مدونة سناء لمحمدي القمري

الجمعة، 12 يوليو 2024

الصراع العالمي


 


تسخير الكون والطبيعة للإنسان يظهر معه أن الصراع يحتدم عندما تكون الاكتشافات ناقصة،ولاتتطور بتطور البيئة والأرض والسلالات البشرية ، الأبحاث ركزت على الثمار وتركت الشجرة والفروع ، لأن الأصل في العلم هو الإنسان إلا أنه أراد السيطرة على البسيطة وغفل عن البصيرة . 

الانعكاس الرياضي على الإنجازات دائما يتطلع نحو النمو ، لكن المؤشرات تطبع حياته بالحروب التي تؤثر على مناخه وصحته ومدى تجاوبه للتقدم إلى الأفضل ، مازال نصف العالم يؤمن بخدعة البيضة والخل للفوز بالقسمة ، معتمدا على توقعات الأسهم في البورصة ، مهملا لإحصائيات الواقع وعلاقته بالمنطق واتساع رقعة العلوم ، الوقت والفضاء لاقياس له يمتد ليشمل حسابات غير مضبوطة ، بسبب حجم الطاقة وقوة الحرارة الخارجية ، التي تتحول إلى طاقة كهربائية حركية تحميه من المخاطر إذا استخدم جهاز الرقابة ووسائل التحكم عن بعد لمواجهة الكوارث وتأمين مستقبله ، بالحفاظ على قانون الجاذبية الذي ينهار نتيجة الاحتباس الحراري وانفجار ينابيع المياه.

قد نخلص إلى أن نظام الحياة بني على نظام العقاب من الطفرة الأولى، أو أن الإنسان وجد بشكل غامض و حكم عليه بالأشغال بعدما عارض قوانين الطاعة ، وربما كانت الأوامر لإنطلاق عملية التجربة.


الامبريالية الرأسمالية والاشتراكية الرأسمالية فكرتان متناقضتان ، الأولى تجعل من المكاسب والمصالح هدفها الأول والثانية تدعم اليد العاملة والتشغيل العام في منهجيتها ، إلا أن التنافس والسباق وصل لذروة يختلف فيها النفاق مع الذكاء، لأن الشعبية توازي الخدمات ، والمساحة تعكس مدى قوة الفكرة وهيمنتها وحمايتها لمؤيديها ، بحيث يظل لديهم متنفس وهواء نقي يساعد على الانتعاش.

القتال اليوم لم يعد حكرا على من يستحوذ على أسلحة الدمار الشامل، بل على من يمتلك الأسلحة التكنولوجية المتطورة والسريعة الداعمة لأمن الدولة وزعامة الحقيقة وهيئات التقصي والاستطلاعات ، لا المغالطات والاديولوجيات الهدامة التي تزرع الخبث والمكر والمكائد ، مراقبة الحياة العامة وأمن الحدود لمكافحة الإرهاب وظاهرة التجسس ، والتحقيق في الجرائم وخروقات القانون والعصابات ، مسؤوليات ضباط الدولة وقوات الدفاع المدني والمخابرات الداخلية والخارجية،  التي تجابه التهديدات الدافعة للركود والجمود ، فتح الأسواق بالاستثمار والمشاريع حق لكل الشعوب ، والسياحة وجه ثقافي وأمني يعبر عن الأرضية والانفتاح والفرص والعلاقات . الصندوق المالي لايمكن أن يهيمن فقط على البنوك والتشابك والأزمات ، التنظيم والنظام وحسن التسيير هو من يملك حق زعامة العالم.   


لافائدة في التكوز لأن تحديد الصنف وتصنيف الجد هو الأساس في الإعمار.  والفلاح الصادق هو علامة الجودة والمصداقية داخل كل الأمم للخروج من السوق السوداء والحرب التجارية ، دخولا في الاقتصاد العلمي الحريص على عدم كسر الزجاج وعلى الرعاية الصحية النظيفة ، لبناء جسر يتحاور فيه العلماء ، بعيدا عن الحروب الأهلية والدكتاتورية الجائعة ، والأنانية الإستعبادية التي تنبذ التعايش ولاتحب الخير للجميع.

طموح وترقب البشر للنجاح يقتضي الإقلاع عن العناد والغرور والضغينة ، والصراعات الذاتية التي أضحت صراعات عالمية، والحل أن يكون هناك اتفاق بين كل الأطراف وأن لايخون أحد رفيقه لأنه يكون بذلك قد خان القضية.

 


    

الأحد، 30 يونيو 2024

السلام العالمي





التقارير تظهر أن السلام له علاقة بنسبة الوعي ومدى صدق السلوكيات في التعامل والتعايش ، وتفعيل الديمقراطية واحترام الحريات ، المشعل لايحمله إلا القادة المثاليون الذين يقابلون العدوان بالمحبة ، والتفرقة بالوحدة ، والأخطاء بالحقيقة ، ويقابلون اليأس بالأمل ، والشك بالإيمان ، والحزن بالفرح ، والظلام بالنور.

المجتمع الصالح الذي يشتغل داخل منظومة العالم النظيف، يصل إلى النتائج الداعمة للخير مع الجميع، ولايكون ذلك إلا من خلال الإنسجام والتناسق والإندماج الذكي، واستغلال الوسائل المتطورة في التواصل والاتصالات، نحو بناء جسور قوية متبادلة تعتمد على حوار الثقافات المتعددة والمتنوعة ، الكراهية التي تتحكم فيها جينات الشر تشكل حاجزا للتقدم والسمو في الكون ، وتظل عائقا للنفوس ومدى ارتباطها بالمبادئ والعلم ، المردة هم الأضعف أمام العلماء.

الديكتاتورية هي إرادة قوية في المواجهة ، لكنها بدون فائدة، لأن التراب دائما يطفئ النار، هذه المعادلة النسبية والمتناقضة في الحساب تبين أن المجال لاقياس له ، وأن الغلبة والقوة للأدلة والبراهين مقابل المتاهات ، ولرفاهية الإنسان عوض الحروب والإستنزافات.

محاربة الركود العلمي والدعم ، هو مايدفع العجلة إلى النمو عن طريق الإنتماء إلى مجموعات الفريق ، وهو مايضمن الإستقرار الاقتصادي في المنطقة ، لأن إتخاذ الإجراءات العاجلة هو مايعكس حسن التدبير والمسار ورقابة الأموال والثروات ، مما يقلل التوترات و التعدي على الحقوق والواجبات ، وهذا ماينوط بمهمة الأمن الذي يكون له الأثر في تشجيع الإستثمارات والانفتاح على العالم عبر المواقع المهمة المطلة على البحار والمحيطات الغنية، الدافعة إلى تنشيط السياحة واستقطاب السياح . والإهتمام بالإصلاحات لقطاعات البنية التحتية له دور بالغ الأهمية في تعزيز تأثير الهندسة الطبوغرافية والمعمارية لكل بلاد العالم ، لكي ينحسر الفرق الواضح بين الدول المجتهدة والكسولة ، ويقل النهب في ميزان البنوك بالملاحظات ، وتستغل الفرص الناجحة، لايمكن الإشتغال بوسائل قديمة ولانمطية مملة ، أوتغييب الإحداثيات لعدم تطبيق مقياس ثلاثية أبعاد الموقع، وتقليص الرواتب والأجور الشئ الذي يدعو للحيرة والاندهاش، ويساهم في تطبيع العشوائية. قيادة العالم مبنية على الابتكار والتجديد، والاكتشاف والارتقاء، والمعرفة والمهارات.

القرارات الصميمية يصبح فيها العدل والحق، عملتان لوجه واحد من أجل إختيار العلاقات الوطيدة ، والتحالفات القوية المهتمة بشؤون شعوبها ، لاوجود لدولة مدنية بدون شعب قوي وخلوق ، يعرف جيدا قيمة مؤهلاته الطبيعية، ويحترم الاختلاف بالتكاتف والتعاون .

المواطن الموثوق والواثق بنفسه هو ربح للتعددية السياسية ولأي نظام سياسي ، لكن الخطة توجب مكافحة المجاعات، وإبعاد الصراعات  وكل المسببات المثيرة لانفعاله وتدريبه على التصدي لتراكمات القلق.

توحيد الشعب داخل الدولة بالإئتلاف والتوافق والإتحاد المستمر والترابط الإنساني ، وبرؤية استقلالية الدول والمناصب ، يقرر فيها التحكيم الدولي بنزاهة ومصداقية وشفافية الخطاب للجمهور، دون الرجوع للأفكار السياسية الخارجية المتحكم فيها بالاختراق ، مما يخلق الجدال في الأراء ويمنع الوصول لأية نتيجة تضمن أعمال القانون وسلطته وهنا أدعو الشعب الأمريكي إلى توخي الحذر أثناء الإقتراع، لأن الأهم مافي الموضوع هو إنجاح العملية الإنتخابية في وئام و سلام مشروط ، يركز على القضايا الرئيسية الشاغلة للرأي العام  وتتبع إحصائياته ، حتى لاتعم الفوضى ويخرج الوضع إلى التفكك.

تصويب الإتجاه هو الهدف الأسمى، المعطيات أصبحت تشير في الميدان إلى عدم رضى الأطراف ، وهذا مايشكل صعوبة في تسطير المسافة ، وتحديد الحدود الذكية التي تبطل أي إنتهاك أو تخفف من حدته ومن أثاره الكارثية.   

أمريكا وروسيا كتلتين لابد من جلوسهما على طاولة الحوار، للتفاهم الجاد ومعالجة الملفات ، من منطلق الأبحاث والحلول الجذرية.

 

          

الخميس، 20 يونيو 2024

إستراتيجية العمل




الترابط العائلي والشعبي هو مربط الفرس ومنبع القوة للوصول لأي هدف ، والإبتعاد عن النوايا الخبيثة والسلبية الجاحدة التي يكتسبها الأشخاص كنوع من التشاؤم أو التذمر من الواقع وعدم الرضى، هي الصفات المنعكسة على التصرفات والأفعال البذيئة، والتي يكون سببها الرئيسى هو الأوهام والخرافات ، وغياب التربية الحقيقية والوعي، لأن المدنية والحضارة مرتبطة بفك العزلة، وتسطير المجتمعات الفاعلة والناشطة، داخل نسق حقوقي وقانوني يحكم جميع الإختلافات والإختلالات الناجمة عن سوء الفهم و الاعتراف بحرية الآخر وحقه في العيش ، ومدى احترامه للنظام والبيئة.


وإن كنا لاندرك مسطرة القوانين، والمعايير المتفق عليها في قياس الرسوم و التصاميم الهندسية، لتحديد شكل أي بقعة في العالم ، بما لايدعو للشك أو النزاع ، من خلال المعلومات واللغة المعبرة عنها، و المصنوعة أولا بتقارير الدستور و بنوذه الداخلية ، ومدى الاتحاد في صناعة القرارات ، ليظهر الحجم ومستوى طاقة الاستيعاب، والتحكم في الهدر والإستنزاف و الإنفلات الأمني، فإن الأوضاع ومحاولات السلام تؤول للفشل ، ويغيب عنها الهدوء وتكثر الصراعات والسجالات والمصالح. 

    
الرقي الإنساني والفخر بالهوية والنماء، له علاقة وطيدة بالعطاء والعمل والسلم ، والعدو واحد في كل العالم يدعي الهيمنة وهو جبان ، يخشى التماسك والتشابك ليزرع الإشتباكات والخصومات ، فلا تتركوا له المجال بالتصادمات غير النافعة ، لكل فرد همه ولكن لكل مشكل حل. 

المسلمون والمسيحيون واليهود إخوة ، ونحن الأمازيغ مدرسة للأمم ، ومشعل للكرم والرخاء.


تغيير العقليات والكفاءات هي من يحارب العشوائية، ويسطر قيمة الموارد ، بالإعتماد على المنهجية الواضحة في التسيير، دون التركيز على اتجاهات الطرق ، إن كان الاتجاه واحد يخدم القرارات المالية ، والذي يصوب نحو الدقة والثبات والإدارة الحكيمة ، بتضخيم الإستثمارات أو الإعتمادات اللازمة لتنفيذ المشاريع والخطط ، أهل الإختصاص أدرى بشعوبها ومدى احتياجاتهم . 

خدمة الأوطان واجبة بالقلب وبالتفاني والاجتهاد لا بالاستحواذ والسيطرة وخلق الصعوبات .


الإدارة والتسويق والإنتاج لتحقيق النجاح ، كفيل لإظهار الطاقات وتقييم النتائج داخل أي كيان ، وإذا كانت المصلحة مرتبطة بالمخاطرة ، فلابد أن تكون الثقة متوغلة في الأمم ، لبناء أي جسر يحاور أي ضفة ، لايمكن الجزم بالتكامل والتبادل ، إلا من خلال القيادات المنسجمة في العالم.
محاربة أي أسطول لاتكفي فيه الإمكانيات ، لأن إستراتيجة العمل أهم من الإنتصار أو الهزيمة، 
الرسالة من يخدم الإنسانية ويدافع عنها.


وحيثما كانت الفرص والتهديدات الخارجية ، من يحدد  الأنشطة التي يجب منع تنفيذها وأدائها للدخول إلى الأسواق العالمية بالتنافس ، تكون النتيجة إنشاء سوق عالمية مشتركة تضخ فيها الأرباح والمنتجات ، وتحرك فيها قيمة السلع ونوعيتها ، متى خلقت هذه السوق تقدمت عجلة الارض نحو التطور وصنع عالم جديد مضيء ، يعتمد على العلم والإبداع وفن الحوار.



   

الخميس، 13 يونيو 2024

الخريطة

 




لسنا ضد أي عرق أوإنسان شرط أن يكون منتجا ومفيدا ونشيط ، لايمكن أن يركن في الهامش وينطوي بنفسه أو يعيش في الكسل ، فلاشيء مستحيل إن كان لديه من الطموح والشجاعة مايكفي ، لأن الإنسان جبل على خدمة وإعمار الأرض وليس العكس.

الكسل سلوك سيء يعبر عن حب الراحة والتواكل، وانعدام الإرادة وعدم بذل أي مجهود، لضعف الثقة بالنفس والتقدير الذاتي وفقدان الاهتمام والمعرفة ، ما يجعل منه شخصا عاطلا وبليد ، لايشتغل ولا يحب الازدهار والتقدم ، وقد أشارت الدراسات أن السلبية تولد التشتيت وعدم التركيز، بسبب نقص الدوبامين، وهي المادة المسؤولة عن الاحساس بالفرح والسرور، الشيء الذي يمنعه من إدراك المخاطر، ويورثه  الاتكال على الغير والتسويف والنفاق .

المثابرة والإصرار والتفاعل، والتحفيز والتدريب والتواصل الجاد ، عوض التقاعس خير من دعم الحركات ، التي لانعلم مصادر تمويلها ، والتي تولد عجزا في ميزان المدفوعات ، نتيجة زيادة المصروفات عن الإيرادات وزيادة قيمة الواردات عن قيمة الصادرات.
الإيمان بأية قضية ، يوجب العمل من الداخل وبالوضوح، عبر الانخراط في صناديق الاقتراع بالاقتناع ،وحب الخير للجميع ، لكن الاستهلاك عندما يفوق التقدير، يختل ميزان الخريطة، ويدفعها للهلاك ، خاصة إن كانت الهجرة تنشر الكسالى والمافيات.


