مدونة سناء لمحمدي القمري

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

العلوم




أكيد أنه جرب كل واحد فيكم الجلوس في غرفته وحيدا، متأملا من بعيد كل مايحدث في العالم، وفيكم من لايولي أي اهتمام بالأخبار من كثرة التكرار والتفاهات والسلبيات،  والغالبية منكم كان يحب الاستمتاع بحياته رفقة أصحابه أو شلته، واليوم محتار جدا وخائف ومكتئب، لايحس بطعم الحياة من هول المآسي التي يراها في التلفاز، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وفيكم الكثيرين  لم يجد للأسف لقمة العيش، ولم تكفه لاالدموع ولاالتعبير عن الحزن ولا النداءات بأي شكل من أشكال الصراخ  أوالهتافات، و منكم من أصبح يشعر أنه يعيش في سجن الدنيا خاصة أن عددا كبيرا  تأثروا نفسيا وتأزموا وكثرت الأمراض وسيطر الضجر على الروتين اليومي.

لكن من كان فيكم يحس بوحدة الشيوخ في العالم الذين حتى عندما  جاءت الجائحة تمسكوا بالحياة وابتسموا، ومن كان منكم يحس من قبل بوحدة اليتيم والفقير والضعيف والمشردين في الشوارع،  الذين رغم قسوة الحياة استمروا في مجابهة الصعاب ،فإن الخير من هؤلاء، لاتكتمل محبة الله إلابمحبتهم والتودد لهم. هذا هو الإسلام وهذا هو الدين الذي أتى به سيدنا محمد المبني على التراضي و التراحم والتلاطف والمعاملة الكريمة والإبتسامة والكلمة الطيبة عوض الاستهتار والتشرذم الاجتماعي المخالف للترابط والتماسك.

حقا بني العالم منذ القدم على المعارك والتعاكس والاكتشافات، إلا أن العلم تطور لدرجة واسعة ومتسعة فأصبحت تملك كل مقومات الحياة، في حين أن البعض مازال يعاني المشقة في أقصى البلاد، منهم من يهاجر، ومنهم من يفضل الجلوس في ضيعته آملا في أن تتبدل الأحوال.

هنا يجب على المؤسسات الإعلامية، تفادي التعتيم والكسل والتباطؤ، وتشخيص النزاهة في توثيق الأحداث واللحضات، أما المطلوب الأهم من هيئات صنع القرار هو الرقابة والقضاء على مصادر الدعم للإرهاب، حتى يتمكن العلم من العمل في ضروف لائقة وأمنية مشددة غير معقدة.

بالنسبة لانتعاش الاقتصاد وجب تطوير العلاقات المعتمدة على التفاهم أولا، و القضاء على الفساد ثانيا. 

السبت، 28 نوفمبر 2020

العلوم




فن التجاهل والصمت أو تقليل الكلام والهدوء  أمام آنتشار التفاهات أهم أسباب الفوز، لأن الحياة جد قصيرة  لاتقاس بالعمر ولابالسنين، فهي في الأصل مجرد لحضة واحدة متكررة، وهو عكس فكر التغافل الذي يتبناه القوم الظالمون، اللذين يؤزهم الشيطان للشر ويضحك عليهم، وهم الضحية التي صنعت من التراب وتعود إليه، وإذا نزل المطر اختلطت التربة بالأجساد وبالطبيعة ، وربما لهذا السبب ابتكر الفراعنة علم التحنيط وحاولوا التقرب للشمس بالبنايات الشاهقة والأهرامات المثلثة في الصحراء.


اللؤم والجحود هو نقيض الصداقة المهمة التي تنصح وتساند وتحترم المشاعر، عوض القصف والاحتيال والنصب، وهي التي تلعب دور جبهات الانقاذ، ودور الايجابية والتجاوب وتفعيل البهجة والسرور مع الأصدقاء المهمين.

وأمام تراجع الحريات ونمو الصداقات المؤيدة بسبب المصالح المشتركة، وتراجع التعليم الهادف والقيم الرئيسية،  و غياب المبادرة الفردية، ومحاولات التجسس المختلفة على نشطاء الرأي ، والتخوف منهم من أجل  الزيت والزيتون، والرغبة الجامحة في الضفر بأكبر كمية، ثم  التشاور على صفقات البترول المسمى بالذهب الأسود، وهو مجرد صنبور إن جف لن تطرحه الصحراء، ولن تنتج  سوى الحر والخلاء، والكثير من السراب الصحراوي والوهم البصري، الذي لايمكن أن يمر في المختبر، أوعندما تدق طبول الحرب.

العبادة هي أساس الحياة ،والثقافة هي زينتها وعفووانها المنتج، فكيف ساهم الإعلام في تخلف الشعوب وتراجع الثقافة والعقل والمثقفين المساهمين في التنمية والمعرفة، من خلال نوعية الموسيقى والكلمات، والرقص والملابس، والعادات والسلوكيات، والتقليد الكاسح، ومن خلال الفن والسينما، والبرامج غير الهادفة، وشح التكوين والاعداد، وبواسطة الاعلام التجاري غير النافع، الذي يهدف إلى التنويم والتخدير و الاستهلاك والتسويق فقط مع العميل الاستهلاكي الغير متطور، ومع سياسة العيش في  الحضيض والماضي، والتركيز فقط على الآلام، عوض التنشيط المتقدم، والمغير للعقليات المغلقة الجافية و المتجافية, الاستهلاك اللحضي والمرتبط بالملاهي والتسلية، لافائدة منه بل يجعل الساعة متوقفة وضارة، ويجعل الواقع مريرا أكثر من الدواء. 

غياب أية بادرة للسلام في هذا الزمان هو مضيعة للوقت، يزيد من تدهور الوضع في كل المجالات، حيث يصبح الإنسان غير فاعل وغير متفاعل، كما علمنا الكاتب العالمي نجيب محفوظ، الداعم للتحرر من القيود، لأن أزمة الاحتجاجات والثقافة الرجعية يتدخل فيها حسن التصرف والتحكيم.

لابد أن أنوه كذلك أننا لانتغذى على الكذب ، لقد اخترنا الحياد والمشاركة في إيصال الحقيقة، ونحن في  الميدان قرابة عقود من الزمن، نمثل أجدادنا ونضالاتهم الحقيقية وليس الواهية، ونسطر الأحداث ونتفاعل معها، قبل وجود كل تلك الادعاءات النضالية أو الحركات الكاذبة وكل تلك الإتجاهات التضليلية. 

  


الاثنين، 23 نوفمبر 2020

العلوم



عندما يجتمع الفساد والفسق معا أو يتفقان على الكسب غير المشروع وأخذ الأسهم لصالحهم دون الآخر، ودون رعاية الوضع الأمني والهجمات التي تهاجم الأرض، وقد تنتقل العدوى ببطئ إلى كل المساحات، حيث يسعيان إلى رفاهيتهم وحدهم ،مما يجعل الوضع يخفي كل البراهين التي تحاكم وتحاسب الفساد  بسبب أن هناك دولا ديمقراطية، وأخرى ضد الديمقراطية، وبعضها تراوغ.

القاعدة في شمال إفريقيا تلعب دور المتجسس والفخاخ، تتلقى الدعم المادي والمعنوي، وفي نفس الوقت قد تنقلب على الممول إن عارض مخططاتها أو عارضت هي مصالحه واستنزفت المال من  الخزينة في أشغال تراها هي منفذا للربح أكثر، في جميع المعابر الحدودية بالعالم، و التي هي سياسية بالدرجة الأولى أكثر من أي  بقعة أرضية أخرى، باعتبار النزاع أو الصراع قديم جدا في الأجندة الداخلية والخارجية، ولأن المعبر دائما يكون محط نقاش وجدل، تختلط فيه  السياسة بالاقتصاد، هذا الأخير يتأثر بالتجارة والأزمة العالمية. 

قياس السرعة في الزمن أو الجو صعب جدا بل من المستحيلات لايمكن توقيف الزمن ولو ثانية ولايمكن التحكم بالوقت، أو العودة إلى الوراء، إلا بأسلوب واحد هو الندم والابتعاد عن الرذائل وإلحاق الضرر بالآخر بأي شكل كان.

 يجب  تشكيل لجنة دولية تراقب الوضع في كل الأرض من جميع الجوانب وتراقب التمويلات المشبوهة والمضرة الغير مشروعة في القانون الدولي، والذي يمكن مناقشة بنوذه وتطبيقه والاجتهاد فيه  والانطلاق نحو بداية جديدة مفعمة بالانفتاح.

