مدونة سناء لمحمدي القمري

الجمعة، 23 أكتوبر 2020

حديث في السياسة


الإسلام لاحزب له  ولاحركات ولاجماعات  أوجمعيات, والمسلمون والمسيحيون واليهود ليسوا إرهابيين،  ولايمكن ضرب كل تلك الحقبات التاريخية التي عبرت من الوحشية إلى تطوير الانسانية.

الإنسان مر بالكثير من المراحل حتى يؤسس  مكانا يحميه من البرد ومن حيوانات الغابة التي ولد فيها، وبحث كيف يأوي نفسه منها، ثم تعلم الصيد، والنقش بالحجارة، وطهي الطعام وتخزينه، إلى أن كدس كل شيء وضخم المطبخ بكل أنواع المأكولات ونسي نفسه، وغابت الرحمة والشفقة من قلبه، فبعد أن كان يقايض ويتبادل الانسانية، صنع النقود التي تغير لونها ونوعها وتأثرت بالبورصة وسعر البترول والصرف. 

جاءت الحروب والأسلحة بعد السهام والصحون، وقلبت الطاولة رأسا على عقب وتفرق البشر أنواعا ،ووجدت الأقمار الصناعية والمحطات والاديولوجيات، وتطور الكمبيوتر وصنعت الهواتف، وآندثر لب الموضوع المشترك ، والفرح والسرور إختفى نهائيا من الأجندة، واستغلت الجنسيات والجدارات، وتلوثت المكتبات من حجم الغبار عليها وضعف القراءة وآتباع اللهو واللعب والزينة. فحزنت الأشجار والأزهار عندما تمرد الإنسان على الشيخ والمعلم والكنائس والمساجد والمخطوطات والتفسيرات، وتخبط في الأوساخ  والاشكاليات المفتى بها لخدمة المراحل بسبب الافراط والعبث. 

العالم كله اليوم تحت تأثير الحجر الصحي والانطواء على نفسه، والتباعد مع الآخر خوفا، وكثر الهم والغم والصراع، و التفكير فقط في الطعام لأن الأزمة اليوم هي أزمة الغذاء العالمي. 

أتساءل عن حجم الخوف الذي كانت تشعر به حواء وأبناؤها في التكوين الأول القديم، وحجم الخوف الذي كانت تشعر به مريم العذراء في حملها ومخاضها ووحشتها في الخلاء هربا من معارضيها، مقارنة مع حجم الخوف من الموت الذي يشعر به البشر من فيروس كورونا. 


الاثنين، 19 أكتوبر 2020

حديث في السياسة


الحل اليوم هو العمل الجماعي السلمي البعيد عن التدمير والدمار، والمشاركة الفعالة في السيطرة على الأوضاع المقيتة غير الانسانية والمتوحشة الداعمة للمنافسة المتناقضة مع القيم، و التي يرسخها التاريخ وعضماؤه عبر الزمن، الناقلة للأمن والأمان والسكينة والدفئ العائلي في المجتمعات المتحضرة الراقية والممانعة لكل الرواسب المتنافرة. 

رغم استعراض العضلات في الأخطاء، لاشيء له القداسة غير الكون وخالقه والعمال والأيدي العاملة والصدق والواقعية، لأن العالم الافتراضي له مساوؤه أيضا وتقلباته ومضللوه، والتاريخ لايعتمد سوى على موثقه ومدونه. ومن خرج عن المجتمع لايمكن استدراكه ولاإدراكه فيما يخفيه من غل يزعزع به العامة والأمة، ليحرك خيوطه العنكبوتية كيفما شاء. 

وسائل التواصل اليوم لها من إيجابيات الدردشة وتبادل الأفكار ما كان يشكل في السابق من تبادل المعارف والنصائح والتجارب والارشادات بين الأمم بآختلاف أجناسها، حتى أننا نقرأ الكثير من العبر والفضائل وحكايات يستغرب لها السمع والفكر مقارنة مع نوعية البشر اليوم، صحيح أنه من قديم الزمان نسمع عن المصارعة لكن التحكيم دائما كان ممنهجا ومتفقا عليه حتى في لحضات الحيرة ، بخلاف مانراه من تضاد وتعاكس وتوهان اليوم. 

