مدونة سناء لمحمدي القمري : الوطن العربي

الأربعاء، 18 سبتمبر 2024

الوطن العربي



لقد تم توحيد العرب باللغة والدين ، ومنهم من ذاع سيطه تجار وعلماء وأدباء وفنانين ، و قد ساهم موقعهم الوجيه على التمركز والتموين والتموطن والسمو على كل الخصومات واللامبالاة . عدم الاهتمام وضعف الإمكانيات في الميزانيات والمصاريف ، التي تدعم السلم و البحث العلمي ، وانعدام التنسيق في الشؤون العامة والعلاقات ، والنزاعات السيادية بين الدول لاتجعل من مساحة الوطن العربي اليوم هي الثانية عالميا بعد روسيا في الترسيم الحديث ، ولكنها تكاد تكون محصورة الإنجازات مقارنة مع أوقات النهضة ، بعد انقراض الأصالة أوتشتتها ، وتبني تقسيمها ، وبروز واقع الصراع الحزبي خاصة بتقديم نظرية العهد القديم في الأنساب ، واستناد رواياتهم إلى قدسية أهل الكتاب ، والضاهر أن أصل العدوان مرده إلى نزاع البدو والحضارة ، بسبب الأحقية والأسبقية لحمل الأثقال في الأسواق ، واحتكار البضائع والثمار في التجارة الدولية ، إلا أن تراجع أسهم ومداخيل السياحة صعب الأمر لقلة الإستثمارات ، و تخوفها من الأوضاع الأمنية غير المستقرة في بلدانهم و المنتمية للوطن العربي.


علماء الأجناس والهوية والدراسات الجينية ، المختصون بعلم الأنثروبولوجيا يؤرخون تواجدهم المحكم ، و دورهم في التوازن والفهم لكل مايحصل في الطبيعة وخلف الميتافيزيقيا ، وعلى الكوكب وخارجه ، وأهمية العلم الذي تركوه وطبعوه كأداة تركيب القواعد والمؤشرات ،في حين أن المهارات اليوم تخلفت واندثرت ، بعد انتشار أدوات السرعة والرفاهية وهضم الحق ، وغياب الجدية في القرارات والأهداف ، التي تقيل الصرخات من أركان الحروب وأصوات الرعية المتألمة .




لايكمن المشكل العويص في الشخصيات السياسية الفاشلة أو تغييرها، بقدر ماهو في تدعيم الوعي والإدراك للأمور، وفي تفعيل إستراتيجية التعامل والمعاملة. الدعاة والغزاة ومرضى البغضاء لاعلاقة لهم بالجذور والعدل ، لأن الثقافة يقويها المعاش وليس الطرب ، بطون فارغة لايمكنها الرقص .




فرنسا تعلم جيدا حقبة عصر الأنوار الذي مرت منه ، وبالتالي من الواجب عليها أن تكون حيادية ومحايدة ، ولاتتدخل في شؤون الآخرين بعدما احترمت الحريات وأسس الديمقراطيات ، لقد ولى عهد الإحتقار والعبودية. الغاز والنفط والطاقة أصبح هم الجميع اليوم وليس همها الوحيد.

دعونا نفترض أن قطب الأرض مشترك بين عدة أقوام وجنسيات ، فقاموا بقسمته إلى النصف والثلثين ، من تكون له الهبة ومن يملك حق التقسيم ، أليس الشعب أولى بالدفاع وحماية ممتلكاته؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق