سناء لمحمدي القمري

حديث في السياسة






أثناء قيامي سابقا في منطقتي بتدريب مهني وتطوعي في الصحافة والإعلام، وسط جو سياسي واجتماعي هدام تغيب عنه المصداقية والأخلاق، وتسيطر فيه العصابات والشخصيات البسيطة غير المثقفة، المعادية للنخبة وللثقافة بصفة عامة، وللمرأة بصفة خاصة، فلا تجد الإحترام ولا التقدير سيد الموقف ممن يشتغلون في الساحة، حقا لابد للنساء من مناعة قوية جدا بل وحديدية، لتستطيع الإستمرار في الإنتاج، مابالك إن كانت الأرضية فقيرة جدا وجافة، والبيئة منعدمة لايعيش فيها سوى صناع الذباب والحشرات والمبيدات، ليظل الوضع على ماهو عليه، إستباقيا بامتياز، ولكي لايتولد ويتكاثر الأصل والذهب، عوض التزييف والتلميع والخرافة.

وفي ظل تنامي الخلافات والفساد، وتآكل طبقة معينة من البشر، ممن ينتمون لقبائل الريف، مخلفين آثارا عميقة وشوائب خبيثة، بعد مرور عقد من الخصومات، التي تسعى إلى فك المجتمع من الداخل، بقطع الصلات وماتمليه جميع الضمائر الدينية، ليتفرع الواقع ويظهر الجفاف مرة أخرى، وكأنه قصة مكررة تعبر عن تكرار نفس سلسلة الخيانة والأحقاد. لقد سيطر بيادق الأفواه المتسخة ،التي لاتعرف سوى الإفراط وإعادة الكلام  ، لمجرد الرغبة المستمرة في سرد الأحداث والوقائع، رغم أن النطق هو جودة من حيث الحروف، وبحر من التعابير التي تخرج من باطن الحنجرة، التي تمسك بأحبال صوتية تتنفس عن طريق المعدة، وبالتالي لايمكن أن تكون نفعيا ومتجسسا لصالح الدريهمات. الوعي والأدب والعلم لاعلاقة له بذلك، لأنه من قبل كانوا يدرسون بالألواح ،ويكتبون بالريشة، ويتقاسمون كسرة الخبز الجاف .

لقد كان جدي أعمى وحافظا لستين حزبا ،يدرس التلاميذ أصول الفقه، ومع ذلك كان الوقت نظيفا قنوعا متيسرا، ومتعطشا للدراسة والمعرفة دون مخاوف, كما هو اليوم مليء بالأطماع والمغريات المتلونة، والمتجهة فقط نحو الرفاهية الفارغة المعاني، لأن الحواس أهم من المادة، وهذا مابينته شرارة الأيام وقطار الحياة، الذي تعكر صفوه وبدأ ينذر بصفير العبور للواجهة، بتبعثر حسابات كل تلك الأحزاب المتراكمة والمتناطحة والضالة للطريق، الباحثة فقط عن التحالفات بغاية الحصول على المناصب ، والأرقام المكتنزة ودون أهداف حقيقية، وفي الغالب تجد أناسا غير حرفيين، لاعلاقة لهم بالتاريخ المشرف، ولا بالخدمة الوطنية على رأس  القائمة. لقد عبر أنشتاين على فكره بسبب رغبته القوية لوحدة الأجناس والإنسانية، ولكنه أعطى القيمة للوقت وللجاذبية، التي لاتقل أهمية عن الطبيعة والبيئة، التي توحي للإنسان بالتأمل والإبتكار، عوض الخراب والدمار وإلحاق الضرر بالآخر، والتنافس الذي يقمع حرية التعبير، ويخدم الدكتاتوريات. إن الخبز والماء اليوم أصبح مركز الساعة، وموضع النقاش والمشاريع، ولايمكن أن ندعم من يهدد بتلويثه فالمناخ آختلت موازينه ونظامه، والعاصفة إقتربت.
إن كانت أمريكا تعاني الكثير من المشاكل والخروقات السياسية والإجتماعية والإعلامية فماهو حال العرب اليوم.




حديث في السياسة








الوضعية الراهنة والعالمية كشفت عن الكثير من السلبيات والشخصيات السيكوباتية ، التي لاتقبل سوى العيش في الظلام، لتستنزف طاقة الاخرين وقوتهم، فرغم أن قيمة الضوء أصبحت لاشك فيها، ولايمكن العيش بدون كل تلك الإجتهادات والإختراعات التي منحت الحياة للجميع ونقلتهم من التخلف إلى الرفاهية، بل وطدت قيمة الروح التي صنعت النور، مما يجزم أن سرعة الضوء والوقت في الفضاء وخارج الكون، لاتساوي سرعته في كوكب الأرض، لأنها أقوى وأسرع، إلا أن العالم العربي ظل يتقاتل فيما بينه، صانعا الحروب الأهلية والنفوس الشريرة، التي تتنافس على الخلافة والسلطة، غارقة في إيديولوجيات ومعتقدات خاطئة ومعقدة، تربط الحكم بالألوهية، فقد كانوا في التاريخ القديم الذي حاول النهوض بهم، يقتلون رفاقهم ليغيروا مجرى الحقيقة والسلام، الفساد من أجل الثروة هو ماوصل بهم للسوق السوداء والأزمة ، إضافة الى النزاعات التي لاتبدي أي نوع من التعاون أوالتضامن، فقد اعترف الغرب بكتب العلماء العرب، وجعلوا فيها المرجعية التي يستنبطون منها المنفعة، في حين سيطر الجهل والعار على الشعوب العربية، وسيطرت السياسات القمعية على الأوطان، لكي تجني الأمة العربية الفائدة ، لابد أن يغيروا عقلياتهم أولا منذ البداية ،ويعترفوا بقيمة الإنسان الآخر الذي توطن قبلهم.

 الحقيقة المرة هنا أن هذا الإنسان القديم لم يتطور أيضا وآستسلم للتضليل من القيادات ، بل وغرر به في الأعمال غير المشروعة، والمعاقب عليها بالقانون ، لايمكن أن تستمر تجارة الممنوعات مع غياب اليقظة الأمنية ، فغالبية الشباب يسرق اليوم تحت تأثير المخدرات

القوى العالمية اليوم تتنافس على زعامة العالم ، ولديها الكثير من الخلافات والإختلافات، خاصة أن لكل واحد توجهاته، لكنهم بالرغم من ذلك جعلوا من العلم والإجتهاد والتطور غايتهم الاولى، ومحاربة الإرهاب والإرهابيين غايتهم الثانية، لقد كان من الواجب تكوين أجيال بأكملها ،وتربية قيمة القيم عندها، عوض  الخبث والاستغلال.

سلطة القانون




الإحتجاج لابد أن  يكون بموافقة الدولة، وفي حوار معها ومرخص منها، من أجل ترسيخ دولة الحق والقانون وتثبيت الديمقراطية، وليس في إطار العربدة والخروج عن السلطة والأمن ، لكي لايقع صدام مع الدولة، وتتطور الأمور وتنفلت، فكل من يحمل جنسيتها وأوراق الثبوتية، يعتبر مسؤولا أمامها وأمام المواطنين جميعا، لافرق بينهم ولاعدوان، حيث أنه يتمتع بنفس الحقوق والواجبات، ومستحيل الإنفصال أو المطالبة بشيء يضر بالمصلحة العليا لأي وطن، فمن يدعم شعبا يعيش داخل نفس الدائرة و المؤسسات، للإستقلال بنفسه بعيدا، أو يتحيز لمحاولة تشكيل أي فصيل، مختلف في الثقافة واللغة، ويشجعه على النأي وحيدا، وغارقا في الديون والمتاهات والحزازات العرقية ، إنما هو واهم أو معتدي على حقوق الآخرين من الشعوب الأخرى، فقد تقرر بالحرب والتاريخ والقوة سيطرة القوى العالمية على الخريطة، لذلك لايمكن تعريض الإنسانية للخطر، إن كان هناك تقصير أو إهمال يجب معالجته بالحق القانوني والدستوري، والإجتهاد في بنوده، كل شيء قابل للتغيير، ولاقداسة للحرف أمام الضرر.

ماطرحته الحروب من تلوث وغازات وقاذورات وعصابات، تتأزم فيه الأرض بين ماهو إجتماعي وسياسي وصحي، ينذر بواجب إيقاف الحروب في كل العالم، وبوقوع الكارثة , لأن فساد الأخلاق هو السبب الذي غير الطبيعة البشرية ،نحو مزيد من الشر والمحن. 

قوات الأمن قادرة على تقييم الأوضاع ،ولديها من التكوين والدراية اللازمة في الحكم على الأمور الميدانية، لأنه بغير ذلك تقع الفوضى، لايحق لأحد عدم احترام القانون واستعمال الشطط والتعجرف ،أمام حماية الوطن الواحد، بدعوى المطالب، فمن الممكن ربط قنوات الوساطة بين الشعب والدولة. 

أليس غريبا كل مايحدث في العالم من إحتجاجات بالشارع العام ،يعرض الغالبية لفقدان السلامة الجسدية، لماذا كل هذا السيل الجامح، أين هو الخلل، ومن الذي يشحن هذه الشعوب للدمار والخراب. 

التظاهرات والإضطرابات المدنية، لم نرى منها سوى مزيدا من العنف وهذا مايعاقب عليه القانون، ويجعل سلطته فوق الجميع، من خلال التشريعات والنصوص القانونية الزاجرة، لكل الأطراف المتخاصمة، وقد يستمر الوضع في طرح هذه النتائج التي نراها اليوم. 


خلق قيادات التحركات الشعبية، هو ما يجعل الساحة عرضة للخصومات والإديولوجيات المتعددة والمتسيبة الأخرى، مما يجعل المفاوضات العليا، ومن كانت له مرجعيات سياسية أو نفعية أو إستبدادية أو صراعات تاريخية قابلة للتدخل ،ومن فشل في تسيير حكومة معينة، لايمكن الإعتماد عليه في الدفاع أو الهجوم ،لأنه يجب أن يحاسب قانونيا، على كل تلك الفترات المتأزمة التي صنعت الأحداث، وروجت بعد ذلك للمعارضة، أو إخفاء التحالفات وراء الستار ،داخل منظمات ومصالح حزبية فقط لاغير. 

أخيرا أريد أن أنوه على أن التحكيم للقانون وللأمن والشرطة منذ البداية هو الشيء الطبيعي، فماغاب حق مطالب به مظلوم، ومن الإهانة جدا نسج حبكة سيناريوهات، على أنقاض جرائم لم يعرف لحد اليوم فاعلوها المعنويين، وشركاؤها ولامدبروها، مستغلين ومنتهزين الحوادث التي تحصل تحت الضغط، لتهييج عاطفة الأمم. 


المأزق الليبي





الانقسامات وعدم تحديد الأهداف والتنافس القديم، لا يعطي أية نتائج في الساحة ولافوائد، ورغم أن المبادرات للتعاون قائمة، إلا أن الضرب في المصالح يفرق أكثر مما يجمع، دائما كان هناك جدال قائم على التوزيع ونكران أصحاب الحق، وهذا مايسمى بمحاولات الهيمنة والسطو على ممتلكات الغير، لاشيء سيتغير في توجهات السياسيين ولا في حديثهم في السياسة لأن أشياء أخرى لابد أن تتغير.

المأزق الليبي الذي دخل منعطفا جديدا خير نموذج، فبعد أن دمر الجواسيس من مختلف الأطياف منظومة العيش هناك، وسيطروا على الخيام والرمال والتراث الليبي، حيث يكاد الشعب الليبي منعدما ومختفيا في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا رأي له في كل مايحدث وماحدث، سوى تواجد بعض الأخبار المهيكلة التي لاترقى إلى قيمة التاريخ ولو في بعض محاولات تطبيع حقوق الإنسان. هذا مايطرح عدة أسئلة قد تحل عدة مسائل، أولها لصالح من كان يشتغل هؤلاء الجواسيس الكثر والمخبرين، الذين استطاعوا تضليل الرأي العام والدولي، منهم من دخل تلك الأراضي باحثا عن أخبار، ومنهم من قام بالتنسيق مع جهات أخرى بحجة الهوية، لينتهي المطاف بقتل الرئيس دون محاكمته قانونيا ،فهل سيطر قطاع الطرق على القانون أكيد لا، وإنما كان هناك مجرمون لابد من تسليمهم للعدالة، لأن القصة بدأت في ليبيا وانتشرت لأراضي أخرى ،تشترك في نفس العرق والثقافة والمصير.