سيتغير الأمر إن تغير هذا النظام وسيطرت معالم نضام جديد ينظم البشرية بعد مضي كل هذا الوقت وهذه القرون، يوحد الإنسان أولا مع ذاته ثم مع الآخرين لتختفي كل السلبيات  والمهلكات والكوارث وكل نقاط الضعف التي تستنزف العالم، وتنشر الحجر في الطريق كالعقبات، لقد انتهى زمان الحساب وجاء زمان الابتكار. 

الحضارة الصينية والحداثة والصناعة قادرة أن تكون وسيطا للسلم و إحياء الثبات والدوام والاستقامة والاعتدال، وتطبيق النجاح والغايات والأهداف الواضحة وحسن سير العمل بناءا على القواعد التي تقوم عليها الحياة الإنسانية، مرتبطة بالعواطف والمشاعر السامية الضامنة للجميع وفي احترام كامل للبيئة والإنسان، فهذا هو المراد وصميم ميلاد هذا الكون وهذه الأرض التي لانعرف كيف ستؤول فيها الأمور حتما، لأن كل شيء قابل للتغيير، ولكننا يجب أن نعلم جيدا من نحن ومانحن ومانستطيع أن نفعله ونحققه. 

مشروع الحزام والطريق خير وأسمى مشروع عرفته البشرية.



الجمعة، 16 أكتوبر 2020

حديث في السياسة


الحرب تعلن على أي مطالب بالحق، لأن الفساد دائما يحب من يدعمه ويحب أعوانه وأكل حقوق الناس، ودائما هناك ظالم ومظلوم، وجشع قاهر ومقهور،  ولولا المبادئ التي أوصت عليها الديانات أولا ثم قننتها القوانين لغرقت السفينة وبقي نوح.

و بالرغم من وجود ثغرات ومجازر قانونية نراها اليوم في هذا العصر الغريب وتحايلات على السيد القانون، وتراكمات  وتلاعبات وخرافات وبدع و تحريفات للمسألة القانونية إلى أن آحتار القاضي في منهجية تحليل وحل النازلة القانونية، عندما ارتبطت بالحق المدني والمطالبين به لكثرة عددهم وتعدد توجهاتهم، مما يظهر أن هناك عطب بالسياسة والقانون، إذا اجتمعا يفر كل واحد منهما من الآخر، في المقابل نرى هيمنة الدول المتقدمة على كل ما هو سياسي ومعرفتهم بصميم الموضوع وعدم تشابكهم وشيطنتهم للأمور، حتى يكاد الأجنبي لايفهم شيئا من القرآن من حجم التناقض بينه وبين ولاة الأمر والساهرين عليه.

عاصمة المسلمين كانت القيروان شيدت بها أسس الدين الإسلامي، وتم جمع الناس على البر والإحسان وعلى القبلة لأنها أهم من الهياكل، ونشر الأئمة الخير والطمأنينة والعدل والصراط المستقيم، وقيم المساندة والتعاون ودفع الضرر وعظمة هذا الدين في كل زمان ومكان، وفي الأخذ بالأسباب وتوثيق السلام.

الله فرق الأرزاق لكن لايمكن أن يصبح جميع  البشر عمال بناء، إلا إذا  تحول المدير أيضا لعامل بناء وصفى نفسه من العناد، ففي الكثير من الأحيان كان واجبا، أن يتساوى مع خدامه حتى يحس بأحاسيسهم ومطالبهم، وهل المعونة تكفي احتياجاتهم في إطار المعقول والواجب وحفظ الكرامة والتعويض عن الألم والكفاح.

الإنسان من قبل كان يعيش داخل القبائل، وفي الصحراء، ويدافع عن نفسه بنفسه أو بقبيلته، واليوم هناك من يدافع عنه بالعقد المدني، الذي ربط نفسه به مع الدولة، لذلك نشاهد مظاهر التعبير عن المظالم في المظاهرات عندما يظهر التعسف، وهذا تحميه لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والتي يراقب خبراؤها كيفية تنفيذ الدول للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. 

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2020

وهج يشدني إلى الحسيمة




منذ القدم لايمكن تحكيم أحد أو الشكوى لأحد، ولا إشراك الخصوصية مع أحد، لكثرة النفاق والانتهازية وآنعدام حب الخير للآخرين، فقد قال الله تعالى لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه.

جميع البشر يصلون من كل دين، فمابالك في تاركي الصلاة والمتكبرين عنها المغترون بالدنيا والمتعة، هؤلاء لاينشرون سوى المعصية والإثم والعداوات ولايتحابون إلا مع أشباههم ،ولايتقربون منك سوى لقضاء أغراضهم وحاجاتهم، وعندما تحاول نصحهم يتعالون وكأن الطائرة تحلق في السماء ولا تهبط للأرض، هذا النوع من يصطدم مع ناطحات السحاب والشاهقات، كما وقع في 11 سبتمبر عندما آرططمت الطائرة المختطفة ودخلت في وولسترت وخلفت آلاف الضحايا وآلاف الأزمات وغيرت مجرى الاقتصاد والأسهم وحطمت دول وعزلت أنظمة وشردت الأطفال ودمرت الاتصالات، وغاب الجميع عن الجامعة العربية وآحتارت الأمم، وتغيرت خارطة العالم، وآنتشرت الأزمة الاقتصادية  والبطالة والحروب والدماء وكثرالجياع، وقمعت الأصوات ، وحرفت الأساطير ونعى التاريخ نفسه وبكى حاله وضاع  وسط الركام، وهدمت صوامع ومآذن، إلى أن غاب الجميع عن الصلاة، وذكر الله في المساجد والكنائس، خائفين غير خاشعين ومنذرين بوقوع شيء مازال غامضا لم يعرفوا ماهيته ولامصدره ،ومع ذلك مازال البعض يفضل قطعة الشكولاتة اللذيذة على أخيه الإنسان، ويفضل النقود والمال على العزة والكرامة.

الخريطة اليوم قبلة للتوزيع والسيطرة، وقابلة لأي ضرف وطارئ، والإنسان أصبح رهينا للغذاء ومحاطا بالعديد من الشخصيات منهم من يسرق ليعيش، ومنهم من يتعالى على الآخر ويتنكر، ومنهم من يكافح، ومنهم من لايصدق شىيء، ومنهم من يهاجر، ومنهم من تشتت عائلته، ومنهم من يتهرب ، ومنهم من يعلن البغض ويخطط للاستغلال الضروف في السياسة ليضفر بمقعد جديد وهو لايعترف بقيمة الشعب في كل الأحوال.

آخر  النتائج التي ترتبت عن ضرب 11 سبتمبر الإعتداء الشنيع في الحسيمة على هويتي وكياني وجذوري وحبي لوطني وترابي ودمي . لايمكن أن نقبل نحن الشباب المزاد العلني علينا وعلى كينونتنا من أحد، فإما أن نعيش في آندماج مع الحياة، وإما أن نرفض الأوضاع ونغيرها، ونبلغ رفضنا لأي شكل من أشكال الهمجية، ولايمكن ذلك إلا مع من ظهرت فيهم المروءة و حسن النية. 

الجمعة، 9 أكتوبر 2020

تقنيات التواصل الإعلامي





إن أهمية السلطة الرابعة في تسليط الضوء والتقصي بحياد تام، لكن هذا لايعني أن لا يكون للإعلامي هويته، وتوجهاته الفكرية القابلة للنقاش, دون محاولة للسيطرة على الأوضاع القائمة أو فرضها عن طريق الدعم السياسي من الأحزاب، التي تحاول أن تحكم باستمرار دون احترام لأدنى وسائل الحرية.