تصفية الهموم والنفوس لاتكون سوى بالمواجهة والصراحة والواقعية، وليس  بالمجاملة والتغشيش والأحقاد الدفينة، لأن الحرب من أنفسهم، ولايمكن إدراك ولاحساب حجم الضرر المعنوي بالمسطرة والدفتر، مثلا مقاطعة الأرحام  هي أخطر من أي بكتيريا ضارة وقد تكون سببا وجيها لأي كارثة ، لأن الورود تتأثر بالتلوث البشري وما صنعته يداه الوسخة.

إن التوصيات المقدسة إن تناقضت مع الحقيقة ومع صفة الفاعل والفعل والنتيجة، تكون العلاقة السببية مرتبطة بالجريمة أكثر مما ترتبط بتلك التوصيات، إلا أننا نجد في كثير من الأحيان أن بعض المؤسسات الاجتماعية في القدم، تأسست على الخير والوحدة أكثر من توحد المجتمعات الدينية بما فيها الإسلامية  وحالها في الحاضر، فالمجتمعات الأمازيغية التي يدرس تاريخها في الصين وحتى في أمريكا، كانت أحسن مثال في وقت ما، وكانت رغم وجود عدة قبائل بها مترابطة،  لأن الإنسان واللغة والأرض وحدتهم بما في ذلك حب العمل والزراعة، للأسف اختلف الوضع الآن وأصبح الأمازيغي يعيش أمازيغيته وحده  ، وإن تواصل مع الآخر يتم فقط استغلاله أو ترويضه لعدم الثقة به والاحتياط منه، ليصبح مجرد خادم، أو يفهم الوضع و يختار هو الابتعاد عن كل هؤلاء ،وقد عرفت أشخاصا تحرروا من كل هذا وصنعوا حياتهم بأنفسهم دون اللجوء إلى الوصي أو الراعي في الحياة.



الجمعة، 20 نوفمبر 2020

العلوم







عامل البناء الذي يأكلون حقه في كل المجالات ومحاولات  هدمه المتعددة،  وعدم الاعتراف له بالجميل لتضخيم الذات والتنكر له والتكبر عليه، لماذا لايناقش هذا الأمر ودائما ينحازون مع من يشغله ويظلمه, النار التي خلق منها الشياطين سيذهب إليها هم، وربما لن يتأثروا بها لأنها مكون من مكونات التكوين لديهم، وبالتالي قد يختفون أويندحرون. 

جهنم التي يخوف بها فقهاء الدين لم نرى ولاواحدا منهم مستقلا عن الأنظمة أو أبدى أي رأي شخصي، دائما يستعين بالمرجعية فلا يملك حرية نفسه، حتى يملك حرية التعبير عن الدين والحديث عن أهدافه  بالشكل الصحيح، وقد رأينا عدد الفقهاء المساجين في دولهم، ومن هم إخوتهم في العرق، كيف يمكن الحكم بالسجن على مجرد شيخ قال شيئا معارضا للسياسة ولم يرق لهم كلامه، ألايكفهم عدد المشايخ التابعين، ألم يقل الكتاب أنه لاإكراه في الدين، بمعنى أنه لا عقاب فيه كما هو عليه اليوم، ألم تسمع قلوبهم إلى آلام كل هؤلاء الذين في السجون السوداء، أليست الهرة غير المتدينة والبهيمة المستغلة سببا للجنة، وللمتعة في الأكل.

إن اليقين أوضح من الاحتمالات، والواقع أهم من الخرافات، وهل مفاتيح الجنة في غير العمل والتطبيق الفعلي، عوض التناقض المفتعل والسهل، ألم تظهر وسائل الاقناع بعد، ولم يضجر من  هذا الطريق المليء بالحجر والأشواك ،والذي هو ضد الحاجة أم الإختراع.

لايمكن نكران الأسباب للوصول إلى النتائج، ولايمكن التحاسب مع النقط الحمراء إن كانت الصناعة محل التنافس، وإن كانت العلاقة بين الصانع والمصنوع مركز جدال وتجادل، وصراع قديم في الوجود، للأسف إستغل الإنسان النار في قضاء حاجياته، ولم يستغل الجنة في تفعيل المنطق والسعادة والمعمار.

قد يختفي كل شئ في لحضة واحدة، وقد تعود الأرواح القديمة لتتربص بالإنسان في شكل دكتاتور مر على هذا الكون ،أو في شكل ممثل يضحك عليهم أو يواسيهم، إلا أن القمح يستمر في الانتاج مادام الإنسان يشتغل، ومادامت الحياة ملكا له ومسخرة له وليست ضده. كل الخير في الأرض ومع ماء الجفون، وانتهاز الفرص والبحث عن المهمين والمبتكرين أو المخترعين.
من السهل جدا تبادل المعرفة والتحاور المثمر البعيد عن الخطر والسلاح، فلاوجود للربح في البرامج النووية وتصنيعها عوض دعم الأقمار الصناعية، والبحث العلمي والفزياء والتكنولوجيا.

الأكثر جدية وقيمة هو التعويض ورد الحق لصاحبه، أو دفع أجره وأتعابه والاعتراف به، وحتى إن كانت الهيمنة حقيقية وواقع قوي، لابد من معرفة الشريك في التاريخ وحسبانه للوصول لأي غرض، فلولاه لاوجود لأي حل مادام منسيا وملغيا.
المرونة والليونة في التعامل خير من التساهل والكذب والاهانة ،والتأثير والتغيير والازدهار بالتحقيق، خير من الاهتمام بفلسفة الخطيئة واللوم والسلبية في القرارات والتحكم، فرب بسمة من شقي، خير وأسمى من فرحة ضمير ميت.






الأربعاء، 18 نوفمبر 2020

العلوم



الخوف والتوتر ، وعدم ملاءمة البيئة وآفتقارها لمكونات الحياة الكريمة وآنعدام العدل و الظلم، والقهر والأذى والاستغلال والغصب والاكراه،  والتلاعب والتشدد والتعدي على الغير و إلغاء الحقوق،  والاستهتار والجفاف في المشاعر هم أكثر الأشياء خطورة و خلاف تام  للحصانة أوالحماية من أي سوء. 

رجوعا إلى التاريخ نجد أن الفنيقيين والقرطاجيين كانوا رواد في التجارة والصيد البحري ،ولم يكونوا يعبدون أي إلاه بل كانوا يعبدون عدة آلهة يزعمونها ويتقربون منها بالبدع، وحين حاول الفتح الاسلامي نشر الديانة الاسلامية في العديد من الحضارات والدويلات، كان مربط الفرس ضالا بين الطوائف التي تركت إرثا عويصا من بعد إكمال الدين، مما جعل المسائل مركونة إلى الفتنة أكثر من النعم، ومما زاد الأمور أكثر تعقيدا هو التكاسل والتتابع والتراخي والتجاهل، والتغابن والتعابد والتودد والتماطل الهجين، والتراصي والتعاقد على القسمة.

وبعكس ذلك قام أحفاد عيسى بالعمل وشيدوا المرافق، ودشنوا كل الامكانيات، وآنتصروا للخير حتى مع الجنسيات الأخرى والمهجرين من أوطانهم، وفتحوا الأبواب للغرباء عنهم من أجل الحياة. ورغم آستمرارهم بنشر دين المسيح، لم يخلطوا الدين مع السياسة ولم يتفرقوا نهائيا، بل قننوا الحريات وآجتمعوا على الانسانية أولا وقبل كل شيء وعلى التقدم في المجتمعات.

روما  الحضارة القديمة والتي كانت القوة المهيمنة في أوروبا الغربية، والأراضي المطلة على البحر الأبيض المتوسط لأكثر من 700 سنة، ضلت مهد ومركز التلاقح المسيحي، والترابط في صفة البابا فرنسيس اليوم، الذي يجمع بين كل المسيحيين والأقباط، محاولين لفت الانتباه إلى أهمية السلم في الحياة بين البشر، وكمعبر اتصال وطريق نحو تدعيمه.

وبالرغم من وجود أشخاص علمانيين في هذا المجتمع الأوروبي، بدون إنتماء لأي دين، آختاروا الحياد بعيدا عن كل الديانات لكل تلك الأسباب، إلا أننا نجدهم في الكثير من مناصب القرار، يحكمون بقانون الإنسانية، ولايتدخل في عملهم أحد من رجال الدين.على الأقل شغلوا عقولهم لخدمة الصالح العام  .

الأحد، 15 نوفمبر 2020

العلوم



الخطة الأولى إن فشلت تتبعها دائما  الخطة الثانية، التي تكون أداة النجاح في أي مشروع في الحياة، لأن الفخ الذي سقطت فيه حواء يظهر ذلك جليا ،فبعد أن أغوت آدم بالأكل من الشجرة، تقرر عقابهما بالنزول إلى الدنيا المجهولة، وضل كل واحد يبحث عن الآخر، رغم أنهما من جذع واحد انقسما إلى نصفين، وغاب كل واحد عن الثاني ولانعلم بالضبط كيف التقيا مرة أخرى ولاكيف كلما بعضهما، أو تعاملا مع الواقع الجديد، وكيف ضلا يعيشان في الخلاء دون كل الوسائل التي نجدها اليوم، وهل كان يمرض أحدهما ويعالج. 

الوقائع الحقيقية مخفية لحد اليوم، لايمكن معرفة أحداث ذلك الزمان ولاتصوره حرفيا، وقد وجدت نقوش على الحجر، إلا أنها لاتكاد تكون سوى رموز قرون قريبة، لرسومات غائب عنها لب وصميم الحياة بكل عوالمها الاجتماعية والعلمية وحتى الدينية، وهل كانت حواء تتحكم في مصير آدم السياسي إلى حدود اليوم، لو تخيلتم الأمر لوجدتم نوعا من الغموض مازال يخيم على هذا العالم.

من بين ذلك مكمن وتواجد العلماء المسلمين واستوطانهم،  أين هم من كل مايحدث، خاصة تأثيرهم داخل مراكز البحث العلمي في الدول، وماهي الامكانيات والسبل والأرضية لديهم،  فالدواء أصبح أهم من الغذاء، وأهم من الدين نفسه، لأن العالم المريض أو المنهك القوى، لايمكن أن يبلغ أية رسالة، ومن شروط أي رجل دين أن يكون قوي البنية والبنيان.كيف نصل إلى أية نتيجة مادامت العنصرية ضد المرأة مستمرة، واحتقارها مازال موجودا.

صنع السعادة وخلقها  قد يتواجد بأبسط الأشياء، فالمولود يفرح بأقل لعبة، أو ربما بخرقة تشكل وجها ما مبتسم، والسلام لايمكن أن يستقر أمام وجود الحروب والحربيون. 

خدام الحروب وتجارها والتبعة الذين لاشخصية لهم, سوى البحث عن مكامن الفساد للربح أكثر أو الاستمتاع واللذة وجني الثمار والفواكه, وفي الجهات الأخرى يزرعون الرعب المرضي من أجل إرضاء أنفسهم المتعالية. 

العالم المنقسم اليوم إلى ثلاث قوى هي أمريكا و الصين وروسيا, وآخرون شركاء ومشتركون في قيادة العالم، أمام الوضعية العالمية القاسية والمعنفة والمتأزمة  تجزم أن ميدان الصحة والتعليم دق ناقوس الخطر, وأن كل الثورات التي حدثت وراح ضحيتها الكثير من الشباب لاقيمة لها اليوم ولافائدة منها.

فتونس الخضراء ماتزال تواجه الارهاب, ومجهودات السلام في الخارطة العربية والسياسية، لاجسر ولاتواصل، ولاتعامل دبلوماسي معها وبينها، في القضايا السياسية من أجل التوحد.وتفشي الارهاب هو بسبب عدم إنهاء مؤسسي وموضفي  القاعدة ،إما بهروبهم أو إختفائهم أو تسترهم داخل البلدان.

التفكير السلبي ومعاشرة المحبطين والسلبيين هو عدو الصحة المعنوية التي هي أهم بكثير من الصحة الجسدية، لأن الضيق والحزن والفزع عدو للإنسان و مرهق للمناعة، التي يجب أن تدعم بالوسائل القويمة والقوية، أهمها قواعد اللباقة والأدب والإنشراح والبشاشة والتنوير والإبتعاد عن الأوزار والتيسير عوض التعسير، وتوفير الفرص وملئ الفراغ ومحاربة العبودية والجهل، والانفتاح على الشعوب الأخرى والثقافات عوض التطاحن، وتطهير الذات والأرض من القذارة والاهتمام بالطبيعة لأنها هي الأساس والموطن الأصلي والأول للإنسان دون نكران.

البحث والتنقيب عن مركز الحياة هو الهدف منها ولغزها المستمر، الذي يمكن أن يزدهر عبر العصور أو ينمحي، والرمال قد تشكل بها اللوحات والقصور، ولكن لاتخلق فيها الروح. 