إن الاعتماد على التكهنات والتوقعات ، لايوصل إلى أي نبأ حقيقي ، أمام التغيرات المناخية والتقلبات في السوق ، لأن السيطرة على ثروة الأرض وثمارها ، مقابل التحكم والاحتكار لاعلاقة له بالسياسة والحكامة، المراقبون والملاحظون للأوضاع يحذرون من تفشي الأوبئة والجفاف ، ندرة المياه هي الكارثة الحقيقية التي تهدد الإنسانية وتخلق عدم التوازن. 

الصراعات والحروب تحطم الوضع الاقتصادي والاجتماعي لأي بلد، وتساهم في الاعتداء على الحقوق باستخدام العنف ، ممايؤثر على مقياس الذكاء ومستوى العيش داخل البيئة الصحية السليمة ، وفي المقابل يظهر أن التكتيكات مبنية على الكمائن لإفشال أي سلطة وتحطيم جودة الحياة.
علماء الاقتصاد يربطون التنمية اليوم بالتهديدات وتفويض الحريات ، بعد كل عمليات النهب التي وقعت.


انطلاقا من غابة بياوفيجا والاتفاقيات التي حصلت فيها، والشركات الصورية التي تأسست لتطهير أراضي الغابات، ثم المخالفات التي تسببت في التدهور البيئي، وانقراض أصناف عديدة من الحيوانات النافعة والغنية في العديد من الدول،  مرورا بمدغشقر التي تعاني من استنزاف الثروة، وإغلاق صنبور المياه المفضي للمجاعة، وصولا إلى أوروبا التي كان من الواجب عليها الاستناد على القواعد العلمية الثابتة  للخروج من أي أزمة، عوض صعود أصوات المتطرفين والمنشقين من التطرف، هؤلاء أفضع في التسيير وفي تدبير الشأن العام، لأنهم يفرقون أكثر مما يجمعون، ويستحوذون على كل الأذواق والنكهات.


تشغيل الشباب والطاقات هو الهدف الأهم، والاستثمار في الفلاحة والتعليم، هو من يخلق الوعي والثبات ، إن كانت الأخلاق مرتبطة بنشر الخير والفائدة.

الحصيلة أن قوة العالم الرقمي والتكنولوجيا هي من يجعل حرية التعبير قادرة على  التعديل والتغيير عن طريق تسليط الضوء على الحقائق و التنسيق ، وأن القناعة كنز لايفنى ، بدل الجشع في أكل الأخضر واليابس.

 


الاثنين، 3 يونيو 2024

الاقتصاد العالمي

 




المنافسة والشراكة في النزعات ، هي الدافع وراء التحكم في سلة الاقتصاد ، لأن عدم احترام الثقافات هو السبب وراء ذلك والذي ينبثق منه توطين الدكتاتوريات، وتحويط العقليات المتاجرة والمتحجرة ، التي لاتقبل الرأي الآخر والاشتغال ضمن فريق العمل، الهدف واضح جدا هو الثروات.

الاعتراف بالوجود  مطلب طويل الأمد وبعيد الغاية، لكن حله ليس صعب، لو اجتمت الأطراف المتخاصمة، ونبذت العنصرية. 

المشكل دائما يكون له مركز للظلم، يغطي على الأحداث، ويكره العلم والعلماء، لأنهم هم من أناروا الطريق للعالم ، وهم من زرع الورود عوض الاشواك .

 هناك فرقتين تتعاركان في كل البقاع، واحدة تأخذ والثانية تعطي ،والتحديد قد يكون صعب ، لأن المساحة أكبر من الساحة ومن عدد المشاغبين والمحرفين، هنا يأتي دور الرقيب والمشرفين.

من قبل كان الفصيل المنشق، هو الوازع وراء تحصين الإنسانية من الإقتتال ، وكان حصول المؤلفة قلوبهم على نصيب من مال الزكاة مشروعا، لكي لايريدوا في الأرض الخراب، لكن اليوم أصبح الاستثمار في الدين شريعة ،والحصول على الكنز مرادفا ومرافقا للحرام، أينما وجد الحرام هناك كنز.