الإعلامي لايجب أن يقحم الضيف في مشاكله الشخصية أو إرهاصاته السياسية، ولايتوقع حجم الخطر الذي قد يلحقه، بسبب سوء تعامله مع الأسئلة، لابد أن يبحث عن ضيفه جيدا فيما يفيد وليس العكس، وأن لايستغل الضروف لغير الصالح العام أو أن يكون جاهلا دخيلا على المهنة ومجرد فم يطلق به أحقاده، ليغرق الآخر في اللغط، بعد أن يتهرب بشكل أو بآخر متنكرا لأخطائه ومغيرا لهويته، للهروب والكذب من جديد.

العلم ليس له هوية ولا جنسية، وعنصرية المعلم لايمكن أن تجدي في شيء إن لقن تلاميذه بشكل تحكمي ومسيطر، هنا تتدخل تقنيات التواصل الإعلامي لتقوم بعزل هذا المعلم فورا، لأن الدرس أهم منه والتلاميذ أهم من الصراعات، لايمكن تجاهل قيمتهم ومدى فعاليتهم في الصوت، حتى وإن كان فيهم بعض المشاغبين أو التبعة دائما هناك فصيل آخر ينهى عن المنكر ويأمر بالمعروف، حددوا أهدافكم قبل أن توجهوا القافلة.

التواصل يعني الشفافية وتقبل الآخر والدفاع عن الحق دون المساس به وبمفهومه الأخلاقي أولا، والتوحد بالأفعال والإنجازات وتوحيد الصفوف كما في الصلاة، لا الاختفاء في أول فرصة والتغيب عن القسم نحو فردوس النصارى.الشجاع يضل في ساحة المدرسة يلقى مصيره، ويوم الامتحان يعز المرء أو يهان.

وليمة الكسكس اللذيذة إستحليتموها، وتجمعتم حولها، ونسيتم ماتمثله في التراث من ترسيخ قيم التآخي والمقاومة.



الأربعاء، 7 أكتوبر 2020

حديث في السياسة





لماذا أصبح الإعلام اليوم لا يناقش سوى الأحداث الصاخبة , لماذا أصبح وسيلة للتقاتل والإنحلال الفكري التابع للمعركة وحب السيطرة، لماذا غابت حرية التعبير وأحقيتها ، ولماذا يضن المحارب دائما أنه سينتصر ،بعدما صنع شرخا عميقا بين الدولة والشعب، كيف ستعود المياه إلى مجراها بعدما تفرق الإخوة، وتجبر المسؤول وتمختر عليهم، وأي مستقبل لهؤولاء جميعا.

الكثير من الأطفال في أعماق الأدغال، لايملكون أدنى وسائل العيش، وقد يمتلكون تلفازا يتعلمون فيه، ويطلون من خلاله على العالم، وفيهم الكثير من الأذكياء الذين من الممكن أن يغيروا خارطة العالم، ويصححوا مسار التفرقة، فالإنسانية أهم من الشجار، والأشجار أهم من القنابل.

في آخر الأرض يوجد الكثير من الخيرات والثروات ، وقد يوجد أيضا الصقيع والبرد والأمراض, التي لم تعالج لتنتشر على الجميع، وتعكر العيش في أمان، إن كان العلماء يبحثون عن الأسباب سيصلون حتما للنتائج، وتحية لمن يغامر بنفسه لينقذ البشرية جمعاء.

أن تكون ثرثارا أو صعلوكا أو متطفلا، ليس بنفس النتيجة أن تكون متمرسا وصادقا، فالغاية هنا تختلف ولا تبرر الوسيلة، وأن تكون آكلا للحوم البشر هو مايخالف البهجة والفرجة والاستفادة، لأن ذلك يصبح نوعا من السمسرة والتخاذل، ويغيب أي نوع من التعاون والتحاور .

لغز هذه  الأرض في البناء والتعمير، وإن كان الإنسان ينظم بيته، وينشر خارجه الروائح الكريهة والأزبال والأوساخ والخبث والخبائث ، فمن المؤكد سيصنع أشخاصا مزدوجين تائهين عديمي الشخصية،  لأن الصورة غير الكتاب، أو أن المسطرين غير الناقلين للأخبار أوالساهرين على تطبيقه، هنا يكثر الذباب ، وقد يهرب الكثير من الجمهور مستغربا هول المواضيع الخارجة عن النص، لأن الدكتاتورية هي نوع من التهرب من  المسؤولية، والشراهة في الأكل ، ونشر الشوشرة لإلغاء الحريات .

التعليم في أقصى الحدود أهم من الحدود نفسها ،لأنه من الممكن أن تختفي الفوائد ، ويخسر المتسلط أحكام النجاة ،تصحيح المسار والأخطاء ،أهم من إلقاء الأحكام أيضا، وليتحمل كل واحد مسؤوليته أمام التاريخ.

الأخبار المحسوبة إن كانت مضيعة لجيوبنا، أفضل شخصيا أن أحضر فيلما أجنبيا مفيدا أو وثائقيا ، على مشاهدة المكعبات التشكيلية الاستخبارية ، فالإعلامي ليس فقط منصة ومكرفون وتهييج للمعركة. 






الاثنين، 5 أكتوبر 2020

حديث في السياسة

 

وكريفية لاأسمح بأي تدخل خارجي في وطني وفي أرضي، ولاأقبل بأي نوع من التخريب بغرض المتاجرة أو المقامرة بضروف البشر وأحوالهم الشخصية داخل أو خارج الوطن، وأرفض تماما أي شكل من الاستغلال للوضعيات في السياسة، لأننا أرقى من أي استعباد أو تخطيط خاسر.

نحن شعب توحد على المحبة والحماس والقوة والانتصار، لا على الخيانة والردة، همنا الأمن والأمان واستئمان كل إخوتنا قبل الأكل والنهم.

تعلمت منذ الصغر أنه لايمكن أن أطلب شيئا ممن أذاني أو عاداني، وأن أستكبر عن هؤلاء المعتدين، لأن الذئب لايفكر إلا أن يأكلك، فكيف لك أن تقترب منه أو تطالبه، مما يظهر أن اللعب مع الأشقياء مجرد استنزاف للثروة ومضيعة للقيم، ومحاولات للاستقطاب نحو المجهول، فالمائدة المستطيلة الفارغة مليئة بالمكر والخديعة والنصب.

 الأزمة التي يعيشها الريف اليوم هي نتيجةالنفوس والتلاحق نحو الرفاهية، وكأن التربة لاتحصد سوى المضرة أو أنها خالية الوفاض لاتاريخ لها ولاحكمة ولا هدف، من قشة صنع النمل بيته، ومن الأقحوان صنع النحل الدواء، والبيت الفارغ يملؤه الرجال, إلا أن هؤلاء لايمثلون إلا أنفسهم لأن في الريف رجال من النوع  الآخر.

الحياة مبنية على جميع الإحتمالات وإن لم تكن حدقا تغرق في شربة ماء، وقد تمحى من الذاكرة نهائيا، لأن أعداء النجاح دائما موجودين في أية جهة وفي أية عشيرة، لايجب المخاطرة بالآخرين أو التحدث بأفواههم، ولا إلغاء حقهم في الرأي. لأنه لايعبر عن الجميع فالأذواق  والعقليات تختلف، وهناك من الريفيين من حاورتهم رفض المزايدات، ولم يقتنع هو شخصيا بالأحداث، فهل تضنون أنهم هم أيضا ليسوا ريفيين،إن الشرخ صنعتموه أنتم والإنقسام في الصفوف لايخدم سوى مايحصل في البلدان الأخرى، إلا أننا بعيدوا المنال.

