الخميس، 20 أغسطس 2020

حديث في السياسة



البشير القمري ذلك المثقف من الأشاوس, الذي كون نفسه بنفسه, واعتمد على ذاته في تكوين مساره, لكنه اختار الانحياز بعيدا عن مسقط رأسه والمدينة التي ترعرع فيها، ومازال يحن إليها ويتذكر كل تفاصيل حياته بها وأحلامه, خاصة بعد زيارته الأخيرة والتاريخية منذ قرابة عشرين سنة من المنفى داخل الوطن.

هذا الرجل الذي عشق لغة الضاد والكتب والزهد, وناضل من أجل السخاء والجود والكرم, خسرته مدينة الناضور خسارة مابعدها خسارة, حيث أنه لو فرش له البساط لأسس جيلا كاملا من المثقفين غير اليساريين, فرغم حبه للسياسة في ريعان شبابه لم يكن ليخلق الفوضى, لأنه ديمقراطي وأصيل.
 عندما عاشرته بالرباط و تقربت منه, عرفت أنه متبوع ومنبوذ من أعداء النجاح, وأنه لم يتحمل ذلك في قرارة نفسه,خاصة عندما تم توضيف البعض  لخلق المشاحنات السببية للهجران والقطيعة, حيث لم أسلم شخصيا من محاولات التفرقة معه, كيف والدم الذي يسري في هو نفس دمه والفكر نفسه, تعلمت منه العزيمة والكفاح والاعتماد على النفس والعنفوان, ورغم تباعدنا الاجتماعي بسبب ضروف الحياة ضللت في اتصال معه , لأني أدركت أنه كان على صواب معي وكان صارما, إلا أن أفكاري الاستقصائية وحبي للمعرفة كانت مضيعة للوقت مع الضباع والعقارب, في زمن غابت فيه الرحمة والرأفة وكثر فيه الكيد والنفاق. كيف للمسلمين أن يتجافوا و معبودهم هو الرحمان الرحيم, يقولونها بألسنتهم وفي قلوبهم الخداع.

سيل وشلال من التوجهات الفكرية المتضاربة التي لا تعرف سوى لغة الضرب والقذف ولاتتفق أبدا, علما أن اللغةالعربية خلاف ذلك وبحر واسع لايتقن فيه العوم أو الغوص سوى المتدربون والمحترفون.
 
تعلموا شيئا من الغزل ومن القافية في الكلام وشيئا من السرد, علكم تعرفون التاريخ فتصححون الأخطاء والنشاز.

الحياة مثل السفينة قد تأتي الرياح بما لا تقبل السفن, وقد تبحر فيهاولا تعرف أين مرساها, ولكن النفوس الشريرة الحاقدة دائما تخسر وتندم حيث لاينفع الندم. 
كل الألوان قد تخلط وتزخرف لتشكل لوحة للتأمل.

دعونا نتبادل الثقافات ونستفيد من كل البشر, لكل شخص حقه في الحياة كيفما كان عرقه لست ضد أحد, حكموا الفلسفة الإنسانية وحكموا عقولكم, لماذا تصنعون دائما خصما لتقتاتوا على طاولة الغضب, هل وجدتم ذلك سهلا أم أنه نوع من الغزو تحت يافطة الجهاد.

حتى تفسيراتكم الفقهية دائما تمجد وتمدح وتبجل والموضوع تائه وضال, يغير منحى السلم والشعوب ويخلق الإزدواجية عوض الثبات والعمل, وتضيع الهوية وسط الزحام، وفي ماوصلت إليه الوضعية الإسلامية من تحريف ودجل وعنف وحرب.

من يقرأ المحارب والأسلحة للكاتب البشير القمري يدرك جيدا قيمة الحياة في سراديبها بكل القيم الإنسانية, وكيف أنه جعل من الإنسان وحده ركيزة الحياة, ووقودها  للنضال من أجل الجمال والرقي والمشاعر الجياشة التواقة للسمو والمساواة، في تلك المجموعة القصصية يشارككم بعض أطراف الحياة وبعض جوانبها الحالمة, ليؤكد أن الحياة حلم يمكن تحقيقه رغم الصعوبات, وأن السلاح ليس رصاصة قاتلة.



الخميس، 13 أغسطس 2020

حديث في السياسة



أمريكا التي تحتضن تمثال الحرية, بكل إمكانياتها العلمية والثقافية والسياسية, هي القوة التي لايستهان بها, ولايمكن أن تفقد موقعها ودورها الاستراتيجي وهيمنتها وماتمثله في العالم, بآعتبارها تمارس نفوذا سياسيا وعسكريا واقتصاديا, فهي التي تأوي مقر الأمم المتحدة الضامن للحوار والديمقراطية, ولديها مايكفي من الخبرة في المجال الدبلوماسي والعلاقات الدولية, ولايمكن أن تفقد هبتها اليوم, لأن ذلك هو الخراب العالمي.
فالولايات الأمريكية المتحدة هي أكبر مستورد للسلع, وثالث أكبر دولة مصدرة, كما أنها الرائدة دوليا في مجال البحث العلمي والابتكار التكنولوجي وعلوم الفضاء, والضامنة لحرية المعتقد والأديان وتعايش مختلف الأجناس والتقاليد والقيم, وهي المالكة لمفاتيح السلام والقادرة على صقله وتحفيزه وتوطيد أسسه والاشتغال عليه,لا يكفي السلام من جانب واحد لابد أن يكون من الجانبين المتخاصمين, كما لايعني أن الطرف الذي ينادي به على صواب دون الطرف الآخر, هناك دائما أشخاص يحرفون عمليات السلام, لايمثلون سوى أنفسهم.

