الإنسان إذا نسي نفسه وتاريخه، لابد أن يأتي عليه زمان ويستفيق من غفلة جيبه الممزق داخليا والمرفه خارجيا، لم يحب خياطته ولاترقيعه ،ليختلس الدريهمات على غرار خدام الفساد و التائهين على بطونهم، وليظهر وكأنه البطل الأسطوري الذي يحارب الشلالات التركية، ليضل المسلسل عويصا لاحل له، ويضل المتتبع مسلوب الإرادة مخدرا بالأحداث والأوهام.
القضايا الكبرى لايمكن أن يمسك بها الزنادقة وعديمي المروءة، الذين تسللوا خلسة، وصعدوا السلم الإداري أو النقابي، ليطبع لهم ذلك المفتش الذي لايرى سوى المظاهر والبذلات والقمصان المرصعة والمزينة بالرمزيات الفتانة.
الهوة بين الشوارع والأزقة ليست ذلك الهندام التراثي أو القمعي المبتذل، كل شخص يمتثل لقناعاته الشخصية، وليس للشعارات الجذابة المخادعة، فإن كنت حقا مواطنا وطنيا تريد التعبير عن رأيك أيضا في ملفات بلادك، فلا تتعلم ولاتعلم كيف تنهب وتسرق بآسم السياسة ،هذا أخطر ما في الموضوع.
في اليوم الذي ترى فيه الأخ يقاتل أخاه من أجل المال، وتغيب فيه المشاعر، التي هي أهم في العلاقات من التضامن على الطبخة والطباخ، وفي الزمن الذي ولو أننا ندرك أنه وقع ذلك من القدم، ولكن الفضيع في الأمر أنه مازال يقع اليوم في وجود رجال الدين وفي وجود التشريعات لاأحد يهتم، فكيف لغريب عن مضغة القلب أن يرابط الأقوام العربية الجشعة ،لأنه لسبب بسيط جدا أنه من تنصحه هو من ينقلب عليك عدوا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق