سناء لمحمدي القمري

حديث في السياسة



البشير القمري ذلك المثقف من الأشاوس, الذي كون نفسه بنفسه, واعتمد على ذاته في تكوين مساره, لكنه اختار الانحياز بعيدا عن مسقط رأسه والمدينة التي ترعرع فيها، ومازال يحن إليها ويتذكر كل تفاصيل حياته بها وأحلامه, خاصة بعد زيارته الأخيرة والتاريخية منذ قرابة عشرين سنة من المنفى داخل الوطن.

هذا الرجل الذي عشق لغة الضاد والكتب والزهد, وناضل من أجل السخاء والجود والكرم, خسرته مدينة الناضور خسارة مابعدها خسارة, حيث أنه لو فرش له البساط لأسس جيلا كاملا من المثقفين غير اليساريين, فرغم حبه للسياسة في ريعان شبابه لم يكن ليخلق الفوضى, لأنه ديمقراطي وأصيل.
 عندما عاشرته بالرباط و تقربت منه, عرفت أنه متبوع ومنبوذ من أعداء النجاح, وأنه لم يتحمل ذلك في قرارة نفسه,خاصة عندما تم توضيف البعض  لخلق المشاحنات السببية للهجران والقطيعة, حيث لم أسلم شخصيا من محاولات التفرقة معه, كيف والدم الذي يسري في هو نفس دمه والفكر نفسه, تعلمت منه العزيمة والكفاح والاعتماد على النفس والعنفوان, ورغم تباعدنا الاجتماعي بسبب ضروف الحياة ضللت في اتصال معه , لأني أدركت أنه كان على صواب معي وكان صارما, إلا أن أفكاري الاستقصائية وحبي للمعرفة كانت مضيعة للوقت مع الضباع والعقارب, في زمن غابت فيه الرحمة والرأفة وكثر فيه الكيد والنفاق. كيف للمسلمين أن يتجافوا و معبودهم هو الرحمان الرحيم, يقولونها بألسنتهم وفي قلوبهم الخداع.

سيل وشلال من التوجهات الفكرية المتضاربة التي لا تعرف سوى لغة الضرب والقذف ولاتتفق أبدا, علما أن اللغةالعربية خلاف ذلك وبحر واسع لايتقن فيه العوم أو الغوص سوى المتدربون والمحترفون.
 
تعلموا شيئا من الغزل ومن القافية في الكلام وشيئا من السرد, علكم تعرفون التاريخ فتصححون الأخطاء والنشاز.

الحياة مثل السفينة قد تأتي الرياح بما لا تقبل السفن, وقد تبحر فيهاولا تعرف أين مرساها, ولكن النفوس الشريرة الحاقدة دائما تخسر وتندم حيث لاينفع الندم. 
كل الألوان قد تخلط وتزخرف لتشكل لوحة للتأمل.

دعونا نتبادل الثقافات ونستفيد من كل البشر, لكل شخص حقه في الحياة كيفما كان عرقه لست ضد أحد, حكموا الفلسفة الإنسانية وحكموا عقولكم, لماذا تصنعون دائما خصما لتقتاتوا على طاولة الغضب, هل وجدتم ذلك سهلا أم أنه نوع من الغزو تحت يافطة الجهاد.

حتى تفسيراتكم الفقهية دائما تمجد وتمدح وتبجل والموضوع تائه وضال, يغير منحى السلم والشعوب ويخلق الإزدواجية عوض الثبات والعمل, وتضيع الهوية وسط الزحام، وفي ماوصلت إليه الوضعية الإسلامية من تحريف ودجل وعنف وحرب.

من يقرأ المحارب والأسلحة للكاتب البشير القمري يدرك جيدا قيمة الحياة في سراديبها بكل القيم الإنسانية, وكيف أنه جعل من الإنسان وحده ركيزة الحياة, ووقودها  للنضال من أجل الجمال والرقي والمشاعر الجياشة التواقة للسمو والمساواة، في تلك المجموعة القصصية يشارككم بعض أطراف الحياة وبعض جوانبها الحالمة, ليؤكد أن الحياة حلم يمكن تحقيقه رغم الصعوبات, وأن السلاح ليس رصاصة قاتلة.



حديث في السياسة



أمريكا التي تحتضن تمثال الحرية, بكل إمكانياتها العلمية والثقافية والسياسية, هي القوة التي لايستهان بها, ولايمكن أن تفقد موقعها ودورها الاستراتيجي وهيمنتها وماتمثله في العالم, بآعتبارها تمارس نفوذا سياسيا وعسكريا واقتصاديا, فهي التي تأوي مقر الأمم المتحدة الضامن للحوار والديمقراطية, ولديها مايكفي من الخبرة في المجال الدبلوماسي والعلاقات الدولية, ولايمكن أن تفقد هبتها اليوم, لأن ذلك هو الخراب العالمي.
فالولايات الأمريكية المتحدة هي أكبر مستورد للسلع, وثالث أكبر دولة مصدرة, كما أنها الرائدة دوليا في مجال البحث العلمي والابتكار التكنولوجي وعلوم الفضاء, والضامنة لحرية المعتقد والأديان وتعايش مختلف الأجناس والتقاليد والقيم, وهي المالكة لمفاتيح السلام والقادرة على صقله وتحفيزه وتوطيد أسسه والاشتغال عليه,لا يكفي السلام من جانب واحد لابد أن يكون من الجانبين المتخاصمين, كما لايعني أن الطرف الذي ينادي به على صواب دون الطرف الآخر, هناك دائما أشخاص يحرفون عمليات السلام, لايمثلون سوى أنفسهم.

لذلك لابد أن يسيطر القانون ويتدخل في كل نازلة بعيدا عن التحيز أو تفضيل جهة على أخرى, الكل سواسية, غير أن القاضي لابد أن يكون لديه من السلطة التقديرية مايكفي ومن الحكمة والانسانية والذكاء والتطور, لأن الدفاتر القديمة لابد أن يمسح عنها الغبار إذا أردنا مجتمعا أن يتقدم, وأن لا تطوف حول نفس الأعراف التقليدية والقديمة, فالقلب أساس الحياة, إذا صفت مشاعره تحقق الوئام.

وأهم صفات القاضي أن لاينخدع بأساليب المكر والحيلة وأن يكون صارما, بعد أن تنكشف له الحقيقة،  إضافة إلى اجتهاده, وآعتماده على الحياد, لتحقيق كافة الحقوق والواجبات للبشرية جمعاء.
من العيب أن لا نتجاوز الجدال ونتقوقع في نفس الصراعات، لأن أمامنا أشياء أخرى لها الأولوية, ومن الألطف التنافس على العدالة. 

حديث في السياسة

أوقفوا الحروب والنزاعات, وماتسمونه أنتم ثورة, فالثورة يقوم بها أهل العلم وليس الجهلاء, العالم العربي كله وبكل دوله في اللائحة الأخيرة من جوائز نوبل, وإن لم يستطع أن يبني كيانا مستقلا وبنيانا متينا من التقدم والبحث العلمي ولم يصطف مع الأمم المتقدمة علميا, فلا يمكن منطقيا أن يلم بحيثيات النظام ولا بالحوافز التحريضية ولا يمكن أن نقبل بأي نوع من التقسيم لترابنا الوطني حتى ولو كان مجرد فكرة للنقاش فهذا ضرب من الخيال وخيانة للأمانة! 

مبادرات المغرب في التنمية البشرية، وإصلاح المنضومة التعليمية والإنفتاح على اللغات ومحو الأمية، وتشجيع الشباب على التكوين المهني والمقاولات الحرة، والصناعة والحرف التقليدية، هي أساس الحياة وعماده, حيث تحميك من البطالة  وتأمن لك قوت يومك, جميع العظماء بدأوا من الصفر, بمافيهم الخبراء في التنمية البشرية، إبراهيم الفقي رحمه الله خير مثال وماتركه من وصايا وكتب تكفيك لتطور من نفسك وتأخذ منهاجا سويا في الحياة, بعيدا عن الكذب والعجرفة, فالقراءة مصباح للعقول ولكن دون تعصب لأنها بحر واسع ومتنوع, وكل جيل يسلم المفاتيح للأجيال الأخرى. العلم ركيزة الحياة وهدفها السامي من دونه تنطفئ قيمة الحياة.
مافائدة الكثرة أمام ندرة الوفرة ومافائدة العنصرية كما يشرحها الطاهر بن جلون لإبنته في كتابه.

إن عدوى فيروس الثورات المدمرة التي آنتقلت إلى كل بقاع العالم، ليس مسؤول عنها سوى من يصنعها ويخلقها, وأمام غياب الوعي يتفشى الخلل.

حكت لي جدتي في طفولتي, أن ثمزا( وهي أسطورة أمازيغية في التراث الأمازيغي) أكلت أولادها واحدا تلو الآخر, في كل مرة كانت تأكل واحدا وتوهم الآخرين بأنها تطبخ لهم العشاء لتسد رمقهم وجوعهم, وهي في الحقيقة كانت تطبخ أحد أولادها إلى أن أكلتهم جميعا عندما كانوا يبكون ويولولون من الجوع.

الإرهاب الإلكتروني الذي يعتمد على الشبكات العنكبوتية هو مربط الفساد، والسبب وراء كل هذا الخراب لأن الترابط الإلكتروني قد يتجه أيضا إلى القتل بالتكنولوجيا، عن طريق شن الهجمات الإلكترونية بمختلف دوافعها وأغراضها السياسية ومضامينها ،وقد ساعد على هذاالتطور السريع لشبكة الأنترنت دون رقابة, حيث يتجول المجرم في العالم دون حدود ولا قيود, زد على ذلك أنه لايمكن التيقن من النوايا ولامعرفة الوقائع الحقيقية. 