لذلك لابد أن يسيطر القانون ويتدخل في كل نازلة بعيدا عن التحيز أو تفضيل جهة على أخرى, الكل سواسية, غير أن القاضي لابد أن يكون لديه من السلطة التقديرية مايكفي ومن الحكمة والانسانية والذكاء والتطور, لأن الدفاتر القديمة لابد أن يمسح عنها الغبار إذا أردنا مجتمعا أن يتقدم, وأن لا تطوف حول نفس الأعراف التقليدية والقديمة, فالقلب أساس الحياة, إذا صفت مشاعره تحقق الوئام.

وأهم صفات القاضي أن لاينخدع بأساليب المكر والحيلة وأن يكون صارما, بعد أن تنكشف له الحقيقة،  إضافة إلى اجتهاده, وآعتماده على الحياد, لتحقيق كافة الحقوق والواجبات للبشرية جمعاء.
من العيب أن لا نتجاوز الجدال ونتقوقع في نفس الصراعات، لأن أمامنا أشياء أخرى لها الأولوية, ومن الألطف التنافس على العدالة. 

الأحد، 2 أغسطس 2020

حديث في السياسة

أوقفوا الحروب والنزاعات, وماتسمونه أنتم ثورة, فالثورة يقوم بها أهل العلم وليس الجهلاء, العالم العربي كله وبكل دوله في اللائحة الأخيرة من جوائز نوبل, وإن لم يستطع أن يبني كيانا مستقلا وبنيانا متينا من التقدم والبحث العلمي ولم يصطف مع الأمم المتقدمة علميا, فلا يمكن منطقيا أن يلم بحيثيات النظام ولا بالحوافز التحريضية ولا يمكن أن نقبل بأي نوع من التقسيم لترابنا الوطني حتى ولو كان مجرد فكرة للنقاش فهذا ضرب من الخيال وخيانة للأمانة! 

مبادرات المغرب في التنمية البشرية، وإصلاح المنضومة التعليمية والإنفتاح على اللغات ومحو الأمية، وتشجيع الشباب على التكوين المهني والمقاولات الحرة، والصناعة والحرف التقليدية، هي أساس الحياة وعماده, حيث تحميك من البطالة  وتأمن لك قوت يومك, جميع العظماء بدأوا من الصفر, بمافيهم الخبراء في التنمية البشرية، إبراهيم الفقي رحمه الله خير مثال وماتركه من وصايا وكتب تكفيك لتطور من نفسك وتأخذ منهاجا سويا في الحياة, بعيدا عن الكذب والعجرفة, فالقراءة مصباح للعقول ولكن دون تعصب لأنها بحر واسع ومتنوع, وكل جيل يسلم المفاتيح للأجيال الأخرى. العلم ركيزة الحياة وهدفها السامي من دونه تنطفئ قيمة الحياة.
مافائدة الكثرة أمام ندرة الوفرة ومافائدة العنصرية كما يشرحها الطاهر بن جلون لإبنته في كتابه.

إن عدوى فيروس الثورات المدمرة التي آنتقلت إلى كل بقاع العالم، ليس مسؤول عنها سوى من يصنعها ويخلقها, وأمام غياب الوعي يتفشى الخلل.

حكت لي جدتي في طفولتي, أن ثمزا( وهي أسطورة أمازيغية في التراث الأمازيغي) أكلت أولادها واحدا تلو الآخر, في كل مرة كانت تأكل واحدا وتوهم الآخرين بأنها تطبخ لهم العشاء لتسد رمقهم وجوعهم, وهي في الحقيقة كانت تطبخ أحد أولادها إلى أن أكلتهم جميعا عندما كانوا يبكون ويولولون من الجوع.

الإرهاب الإلكتروني الذي يعتمد على الشبكات العنكبوتية هو مربط الفساد، والسبب وراء كل هذا الخراب لأن الترابط الإلكتروني قد يتجه أيضا إلى القتل بالتكنولوجيا، عن طريق شن الهجمات الإلكترونية بمختلف دوافعها وأغراضها السياسية ومضامينها ،وقد ساعد على هذاالتطور السريع لشبكة الأنترنت دون رقابة, حيث يتجول المجرم في العالم دون حدود ولا قيود, زد على ذلك أنه لايمكن التيقن من النوايا ولامعرفة الوقائع الحقيقية. 

كلمتي

 هناك شيء خفي داخل المجتمعات ، أروع من الفتنة، والشرور والهلاك وانعدام التربية ،شيء غريب يحطم الكيان والنظام ،ويخلق الدمار بكل أشكاله، شيء ل...