الأربعاء، 4 نوفمبر 2020

حديث في السياسة


ستار النضال من أجل تثبيت الحكم هوأخطر نهج يتبعه الرادكاليون باستعمال جميع الوسائل منها استخدام النساء كوقود في الساحة، لجمع التبرعات أيضا والدعم ،من قبل رأينا كيف تم تجنيدهم  للقتال في العراق وسوريا وبلاد أخرى، كما جندوا الأطفال والمرتزقة في صفوف مايسمى بالدولة الإسلامية ،ونحن إن قارنا التاريخ الهجري مع الميلادي نرى انتعاش هذا الأخير مقارنة مع تماطل وتدهور وانحلال وشرخ الأول واندثاره.

حيث قيل أن الاسلام جاء غريبا وسيذهب غريبا ومن حدة الاوضاع التي وصلت إليها الأمة لا تكاد تميز بين الرضى والجحود، باختلاط الوضعيات والسلوكيات وسيطرة الاذى والحرمان ، فلاوجود للعطاء والحنو والرحمة ولايشفقون على بعضهم البعض ولايتواصلون، ولايشتدون سوى في التباهي والافتتان والقشور، وكأن الإنسان كائن قشري أو من الحفريات يغير جلده كل مرة وحسب الرغبة الملحة، مغيبين كل ماهو حضاري وتاريخي ومألوف في الحقبات التي مرت بالكفاح من أجل لقمة العيش أولا ثم المكافحة من أجل زرع كل ماهو تربوي وتعليمي وتحفيزي، وتأطير العزة والكرامة الإنسانية، من خلال احترام الذات واحترام الاخر.ثقافة الاحترام اليوم في هذا العصر تكاد تكون منعدمة، فلا احترام متبادل ولا وجود لآحترام المؤطر ولا لأي شخص يفوق في السن والتجربة، وللشيخ الحكيم والمنقد للعقول، ليغيب بذلك أي احترام للوطن وللمؤسسات الناشدة للتغيير. 

التحول من شخص ثائر إلى شخص يدعم التفرقة والحروب ليس هو الاصلاح بل يوحي أنه قام من سباته وبدأ يبحث عن جدار يلصق فيه غضبه وهيجانه وفطرته النزعية، للحصول على متطلباته الإنسانية بخلق المشاكل والضجيج وتبادل التهم،  أو لتقوية رصيده وفرض الخطيئة لأنها سهلة جدا.

في هذا العصر أين ذهبت حكمة صديق إبن سينا العالم الفلكي الذي رافقه الطريق من أجل العلم، وعاد كل تلك المسافات الصعبة والمليئة بالمخاطر والتهديدات، غامر بحياته من أجل تأمين صديقه وهو يعلم جيدا أنهم كانوا ثلاثة، خسروا واحدا منهم عندما تعب من قسوة الطريق وهاجمتهم العواصف، فمات من شدة التعب والترحال لأنه شيخ كبير في السن، توفي وهو يناقش أصدقاءه ويجادلهم ويطرح النضريات والأفكار.

المرأة التي هي الأم والأخت والإبنة والتي هي أساس المجتمع غير مقدسة، ولايحترمون قيمتها ووجودها ،وما تمثله من قيم المساندة والتضحية ، بكل ماتقدمه من مجهودات للكل دون تمييز، وبتحكيم المشاعر الطيبة والعقل معا،  هي أيضا اليوم مقصية من أي مشروع وبناء خاصة في المجلدات البنيوية والمؤلفات المجتمعية التي تهدف إلى صقل الواقع بالقلم دون تحريف أونفاق سياسي، يجمع بين الثورة الإسلامية ويحرف تاريخ النهضة، وبين السياسة غير النفعية والداعمة للبرامج النووية التي هي أصلا محضورة وممنوعة في الإسلام.

مكانة المرأة التي تربي الأجيال الذين هم عماد الدولة والأسرة والمجتمعات إن كانت الاديولوجيات متشعبة ومتفرقة ولا تصبوا إلى المصلحة العامة، بغض النظر عن تعدد الفكر لايمكن أن نترقب مع هذا قداسة للروح. 

وبيع الأوهام لاجدوى منه في التسيير المحكم.

السبت، 31 أكتوبر 2020

حديث في السياسة


أضن أن العفاريت التي كان يتحدث عنها بن كيران لم تنفعه في شيء لأنها كانت تلعب دورا مسرحيا للقفز من مرحلة الربيع العربي إلى مرحلة الخريف الريفي، حيث أن الريف اليوم انتصر للتهجير وأصبح المهجر الأول بآمتياز مع مرتبة الشرف ووجود كل هذه الصفارات التي تركز على الأمان.

وبعد أن أصبحت قوة الصوت والإعلام  مسحوبة وتم تجميد الحوار الذي حاول طرفه الثاني والمهم ربح الوقت ورفض اللقاء وتحرر من الواجب وبقي متفرجا، بعد أن كان ينبه في الخفاء ويهدد في الأول و الأخير ويسلط أعوانه من كل حدب،  لا  أعرف بالضبط مع من يتعاركون ومن يحاربون، لكني أعرف كيف بدأوا ومتى.

 عندما ترفع الأقلام بعد أن جف الحبر أكيد أن هناك خطأ ما لأن النسبية هي الأساس في المنطق وفي البحث واليقين، ولكل شيء نقيضه وضده، ومن الأحسن الترفع أمام التجاهل والمتثبطين.

مجهر الحياة قد يكون ضعيفا أمام وجود صنف من البشر المستهتر، الذي لا يأخذ من الأقدار سوى اللهو، وعند التعامل مع الآخر يأخذ فقط ما يناسب مصلحته الشخصية في نكران تام لحق الآخر، أو يضفر وحده بالفطيرة، بمعنى أنه يتسابق مع أقرانه نحو التفكير السلبي والاستهزاء بهم وكأنه ملك زمانه، في حين أن من صعدوا إلى الفضاء تعاونوا في الشداء والضراء لينقذوا الجميع و دون أن يقحموا النصوص اللاهوتية.

عندما تختارون المواجهة تعلموا أولا فنون وأسلوب الرياضة القتالية وأخلاقها، وقواعدها المحمية الدفاعية والهجومية بروح متزنة، عوض التدافع والركل والصفع والاصطياد الغادر. 

سياسة التعريب الممنهجة والمختصة في إلغاء الحضارة والتاريخ عبر العقود وفرض الهامة، لم يتحدث عنها أي نص قرآني ولم يفسرها أي مفسر عربي ولم تتراود في أي حديث، فقد كان يخبرنا الأستاذ  الجليل أن العرب أشدهم كفرا ونفاقا،وقد خصهم الكتاب بذلك مقارنة مع المؤمنين ومن يقولون أنهم الكفار من العجم.اللغة حق وممر وتكريم ومنبع و حمل عبر العصور والقرون، لاعلاقة لها بالحقائب الوزارية ولا بالسيطرة، حيث قد تلتقي اللغات والحضارات والثقافات دون أن تقصي إحداهما الأخرى، ولكن قد تمحى السطور وتبقى الرسائل.

في مليلية يوجد متحف تتلاقح فيه الأمم وتغرد فيه الأمازيغية مرفرفة نحو الذاكرة والتاريخ، دون  تحيز ولاانحياز، تعترف فيه بقيمة التنوع والاختلاف الحضاري، الذي يتراود عليه السياح من كل أنحاء العالم ليكون وجهة سياحية لكل الأجانب من مختلف الأجناس ومحطة لتذكر الهوية الأمازيغية و التي لايمكن شطبها من الأرشيف أو من الوجود.

الجمعة، 30 أكتوبر 2020

حديث في السياسة


ترويج الأكاذيب والمعارضة التي لاتهدف إلى الوصول لشيء وتتفرع من الأصل،  للافتراش البساط ثم الزطم عليه دون تنضيف الحذاء لنشر التلوث وعدم تعقيم الأفكار المتناقضة هو الآفة الكبرى.دعم الفروع وإهمال الأغصان لايجدي في شيء سوى في السخط والنقم والعناد. 

الاختلاس أوالكلبتومانيا هو هوس السرقة الذي لايستطيع فاعله الاستغناء عن فعلته بسبب رغبته الطاغية في الاستحواذ على كل شيء ليس ملكا له، أو حتى بخس الثمن لاقيمة له ناهيك عن ماهو قيم، فهو دائما شخص مندفع يفكر فقط في غرائزه وفي استخدامه الخاص، و كسب المال بأية طريقة، و قد يقوم بتوزيع أشياء أو تخزينها، أو قد يتخلص منها نهائيا، هذا الشخص تسيطر عليه فكرة صقل  البيئة القاسية والمتزمتة، وإقصاء الآخر وعدم الاعتراف به،  بل طرده وعدم تقبله والسماح له في المعايشة ، وحرية طرح الأفكار ومناقشة المواضيع والمعتقدات، كما في عالم الأرقام والمعادلات، دائما كان أنشتاين يخدم عقله دون أن يمس بالأشخاص  أويلحق الضرر بهم. 

من يملك أي حق لابد أن يحتكم إلى المراقب ويحاور الأطروحات والعلماء، وأصحاب الشأن من المسؤولين عن المنضومات في أي جانب.

ولكل شخص حقه في التفكير بحرية، دون إكراه أوجاهلية ووصاية أو دغر ، فالعلم له أجنحة ولاشيء معروف في عالم الغيب، والعمل هو العبادة الحقيقية والعمران، من يقهر لاعلاقة له بالعمل ولا البنيان فهو بعيد جدا عن تفسير الوقائع، وربطها بالدين، لأن الأرض وجدت للزراعة، وليس للرطم والعجز والكسل.

 من يخدم هذه الأرض من أولها إلى أقصاها هو من يتواصل ويتوحد ويترابط، ومن يخلق الأحقاد والنبذ والتهديدات لاعلاقة له بالانسانية تماما، ولا بإعمار الأرض.

التبشير والهداية مهمة سامية أخلاقية، لكن لها مكانها الخاص واعتماداتها ومنصاتها المعتمدة، ولايتدخل في شؤونها سوى أصحاب الشأن، دون المس بالآراء الأخرى، أو آستخدام الرأي المتسيب غير الواضح الأهداف، والمستخدم لتحريك نزعات أخرى غير مقبولة، توطد العنف والتخاصم. والأبحاث هي مجرد كلام قابل للاجتهاد، والتحليل والشرح والدفاع عما يفيد.

إن كانت هناك شوائب يجب أن تصفى، لكي لايذهب هذا العالم إلى الهاوية، ويجب تقبل الآخر كيفما هو لأنه حر، أما إن كانت هناك أزمة الحرية والتعبير عن الحرية ، فسيتقهقر الأمر إلى مستوى دنيء .


السبت، 24 أكتوبر 2020

حديث في السياسة


هناك من يدعم الحركات الاحتجاجية، والتمرد والشغب والترهيب  والكراهية ,  كنظام ساري  من أجل السرقة والتفرقة واقتسام الطنجرة ،وفي الأخير ينقلبون على بعضهم أثناء القسمة، ومنهم من لاحديث له سوى عن الأرباح. 
وهناك من يشتغل على تضليل الحقيقة، لأنه لاشيء تغير من الداخل، والظاهر أننا نعيش وسط المتوحشين والمفترسين لأن الدين هو المعاملة، فإن خرج الإحترام من الباب ذهب الدين كله، وأصبح المحيط غريبا، 
يملك بعض الأشخاص الكثير من  الشجاعة والرغبة في الإشتغال وتقدير الأمور الاجتماعية والسياسية، لكني أعلم جيدا أن في كل ركن هناك من لايريد الخير ويريد استغلال الضروف والوضعيات،  من قوة النجاسة في الشخصية المركبة والفارغة التي تعتمد على التقليد والهيمنة والتبعية ، وغرور البالون بسبب التكوين غير السوي والأخلاق الذميمة.

حزب العدالة والتنمية بالمغرب , تم تأسيسه ليستقطب كل الفصائل  التي تحاول أن تحكم بالدين  وتتشاجر على السلطة، هذا الحزب تمكن أن يحتوي كل هؤلاء ونشر فكره الأمني أمام وجود كل هذه الطائفية المتقاتلة والتي قد تنتج متشددين، الشيء الذي برهنت عليه الأحداث، لأن مصر بعد مقتل المرشد حسن البنا ارتكبوا خطأ فادحا مازالوا يدفعون ثمنه، خاصة بعد مجزرة رابعة، فؤولائك الشهداء يضلون مصريين قبل أن يحسبوا من الإخوان.

 سياسة التدبير والتدبر خاطئة، ضاع الشعب في مصر وانقسم، وضاعت هبة الجيش، وآمال كل ذلك الشعب الراغب في العيش الكريم، لابد للقيادة أن تحكم الرقابة والطبطبة لإدراك الأمور وعدم خروجها عن النص، فقد انشغل الجيش في محاربة الارهاب والتفاوض على الأرض وغرق الشعب في الفقر والتهميش والرعب. 

إن هذه المرحلة ليست لتلقين الدروس والمبادئ في المدارس والجامعات والتجمعات، وإنما هي مرحلة النتائج والحصاد وموازنة المسائل العالقة.