الإنسان لم يعد سيد نفسه بل عبدا للمقتنيات والمغريات والترفيه عن النفس بالمجموعات ومحاولة إرضاء الذات، وتضييع الوقت في مراقبة الآخرين وكسر طموحهم الحقيقي. والأهم من ذلك دراسة كل حقبة على حدة وموازنة الأمور غائبة ،في محاورة الآخر ، وتشغيل الميزان منهك في لم الأصوات الناقلة ، غير المدبرة للآحتياطات وغير المسيطرة على الهفوات والأخطاء ،والمتسابقة الملغية التى لاتعتمد على الصحن الفخاري الواحد, فلسنا حلوى من كل مقام ومقر.ولسنا مجرد هفوة يستغلها الأغبياء والجهال وعديمي الضمير ممن يشتغلون دون وعي نحن التاريخ. 

لابد أن يقوم أهل الفقه بمهمتهم على النحو الصائب وأن يضيئوا مسيرة الشباب، فالإسلام كديانة مهمة وعالية الشأن، لابد أن تنتشر بالطريقة الصحيحة، حيث يتم تلميع صورة هذا الدين في العالم كله، بالمجهودات الجماعية والمعاملة الطيبة والعمل الدؤوب، ولحد اليوم مازال الآخرون يملكون فكرة مغلوطة عليه ويحملونه أخطاء الغير، ومنهم من لايعلم شيئا ، ويعتقدون أن الإسلام هو التأسلم، بسبب غياب النية الصادقة، وهذا عار كبير في التاريخ الإسلامي.

 كما لابد من فهم النصوص فهما صحيحا، وتفسير ذلك بيسر وليس بعسر، وعدم تغليبه على حجم الإيجابيات في هذا الدين لأغراض أخرى ينهى عنها، فيتم إلحاق الضرر بالمسلمين كافة، من أراد الإسلام  فله ذلك، ومن لم يرد لايتخفى معنا ووسطنا باسم المسلم، ينشر رجسه في أقطاب الأرض.

الخميس، 1 أكتوبر 2020

حديث في السياسة

 

الغدر هو سبب الفشل من الأول، لأن التخطيط المحكم في تسيير شؤون أية إنتفاضة شعبية أو جماعية أو عرقية أو قومية وحتى اجتماعية، دائما يعزى إلى التبعية في القرارات والتنافس على الزعامات والقيادات واختلاف الجدالات في اللحضات الأخيرة من تقاسم الأدوار ،فيضيع كل شيء في رمشة عين.

الإجرام أصبح مسكوتا عنه والإنسان لم يعد يقدر قيمة الحرية والعمل، واللسان تحول عضوا قاتلا في الجسد لايعرف كيف يصون نفسه، وتجارة الحروب لايمكن أن تكون بديلا للربح وتحقيقه عبر القارات في الأعمال غير الشرعية  والهلاك.

ماسمي بالثورة المضادة لايرتبط بأي صلة بالمطالب الشعبية ولا بالحق في الحياة، فالتاريخ أثبت العكس لأن تحقيق الوجود وإثباته ومحاربة كل من يعارض هذه الفكرة نضريا وتطبيقا، لاحل ناجع فيه.

اليهود استطاعوا أن يقيموا دولة بجانب المسجد الأقصى وتوحدوا وتطوروا، والعرب أقاموا دولا متفرقة على مساحات غير متفاهمة يتوسطون الكعبة، وبين المسجد الأقصى والكعبة، نضيع نحن الأمازيغ وسط الخصامات، لأن العرب يضنون أننا أعداء لهم، كيف وهم أعداء بعضهم على حقنا، إغتصبوا الأرض بالجزائر ومصر وحلب. 

التبادل الإقتصادي أهم من التبادل الثقافي وقوة التجمهرات الفنية، التي تقتات من الفرجة الوهمية، والمؤتمرات التي تهتم بالمناخ والأرض أهم من المحيط الذي يلتهم كل شيء ومن الحاشية، فالجهات الموالية هي سبب التخبط وهنا أدعوا الملك إلى تطهيره. 

لجنة المراقبة لابد من خلقها في الصميم والمراكز، وتجارة الحشيش لابد من تقنينها في غير الممنوع، لكي لاتكون هواية للمافيات واستثمارا للجياع الذين لا أخلاق لهم، حيث لايريدون أي إصلاح للأوضاع، كل همهم السرقة ونشر الخوف وترويج الفساد ولايبنون وطنهم حقيقة، كما لابد من إدماج الأشخاص العظماء في مؤسسات الدولة أكفاءا وليسوا خصوما، فلاتقوم العواصف في كل مرة. 