حديث في السياسة


يظهرون غير الحقيقة, وأنهم يتجادلون ويتخاصمون ويتناضرون, والواقع غير ذلك لأنهم في الخفاء يتقاسمون أرباح التشويش والإضطرابات ونشر الأكاذيب, محاولين كسر المطالبين بالحق الحقيقيون, وفي المنضومة ينضم إليهم مقابل المال كل من يخدم المصلحة الخاصة وكل من يحقد ويفسد ويجاهد من منضورهم هم, خالقين جوا مكهربا ومتشنجا, وقد يكثرون من الكلام ولحنه ومن الثرثرة, والزينة والعطور من كل نوع ليوقعوك في الفخ.

وفي العلن يعلنون عن أخبار في طبق من فضة لتصدقهم أنت، إن المعلومة لاتأتيك إلا بعد طبخها وليس عليك سوى التأكد منها, وبذل مجهودك الشخصي بالعقل والثقافة والعلم والتبيان  فقد كثر زمن الفساق والمتواطئين حيث من كثرتهم لاتستطيع التمييز بينهم، خاصة أنهم يغيرون أشكالهم وهوياتهم ومواقفهم ووعودهم حسب الضروف والاستطاعة النفعية, حتى خطاباتهم دائما تأتي عكس التيار وفي الإتجاه المعاكس لتكثر الآراء, ويعبر الأغبياء عن قهرهم ويسقط الآخرون في الفخ.

وقد يهدونك الورود وهي ليست سوى أشواك في بركة ماء بارد, من كثرة النفاق غابت عنها الرائحة, يؤثرون فيك بالعاطفة وعندما تبحث عن لب الموضوع, تجده ضائعا للطريق ولاتستطيع الوصول إلى وجهته الحقيقية. 
ومع توضيف مختلف وسائل الاعلام المنتشرة للتجنيد على صفيح ساخن, تضيع منك أنت الطاقة وتضيع عليك فرصة النجاح لتكتشف في الأخير أنك وقعت في فخ الحياة. 

واليوم يربطون مصيرك بالمصير المشترك, دعنا نفترض أنهم صنعوا جسرا واحدا يمر منه كل الناس هل ستكون آنذاك حرا.
 ماأروع الحرية إذا رافقها إعادة توزيع الثروة دون خسائر وتحت مضلة السلم والسلام فكلنا أبناء آدم وورثته.

هناك من يؤذيك بلسانه وهو لم يعرفك جيدا, وهناك من يطعمك السم في العسل فقط لأنه لا يريد أن يراك, أو أنك تزاحمه المكان وتنافسه، ورغم مشاركتك معه نفس الانتماء ينقلب عليك عدوا فتانا يمثل على الآخر وعلى نفسه وهو أشد الخصام. 

تمهل أيها القارئ في قسم التعارف الحربائي ولاتصدق كل مايقال، الكلام سهل ولاضريبة عليه، ينتشر في الهواء كالجراثيم ليلوث الجو، ويسرق منك فرحتك.


 






حديث في السياسة

في كل مرة يوقدون نارا للحرب بسبب عقدهم, وفي هذا الصدد أقول للسيد الرئيس سعد الدين العثماني أحب وطنك, وكن على قدر المسؤولية التي أعطاها لك الملك والمشعل الذي تسلمته, وأن لا تنصت إلى من يحاول استدراج الحزب إلى فوهة الشيطان والزج به نحو خطوات العنف والتشدد السياسي لخدمة مصالحهم وأهدافهم وتخوفاتهم, خاصة في هذه المرحلة الحاسمة التي تقتضي الاشتغال المسالم بعيدا عن الفيروسات، وأن تنصت إلى ضمير الوطن.

أقترح عليك أن تغير مصباحك القديم، بمصباح جديد ذو طراز رفيع، وحبذا لو يكون رقميا وتكنولوجيا يواكب العصر الحديث، والتطور العلمي الذي وصلت إليه الصين, فقد قال النبي محمد(ص) أطلب العلم ولو في الصين، ولتنير الطريق وتوحد كلمة الأحزاب التي لا تسعى سوى للتشتت , وتضمن رقي الشعب جنبا إلى جنب وذراعا قويا في المخاطر نحو خدام الانقسام والدخان والشر والضغط ومعارضي الأخلاق والشرف.

الابتسامة والتفاؤل وقود النجاح، والعناية والنظافة والأمانة والتواصل والعمل الجاد والتغيير والتجديد هو الدافع إلى تحقيق الربح والغايات.

وبالرغم أن الحزب كانت له الكثير من المطبات, إلا أن الجهاز الأمني قادر على دفع الأزمات الداخلية والخارجية والعقاب, وهو المنوط بترسيخ المراقبة والانقاد, وتوطيد قيم المساندة وحب الوطن, وخلق مناصب الشغل والقضاء على الفقر والإهتمام بالشباب, وصناعة العلماء والإحاطة بهم والقضاء على المفسدين.

أرجو أن تكون رجل إطفاء مجتهد, وأن تضيء الوطن, وتحذوا حذو الأمم النوابغ التي تهتم بالجوهر وتخدم شعبها دون غلو أو تحقير.

حديث في السياسة

وفي غياب الضمانات و تعدد المواقع والوجهات أمام البوصلة وتحديد الأهداف وتجاهل الثوابت الأخرى, وعدم التوزيع العدلي للثروة على التقسيم الجغرافي المحدد, وفي استعمال القوة والعنف مع الصحافة والاعلام لطمس الحقائق والتضليل المستمر, وما يتعرض له الصحفيين من مخاطر حقيقية ومكائد خبيثة يطرح أكثر من سؤال, لماذا الاستهداف ماداموا يضنون أنهم على حق ولماذا يخفون النوايا الحقيقية ويظهرون الأقنعة, وكيف سيخرجون من جدالاتهم. 
الكل قائم في صراع مع الآخر ولاأحد يسعى إلى السلم, وقد أصبحت مقتنعة أن نضام الخلق مبني على العدوان والمعاداة لإشباع النرجسية والبطلان رغم أن ثروة الأرض أكبر من النفوس , والدليل أن الكوكب إستحمل قرون طويلة حماقات البشر ومازالت الأرض تحصد, ولكن من عمل مثقال ذرة خيرا يره ومن عمل مثقال ذرة شرا يره أحب من أراد وكره من عادى.
في كل مرة تأتينا فرص للسلام الحقيقي  وللأسف دائما هناك إحتقان! 
لسنا رمالا ولا قطرات مياه نحن البحر كله. 

حديث في السياسة

لايمكن أن يعتمد الملك على هؤلاء المرتزقة من حزب سياسي كان الأجدر فيهم خدمة الوطن, والخوف عليه من الفوضى والعشوائية عوض الثراء وتحصيل الفوائد الشخصية, فمن الواضح جدا الغنى الذي تحولوا له مقابل الانجازات الفارغة والخاوية الوفاض.
إننا لانحتاج إلى موجه ديني بالسياسة, لأن ذلك متروك لأهل الفقه, ولانحتاج إلى من يحكم بالمرجعية الدينية الإسلامية, لأن هناك ملك يحكم, ولأن في الوطن أجناس أخرى تحت رعايته, والشعب حر ويعرف جيدا توجهاته وقناعاته الدينية والاسلامية, فقد تلقن بالمدرسة القواعد, لايحتاج اليوم إلى واعظ, رغم أنه لم نرى من هذا الحزب أية مواعظ دينية, ولاتشريعات تصب فى صلب نداء الإسلام والسنة النبوية, وكل ماوثق له هو نداؤهم بناقوس الضرفية, منذ بداية ماسمي بالربيع العربي, مرت سنين طويلة, ولم نشهد سوى الخراب العربي, لاتقدم ولاإصلاح ولانهضة, كل من تسأله يتحسر على حياته من قبل. زد علـى ذلك أن لااستراتيجية واضحة للحزب , حيث أن الفساد لايحتاج إلى مصباح, لأنهم لوبحثوا عنه سيجدوه, فلا يستهلكوا الفاتورة غالية من خزينة الدولة والشعب الذي ثبت له وطنيته ولايحتاج من يستغله وينتهز الضروف تحت غطاء الوحدة الوطنية.
السياسة هي حسن تدبير وتغيير للأوضاع المدنية وعلم له منهجيته السامية أهمها احترام الانسانية والتواريخ الرسمية المحتفى بها, 'كثورة الملك والشعب' فلا تستهينوا بصوته سياسيا.
حان الوقت أن نقر أن تجربة رئاسة الحكومة لم تنجح خاصة أن التنافس على المنصب بلغ ذروته وغابت عنه مصلحة الوطن وكثر القيل والقال, وعم الفراغ والتشاحن وعدم التفاهم بين الأحزاب, وهددوا الريف بعدم الأمان وفشلوا في بنائه.
الأحرى والأفضل أن يحكم الملك والداخلية على أن يحكم هؤولاء من لازالوا يتخبطون ويتسابقون.

أمريكا العظمى

دعونا نتحدث بسلاسة المنطق والحقيقة، أمريكا هي الدولة العظمى التي تبنت حرية التعبير، وهي المعلم الذي تكفل بالجميع، دون محسوبية ولارشوة أو فتن...