفقه بمهمتهم على النحو الصائب وأن يضيئوا مسيرة الشباب، فالإسلام كديانة مهمة وعالية الشأن، لابد أن تنتشر بالطريقة الصحيحة، حيث يتم تلميع صورة هذا الدين في العالم كله، بالمجهودات الجماعية والمعاملة الطيبة والعمل الدؤوب، ولحد اليوم مازال الآخرون يملكون فكرة مغلوطة عليه ويحملونه أخطاء الغير، ومنهم من لايعلم شيئا ، ويعتقدون أن الإسلام هو التأسلم، بسبب غياب النية الصادقة، وهذا عار كبير في التاريخ الإسلامي.

 كما لابد من فهم النصوص فهما صحيحا، وتفسير ذلك بيسر وليس بعسر، وعدم تغليبه على حجم الإيجابيات في هذا الدين لأغراض أخرى ينهى عنها، فيتم إلحاق الضرر بالمسلمين كافة، من أراد الإسلام  فله ذلك، ومن لم يرد لايتخفى معنا ووسطنا باسم المسلم، ينشر رجسه في أقطاب الأرض.

حديث في السياسة

 

الغدر هو سبب الفشل من الأول، لأن التخطيط المحكم في تسيير شؤون أية إنتفاضة شعبية أو جماعية أو عرقية أو قومية وحتى اجتماعية، دائما يعزى إلى التبعية في القرارات والتنافس على الزعامات والقيادات واختلاف الجدالات في اللحضات الأخيرة من تقاسم الأدوار ،فيضيع كل شيء في رمشة عين.

الإجرام أصبح مسكوتا عنه والإنسان لم يعد يقدر قيمة الحرية والعمل، واللسان تحول عضوا قاتلا في الجسد لايعرف كيف يصون نفسه، وتجارة الحروب لايمكن أن تكون بديلا للربح وتحقيقه عبر القارات في الأعمال غير الشرعية  والهلاك.

ماسمي بالثورة المضادة لايرتبط بأي صلة بالمطالب الشعبية ولا بالحق في الحياة، فالتاريخ أثبت العكس لأن تحقيق الوجود وإثباته ومحاربة كل من يعارض هذه الفكرة نضريا وتطبيقا، لاحل ناجع فيه.

اليهود استطاعوا أن يقيموا دولة بجانب المسجد الأقصى وتوحدوا وتطوروا، والعرب أقاموا دولا متفرقة على مساحات غير متفاهمة يتوسطون الكعبة، وبين المسجد الأقصى والكعبة، نضيع نحن الأمازيغ وسط الخصامات، لأن العرب يضنون أننا أعداء لهم، كيف وهم أعداء بعضهم على حقنا، إغتصبوا الأرض بالجزائر ومصر وحلب. 

التبادل الإقتصادي أهم من التبادل الثقافي وقوة التجمهرات الفنية، التي تقتات من الفرجة الوهمية، والمؤتمرات التي تهتم بالمناخ والأرض أهم من المحيط الذي يلتهم كل شيء ومن الحاشية، فالجهات الموالية هي سبب التخبط وهنا أدعوا الملك إلى تطهيره. 

لجنة المراقبة لابد من خلقها في الصميم والمراكز، وتجارة الحشيش لابد من تقنينها في غير الممنوع، لكي لاتكون هواية للمافيات واستثمارا للجياع الذين لا أخلاق لهم، حيث لايريدون أي إصلاح للأوضاع، كل همهم السرقة ونشر الخوف وترويج الفساد ولايبنون وطنهم حقيقة، كما لابد من إدماج الأشخاص العظماء في مؤسسات الدولة أكفاءا وليسوا خصوما، فلاتقوم العواصف في كل مرة. 

لقد أصبح العالم اليوم في سباق حاد و كل واحد يفرض شروطه، إلا أنه لايمكن تجاهل البعض من عامة الشعب، وكما قلت يوما كفانا حروبا لابد أن تقولها اليوم.