أينما توجد الثروة يوجد الفساد، لذلك لابد من مراقبة وتتبع جميع الأرقام المتواجدة في الحقائب لمعرفة الحصاد، لايكفي الترابط بين الأحزاب والتحالف للإفلات من العقوبة ،لأن سارق المال العام هو أكثر إجراما من التلاعب بالذاكرة المشتركة, وخداع الأجيال بحجة البحث عن الدعم والشراكات في غياب الأخلاق والتكوين. 
ولكني أتساءل  عما أكل هؤلاء في بطونهم حتى تغيب عنهم الكرامة, عندما يتغير نظام له إديولوجية معينة، يكون معه الكثير من الداعمين المرتزقة، وبالتالي لايمكن الإعتماد على أية إديولوجية ولا أية طريقة تسيير، لأن سلطة القانون فوق كل شيء.

قمة المناخ الدورة 26




من يتحمل مسؤولية هذا الكوكب وماآلت إليه الأوضاع في العالم اليوم وفي هذه اللحظة والساعة بالظبط ،لابد من القضاء على كل براثين الحروب والإرهاب أينما وجدت بالقانون، ودون إراقة للدماء أو استعمال للغازات السامة  والكيماويات الضارة والأسلحة الفتاكة، التي أودت بعشرات الأطفال الأبرياء، وبالعديد من الشعوب حتى أن بعضهم قابل للإنقراض أو التهجير أو التمعن فيه وفي الحالات الحرجة التي تصل حد المساءلة، كما يجب تحكيم القضاة عوض استمرار  الصراعات التاريخية التي تأخذ وقتا طويلا، ويضيع معها ماهو أهم من ذلك قيمة الإنسان ورسالته التي فطر عليها وجاء من أجلها على هذا الكوكب.

الفيروسات قابلة للإنتشار في العالم كله، ولاعلاقة لها بالصين ولا باتهامها أنها فيروسات صينية، لأن دولة الصين  قامت بمجهودات جبارة وإنسانية واضحة، ودائما تدعم عمليات السلام في كل القارات، وتسعى  إلى التعاون والتضامن  والعمل المشترك، لتعم المنفعة على الجميع، كما أنها تلقن الدروس في أهمية الفريق، الذي يجب أن يتواضع ويجتهد ويكد ويقدم خدماته العلمية والثقافية للجميع دون تمييز ولا تحيز، لأن المناخ متضرر بشكل قوي في كل بقاع العالم، ولأن التراكمات والسلبيات قابلة للإضرار بكوكب الارض، الذي اختل ميزانه وضعفت طاقته الإحتمالية، وقد حان الوقت  لدق ناقوس الخطر.

الطبيب في كل التخصصات الذي لاتراقبه اللجنة لاجدوى منه، لماذا يؤدي إذن القسم وهو لاضمير له، وفي قرارة نفسه لاهم له سوى كسب المال ، هل يمكن أن تتحول ملائكة الرحمة إلى شياطين، هذا الخصاص الذي أسميه كسلا وسباتا يدخل في جناية الإهمال والتقصير المعاقب عليه قانونيا، وقد لاحظنا مدى ضعف البنية الصحية لدى الشعوب العربية، مقابل الأجناس الأخرى التي لم تدخل الكهف وليست من أهله ، إضافة لعدد  الأطباء المهووسين بالسياسة ، الذين أصبحوا يتاجرون بأفواههم ليتبعهم السذج، هل هذا فرع جديد من الجهل والمرض . الطبيب مكانه الأول والأخير في عيادته أو في المختبر، وقد يهب حياته كلها لخدمة البشرية، ويكون فداءا لرفاهيتها وصيانتها.  