لقد أصبح العالم اليوم في سباق حاد و كل واحد يفرض شروطه، إلا أنه لايمكن تجاهل البعض من عامة الشعب، وكما قلت يوما كفانا حروبا لابد أن تقولها اليوم.

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020

حديث في السياسة

 

أطفال الشوارع أو القاصرين الهاربين من الوطن، أليسوا ثروة ضائعة ومستفزة وقيمة مضافة يحتاج إليها الوطن، حيث يمكن تجنيدهم أو تشغيلهم بالفلاحة، هذه اليد العاملة المهمة لو كان هناك كفاءات قوية في الحكومة المغربية بتلك الشعارات التي ترفعها أو تسطرها كصورة، لما استغلتها الدول الأخرى لتبني بها أوطانها ،وهذا مايدفع القاصرين إلى الهجرة فهم ليسوا أغبياء أو ضعفاء أو عديمي الأصل، بل يطمحون إلى غد أفضل ويرغبون في فرصة العمل التي تنعدم في وطنهم الأم ،لا أحد يغادر من أعماق قلبه أويريد أن يفارق أمه، لكل شخص الحق في الحياة وتطوير نفسه ومستقبله.إن الخلل في طريقة التدبير التي تنهجها الحكومة، فإن كانوا يزعمون أن استراتجيتهم هي استراتيجية الملك فهذا ضرب من الخيال، لأن الملك لايمكن أن يدبر كل شئ وحده فقد ترك الأمور إلى الأحزاب وإلى صوت الشعب،لأنه الأدرى بما يحتاج وبماينقصه ويريده. 

و قد كان ممكنا أن يشتغل الجرار إن كان حقيقيا مع المصباح إن كان مشتغلا وعصريا، وينهظوا بأحوال الفلاح عوض سيطرة اللوبيات عليه وعلى الساحة، ويطوروا البوادي فهي عماد الدولة و محفزالسدود.كما كان من الواجب أن يسطروا قوانين تحترم الانسانية، أقلها تحديد النسل إن لم تكن الاستطاعة كافية لاحتواء كل هذا البشر وضمان كرامته في الشغل والسكن اللائق.

إسبانيا دولة قوية لها ركائز وأسس تذهب إلى أبعد الحدود في تفعيل الديمقراطية، لأنها تحترم قيمة الحياة وتحترم القانون قبل أن تطبقه، تهتم بالنظافة وتعاقب الرشوة والسحت، حيث لايوجد نهائيا في قاموس أية جهة أو إدارة، ولاتحفز الموظفين بالهدايا ولوازم المؤونة بكل أشكالها، والتي تستنزف من ميزانية الدولة وخزينتها، حتى تكاد تضن أن الإدارة هي بقالة تم تطبيعها مع الشعب على هذا النهج، أصلحوا هذا الشأن أولا ثم ناقشوا الأمور الكبرى.


عرفت مغاربة تم تعنيفهم في بلدهم وتم إنقاد حياتهم من الإسبان لينتج عن ذلك طفلة إسبانية حرمت من أمها وهي اليوم شابة، تحاول التعرف على ثقافة بلدها لكنها تعتز بهوية أبيها الإسبانية لأنها منحتها الحياة هذا ماأخبرتني به. ألم يكن من الضروري تشريع قانون ضد المعنفين والمعنفات في الوقت المناسب وفي السياق نفسه.

مراكز الإيواء واللاجئين في مليلية مليئة اليوم، ومنهم من ينام في الخلاء يفترش الأرض، ينتضر لحضة الوصول إلى الضفة الأخرى ويحلم أن ينقضي عذابه لأن هناك يتامى وفقراء ومعدمين يحتويهم أتباع عيسى عليه السلام.


