PRESS.APPOINTMENT: مارس 2022

الاثنين، 21 مارس 2022

من هم الجواسيس





الجواسيس الذين ينتشرون هنا وهناك، ويسعون إلى التخريب لخدمة مصالحهم الشخصية، في خرق تام للأخلاق وللقوانين، لايعتبرون شيئا، ويدعون نفاقهم للإنسانية، وهم يعلمون أن هناك ماهو أهم من الإنسان نفسه، نظافة وقيمة الجوهر الإنساني، لأن من يهلك الحرث وينشر الفساد في الأرض، ويختلس الأموال، ويئن من شره ونفسه الشريرة لإيذاء الآخر، لايمكن إدراك الخير منه نهائيا، فالبشرية تعتمد على الطاقة والذكاء الطاقي، لاقيمة للغباء أمام ذكاء العلماء والصناعة، ولاقيمة للبلادة أمام أكلة لحوم البشر، بل لاوجود لمستقبل منير إن كثر التنافس من الأشرار، فالشمس واضحة وضوح النهار ولاتغرب من الشمال، لأن مربطها ضاعت معالمه عبر التاريخ والتزييف، ومن الغريب جدا تسطير ملفات دون تشاور مع الحق والديمقراطيين، عبر قرارات عبثية متسرعة، فقط تعتمد على الجواسيس، وعمليات الإستخبار والتنكيح، ولف المواضيع في جهات متعددة، لاتخدم الأمن الدولي، وفي هذه الضرفية بالذات التي دخل فيها العالم، مرحلة خطيرة جدا من الإنفلات الأمني وصناعة الإرهاب.
في الوقت الذي نشاهد فيه إعتداءات على الجغرافيا والمواقع، بدافع الغل أو الضغط والإستنزاف للطاقة، في إخلال تام بكل مفاهيم الإقتصاد السياسي والعلاقات الدولية، التي لاتحتكم للميزان أقلها ميزان الحق وسعر الصرف الدولي، وفي عداء تام من قوى لقوى أخرى، تزعزع التوازن في الأفاق، عبر مؤامرات تلغي مجهودات مشاريع مناهضي التقادم، وزرع فتل الحروب، والهيمنة الطاغية التي انتشرت ولم تعتبر أحد سوى نفسها، الصداقة الحقيقية تكون في حب الخير، أو المواجهة الشفافة، ولاترمي بأوراقها في جيوب خدام التجسس الذين يغيرون معالم الإستقرار.
هذا الوحش الذي كشر عن أنيابه، لسبب بسيط هو دعمه للحركات الإنفصالية في العالم، لابد أن يظهر نواياه الحقيقية اليوم، هل كان ذلك لرغبة عميقة في نشر الرعب وصناعة الأسلحة، أم لغرض آخر يجهله البعض ويعرفه البعض الآخر، خاصة بعد حالة الإنقسام التي يمر بها، وقد رأينا ذلك بعد إسقاط الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فرغم أنه حاول أن يحارب الدكتاتورية، إلا أنه كان يجهل أن المنطقة المتنازع عليها في الشرق الأوسط غارقة في المطبات، وأن فلسطين لديها قيادات وأحزاب فاسدة، تحرف كل شيء وتتبع المجهول ولاهدف لها، مما خلق جوا من الصراع الطويل والأبدي الذي لاحل له، فمن يوالي طمس الحقائق والتعتيم، ويستغل نزعة شعب مقابل شعب آخر، كان قادرا على التوحد عبر التحاور والعمل الجاد، وتطوير كل مايعود بالنفع على العالم كله، لأن الكون واحد والشمس واحدة، متحدة عبر الزمان والمكان، عوض السقوط في فخ من لارحمة فيه، ولا نية لديه سوى تهييج الحرب .
القضايا التي تركت دون حلول، واستمرت في الخداع وتبييض الأموال للتجارة، أليس ذلك من العار، أم أن إيكال المواقف الجادة لمن هو أفضع، ولايملك من الحكمة مايكفي لتدبير الشؤون العامة للبلاد، هو الأسهل في التهرب من المسؤولية.
لقد كنا نطمح إلى إيقاف الحروب في العالم، لكي نغير مجرى هذه الأرض نحو الطمأنينة والسمو، ولكن  الظاهر أن التوافق بين اليمين واليسار من المستحيلات، وأن الخلل في منهجيات التعليم والمذاهب المتعددة والضالة، التي إختارت الإنحياز والتطرف. 
إن الرأي الصائب يكمن في الإستنباط والقياس والإجتهاد، عوض الدمار والتعدي على الغير، لأن هذا أيضا يملك حق الرد والدفاع عن نفسه، ومن العيب جدا استغلال الأوضاع والفراغ للهجوم ،لأن لكل ظهر سند ولكل قوة حليف.
الألماس المتنازع عنه، موجود في تلك البقعة الأرضية وفي ذلك الاتجاه المتنازع عليه هناك، والذي تم تغيير مكانه الحقيقي، لضياع أمم بأكملها، وإهلاك آخرين فقدوا حقهم، والإرادة في الحياة أقوى. 

كلمتي

 هناك شيء خفي داخل المجتمعات ، أروع من الفتنة، والشرور والهلاك وانعدام التربية ،شيء غريب يحطم الكيان والنظام ،ويخلق الدمار بكل أشكاله، شيء ل...