حديث في السياسة

 

أطفال الشوارع أو القاصرين الهاربين من الوطن، أليسوا ثروة ضائعة ومستفزة وقيمة مضافة يحتاج إليها الوطن، حيث يمكن تجنيدهم أو تشغيلهم بالفلاحة، هذه اليد العاملة المهمة لو كان هناك كفاءات قوية في الحكومة المغربية بتلك الشعارات التي ترفعها أو تسطرها كصورة، لما استغلتها الدول الأخرى لتبني بها أوطانها ،وهذا مايدفع القاصرين إلى الهجرة فهم ليسوا أغبياء أو ضعفاء أو عديمي الأصل، بل يطمحون إلى غد أفضل ويرغبون في فرصة العمل التي تنعدم في وطنهم الأم ،لا أحد يغادر من أعماق قلبه أويريد أن يفارق أمه، لكل شخص الحق في الحياة وتطوير نفسه ومستقبله.إن الخلل في طريقة التدبير التي تنهجها الحكومة، فإن كانوا يزعمون أن استراتجيتهم هي استراتيجية الملك فهذا ضرب من الخيال، لأن الملك لايمكن أن يدبر كل شئ وحده فقد ترك الأمور إلى الأحزاب وإلى صوت الشعب،لأنه الأدرى بما يحتاج وبماينقصه ويريده. 

و قد كان ممكنا أن يشتغل الجرار إن كان حقيقيا مع المصباح إن كان مشتغلا وعصريا، وينهظوا بأحوال الفلاح عوض سيطرة اللوبيات عليه وعلى الساحة، ويطوروا البوادي فهي عماد الدولة و محفزالسدود.كما كان من الواجب أن يسطروا قوانين تحترم الانسانية، أقلها تحديد النسل إن لم تكن الاستطاعة كافية لاحتواء كل هذا البشر وضمان كرامته في الشغل والسكن اللائق.

إسبانيا دولة قوية لها ركائز وأسس تذهب إلى أبعد الحدود في تفعيل الديمقراطية، لأنها تحترم قيمة الحياة وتحترم القانون قبل أن تطبقه، تهتم بالنظافة وتعاقب الرشوة والسحت، حيث لايوجد نهائيا في قاموس أية جهة أو إدارة، ولاتحفز الموظفين بالهدايا ولوازم المؤونة بكل أشكالها، والتي تستنزف من ميزانية الدولة وخزينتها، حتى تكاد تضن أن الإدارة هي بقالة تم تطبيعها مع الشعب على هذا النهج، أصلحوا هذا الشأن أولا ثم ناقشوا الأمور الكبرى.


عرفت مغاربة تم تعنيفهم في بلدهم وتم إنقاد حياتهم من الإسبان لينتج عن ذلك طفلة إسبانية حرمت من أمها وهي اليوم شابة، تحاول التعرف على ثقافة بلدها لكنها تعتز بهوية أبيها الإسبانية لأنها منحتها الحياة هذا ماأخبرتني به. ألم يكن من الضروري تشريع قانون ضد المعنفين والمعنفات في الوقت المناسب وفي السياق نفسه.

مراكز الإيواء واللاجئين في مليلية مليئة اليوم، ومنهم من ينام في الخلاء يفترش الأرض، ينتضر لحضة الوصول إلى الضفة الأخرى ويحلم أن ينقضي عذابه لأن هناك يتامى وفقراء ومعدمين يحتويهم أتباع عيسى عليه السلام.


قال أحد الأئمة الفقهاء عندما زار المغرب، أن قوة الدولة في قوة شبابها، وأن الشباب هم رواد المستقبل، إن لم يتم تأهيلهم فإن النتيجة تكون وجود نوعين منهم أحدهم متطرف ومتشدد يؤمن بالمتفجرات، والثاني متحرش وضال تحت تأثير الإدمان والمخدرات.

الاعلام لابد أن يرتبط بهموم الناس وينزل إلى الشارع يستقصي نبضه، وإذا لم يحاكي الواقع لايكون مرآة المجتمع القادرة على إحداث التغيير بل سيكون مجردا من الشعور ومجرد أداة للإخبار والترهيب وهذا مخالف للتنمية.كثرة الترجمة التي هي مضيعة للوقت والمال والتي تسيطر فيها المسلسلات التركية على التلفاز أكثر من المسلسلات الوطنية يضيع معها جيل كامل ناشئ، لتعم الضوضاء والعنف ويعوم الآخرون في قوارب الموت.

أمريكا العظمى

دعونا نتحدث بسلاسة المنطق والحقيقة، أمريكا هي الدولة العظمى التي تبنت حرية التعبير، وهي المعلم الذي تكفل بالجميع، دون محسوبية ولارشوة أو فتن...