قال أحد الأئمة الفقهاء عندما زار المغرب، أن قوة الدولة في قوة شبابها، وأن الشباب هم رواد المستقبل، إن لم يتم تأهيلهم فإن النتيجة تكون وجود نوعين منهم أحدهم متطرف ومتشدد يؤمن بالمتفجرات، والثاني متحرش وضال تحت تأثير الإدمان والمخدرات.

الاعلام لابد أن يرتبط بهموم الناس وينزل إلى الشارع يستقصي نبضه، وإذا لم يحاكي الواقع لايكون مرآة المجتمع القادرة على إحداث التغيير بل سيكون مجردا من الشعور ومجرد أداة للإخبار والترهيب وهذا مخالف للتنمية.كثرة الترجمة التي هي مضيعة للوقت والمال والتي تسيطر فيها المسلسلات التركية على التلفاز أكثر من المسلسلات الوطنية يضيع معها جيل كامل ناشئ، لتعم الضوضاء والعنف ويعوم الآخرون في قوارب الموت.

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020

حديث في السياسة

عمق البحر يوازي مفصل الأرض, وغضب الطبيعة والعواصف والأعاصير والرياح والزلازل لايتم التحكم بها إلا بقانون الجاذبية, وفي تقاطع الاتجاهات يكون السكون والهدوء والاستقرار. 

علم البيولوجيا والتربة له علاقة وطيدة, بوجود الإنسان, والحياة تقترن بالاستمرارية وانفتاح الورود, فهي لغة القلوب التي تنشر السعادة والفرح, وتزين المكان وتطهر النفوس الشقية، الورد هو الحياة له روح وكبرياء وجمال وحب, وتواضع وذكاء وله غذاء هو المطر. 

مر على التاريخ الكثير من البشر, منهم من فاد البشرية, ومنهم من دمرها, من قوة سيطرة الشر عليه أوشغفه المتعالي, حيث لا يرى الآخرين إلا من فوق. والقاعدة هي أن تتعلم من حولك أولا, وتشعر بملح البحر, بعد أن تغوص فيه لتميز بين الخطأ والصواب, فحاسة اللمس أهم حاسة في الإنسان, ولكن دون تعدي أو إيذاء لأي مكون من مكونات الحياة أو سرقة. 

تيبازة بكل آثارها السياحية والثقافية والطبيعية وروعتها الفتانة, دائما كانت وستضل, مربط  التراث الأمازيغي العريق من خلال الموقع الذي يجمع بين الإطلالة على البحر ومرتفعات الجبال. 

علمتني الحياة أن الإنتماء الحقيقي, لايمكن أن يكون سياسيا, حيث تضيع معالمه وأهدافه تحت المزايدات, ومختلف التوجهات والنضريات, لتصبح أقرب من التفكك وأبعد من الوحدة, وأن الشريف محمد أمزيان هو المدرسة الأولى والأصلية في النضال, حيث أنه استطاع بحنكته أن يوحد القبائل. وأن الحروب المزعومة والمنضمة اليوم, هي نتيجة خروج عن الكتلة والكيان, و لاتؤدي سوى إلى النزاعات الأهلية, خاصة عند تهرب النخبة المثقفة والسياسية من مسؤولياتها أو اقتتال الآخرين فيمابينهم, تنافسا على المناصب التي تضمن العيش برفاهية, متنكرين لقمح الحياة. 

الصديق يمكن أن يتحول إلى عدو, والعدو لايمكن أن يصبح صديق, والبشر أنواع, عندما يكونون شركاء في أي مشروع قد يبتزون بعضهم في الأرباح, ويستغلون المناوشات, والأهم في كل هذا هو نوع الأرضية التي تجمعنا خاصة أن الغالبية القصوى لايصلون ولايؤمنون ولايصنعون شيء. 
وأنا أقول أن الشيء الوحيد الذي ينجحون فيه هو صناعة الأنظمة ثم الإنقلاب عليها.
أنشروا ثقافة المرح والضحك عوض العنف والعدوان فالانطلاقة تكون من داخل الأسر, وحبذا لو يتم تقنين اللا غضب.