عبرت الملكة إليزابيث عن استيائها المقلق، بشأن قادة العالم الذين يتحدثون ولايفعلون شيئا ،خاصة أنهم على موعد مع قمة التغير المناخي الشهر المقبل في غلاسكو، ومن الواجب عليهم الحضور والتواجد للتشاور وطرح الحلول، للحد من ظاهرة الإحتباس الحراري وارتفاع الحرارة والجفاف والفيضانات، وتعكير الفيروسات لطبيعة الحياة، وقال الأمير ويليام أنهم متخوفون من أن يكون المشكل اليوم في حديث القادة، هو التحرك على الأرض.

إن الوقت مرتبط بالتمدد والسرعة والإنفجار ، وبعمليات دعم السلام وتوثيقه ،وضم السطور في الإتجاه الصحيح الموازي لقانون الطبيعة ،والبيئة السليمة المرتبطة بالإنسان السليم، دون عدوان ولاإنكار للآخر كيفما كان، وتوحيد المطالب داخل العيش المشترك والجاد، خذوا العبر من النجوم والقيم، وحاربوا التلوث والفساد.

المحادثات يجب أن تركز على الحماية، والحد من الإنبعاثات المناخية القاسية، والمحافظة على المساحات الخضراء، وتقليل فرص النيكوتين أو إلغائها. وهنا لابد أن نلفت الإنتباه نحو ميزانية الإعمار والتعمير داخل الدول العربية، ومامدى تفاعلها مع خريطة الطرق والأشغال.

الإعتراف بالأزمة العالمية يجب أن يعزم الوصول إلى الحل مع علماء البيئة، لأنه بدونهم لاوجود لشيء، إضافة إلى تعميم المحبة ونبذ السموم والأحقاد.



حوار الصحافة




نعلم جيدا أن نصف العالم العربي لايقرأ ولايكتب، وأن الفرق بينهم وبين العالم الأجنبي، أن هذا الأخير وضع مصلحة الشعوب فوق مصلحة خزينة الدولة، لأنه حين ترى الواقع الإسلامي بعيد جدا عن الواقع المسلم، فأكيد تدرك أين هو الخطأ.

الطائفية والأطياف المنعدمة لاجدوى منها، ولن تغير مسلك دين الإسلام، القوي بالنوايا والأعمال والمحبة والسلام، والذي أثبت في القرآن كل ماجاء به جميع الأنبياء والرسل والأديان الأخرى، وأعطى بالدليل والحجة والبرهان القيمة المسطرة بين الأحرف للإنسانية. لاتجعلوا المال في قلوبكم.

عندما يتقاتلون على السلطة ليرثوا الحكم منذ العهد القديم ، أكيد أن غايتهم كانت إكتساب المادة ،ولم يكونوا يفكرون في شيء سوى في المكاسب ورونق الحياة، متناسين نور التاريخ.

جميع الآيات القرآنية تطرقت في الكتاب المقدس، لكل الأحوال والأحداث والنزاعات، وبينت براءة المتهمين، وضلال المضللين ممن جندوا جيوشهم وتنظيماتهم لتحريف وتشويه الدين، ونشر العداء والعدوان، من أجل إحتكار السوق.

مايجب تصفيته وتنقيته لابد أن يكون فوريا، حتى لاتتراكم الشبهات ولا النشوءات، معيدة العالم كله لواقع إندثار الأسهم, إن لم نقل العدمية داخل البورصة ، لأن المنحنى يكاد يعوج عن الخط ،والحقيقة تكاد تضيع بين الخطوط ،خاصة أن واقع الثقافة مرير جدا، فبعد أن أصبح قطاع الصحة والتعليم من أولى الأولويات في العالم، نجد أن قطاع الثقافة عند العرب، مازال لايملك أية إستراتيجية للعمل، ولا يظهر أي تقدم ولاتطور، غارق في المتاهات وإشكالية العودة بعد الحجر الصحي، لايعقل أنه في القرن الواحد وعشرين مازالوا لايملكون أي قرار سياسي مستقل في كل ماينتجونه للعامة، وأن فيهم من يستعملونه لأغراض سياسية محضة جد معقدة، كل شيء عندهم سياسي فوق الطاولة، خلطوا الأوراق لتنخر السوسة في أجسادهم، ولايملكون الشجاعة للتغيير. تحرروا أولا من قيودكم ثم ابحثوا عن الدعم والمنتوج.

هناك العديد من الإهتمامات والإيجابيات لماذا تركزون على الوفرة مقابل الندرة ولماذا الخوف، ومافائدة الجهل أمام التنوير أكيد هناك فرق.

قواعد الخبر الصحفي






لقد تغير العالم وقد كان حتما سيتغير يوما ما، لأن جميع المؤشرات كانت واضحة، ولكن مازالت الطفيليات تطفو على السطح، وتسبب الكثير من التوترات والعقبات، التي لاتجعل الخبر مبنيا على الأخلاق المهنية، لأنه لايمكن أن تسيطر عليه الترهلات والإرهاصات ، عملية زرع التضاربات والإنتقادات والتهجمات الفرعية الإقليمية، والصراعات الأهلية والجماعية والدولية، هو أسلوب قديم مترسخ في عقلية الدولة العميقة والمتجدرة، بحيث يحرفون كل شيء إلا الخصومات يركزون عليها، لإبداء الهيمنة على الرأي والرأي الآخر.التعاون بين العرب وصل حد ذروة الهاوية، ولم يعد الإنسان العربي يفكر إلا في نفسه ومصلحته والمنافع التي سيجنيها بمختلف أشكالها، وبالجوائز والمكاسب، حيث تجده دون ضمير ولا إنتماء, يعيش حياة الإستمتاع واللذة، وبعيد عن أي إبتكار أو إكتشاف، أقلها معرفة الحقائق وليس طمسها.في كل مرة نرى تلميذا يافعا، تساعده أسرته فقط، عندما يهتم بالعلوم والإختراع، داخل المجتمعات العربية التي تكاد تحارب العلم والعلماء، ولاتبدي أي إهتمام بهم خاصة أنهم يفتقرون لأي منضومة علمية، ولا يتوفرون ولو على مجرد طاولة خشبية للإجتماعات، فكيف سيتطورون وهم تحت المثلجات الجليدية وتحت الصفر، رغم أن الشمس حاضرة بقوة في محيطهم وفي قارتهم وقادرة أن تذيب  الصقيع والبرد.أما من فتحوا قنوات لمجرد أنهم نطفة في بحر عويص وغويط جدا، لايمكن أن يسبح فيه سوى المتمكن و المحترف ومن له الإمكانيات الحقيقية، ورخصة العبور للجدال والمناضرة، وليس التخبط وسط حق الرد في الكلام والمخاطبة، لأن ذلك مجرد مضيعة للوقت وللقيم، فقد حاول من قبلكم العديد ولم ينجحوا، لأنكم لم تستفيدوا من أخطاء التاريخ أولا، ولم يكن لكم هدف محدد، كما لم يستطع عدوكم وسيدكم التخلص منكم لحساسية المواضيع وأدمجكم في مواضيعه، لينتهي بكم الأمر لمجرد عبيد لا أكثر ولا أقل.الثقافة والتعلم أهم من أن تصنعوا فخا موسيقيا يلهيكم، والجهاد إنتهى مع عهد الأولين، الذين عاصروا الحقب الصعبة، ليضعوا لهم مكانا وسط كل الأجناس المتعددة، العديد من العلماء كانوا مسلمين وضعوا قواعد الخبر وآستفاد منهم الغرب، إلا أنهم لم يكونوا دعاة حرب ولا متطرفين، لأن إكرام البشرية هو الغاية.دائما تأخذون الأمور بعكسها وهذه هي الطامة الكبرى لأنكم وجدتم ذلك سهلا، ونسيتم أن لسانكم حصانكم إن صنتموه صانكم




أمريكا العظمى

دعونا نتحدث بسلاسة المنطق والحقيقة، أمريكا هي الدولة العظمى التي تبنت حرية التعبير، وهي المعلم الذي تكفل بالجميع، دون محسوبية ولارشوة أو فتن...