 أموال الزكاة وحدها بكل مداخيلها قادرة على إنقاذ العالم من المجاعات وضمان الأمن والغذاء العالمي، وهو الحل للاستقرار والسلام .
الدعم الكبير المنتج والمرتبط بالدول، يكون من خلال القيادات الحكيمة لوزارات الدفاع، وليس الفصائل التي تشعل الفتائل، وتنزل بالاقتصاد إلى المراتب المتدنية، لأنها تحتكر السوق، وتستحوذ على الأبناك، ولأن سعر البورصة أصبح رهينا بالمضاربات داخل الأسواق، ولايهتم بمداخيل التعاون والتجارة الدولية، بذلك الإنتاج سيتضاءل إن غلبت الواردات الصادرات ،ولم تشغل اليد العاملة، وتستغل في بناء جسور الازدهار .
الصناعة كان لابد أن تشحن بالتكنولوجيا الحديثة والمتطورة ، عوض الجلوس فيها كضيوف.
 
حسن النية والثقة والبرمجة هي الأساس، والمنفذ لجميع الحلول، عوض الحرب النفسية ،التي يخوضها من لاضمير له على العالم كله، إرضاءا لمصلحته وجشعه وكذبه على الجميع، فقد تعود على الرفاهية والاستعباد، وعندما أحس بقليل من الندرة ، غير الاتجاه نحو السيطرة ، التواصل خير من الاعتقالات، والتعايش يوقف أي غزو ، ولايمكن للجواسيس المخربين أن يوقعوا بين زعماء العالم ، ليقتتلوا فئة بأخرى وتدفع الشعوب الثمن، الجلوس على طاولة الحوار هي المقصد المستعجل.  

الخميس، 23 مايو 2024

الاتحاد



الريف الساطع رغم كيد الكائدين وحسد الحاسدين وأعمال الشياطين ، سيظل الرقم الأول والأصلي، لمايزخر به من مقومات ومؤهلات ، تجعل منه قطبا يحتذى به عبر التاريخ وممر الكرام.


لسنا جئنا من فراغ ولا نقم ، لأن النعم أقوى من النغمات وعزف الرعاة على النايات ، لنقش قصص وحكايات في البراري والشرفات ، وفي السنبلات وقمح السنوات، فعشقنا يفوق لوحة أو مجرد خارطة الذكريات ، تلوح في الأفق و الشذى والسرديات ، عكس مايروج للأذى والصبيانيات .


الثروة التي في أرضنا أشد قوة وأغنى بالوحدة    والإمكانيات، والشباب هو العملة الصعبة التي فاقت كل التوقعات، حرارة النفس والشجاعة،  هي بصمة الريف في الأزمات، والسير قدما على نهج الأسلاف في المحن والنكبات.


أدعوكم أيها الريفيبون الصادقون في جميع أركان العالم، أن توحدوا صفكم ، واتركوا الخلافات ، فقد حان وقت حل جميع النزاعات ، أما المجرمين ولو أنهم يعيشون في الركنات بينكم ، إلا أن دهاء الريفي لايخلفه وعد ولايغيره رعد ، من منكم لم يدرس عن حرب العصابات ، ولم يقرأ كتب الهوية ، فهي ليست هواية من الهوايات أو مضيعة للأوقات ،  لأن الشاي على طاولة الحلويات ، مهووس بالعشق للإنسان والحق في الحياة.


التنسيقيات التي يقوم بها أعداء الريف والمخبرون ، لنهب الريف هي فاشلة ، لأن لاهم لهم سوى ملئ بطونهم وتحسين أوضاعهم المادية ، في حين تجدهم يعانون الويلات إجتماعيا ومن الشتات ، يغيب عنهم التماسك والتضامن ، بسبب الطمع والنزوات .


إن قوتنا في الثقة بيننا ، وحب الخير لبعضنا ، أما عمن ينبذنا فهو لامحال وكر من المخططات البذيئة ، التي لامحل لها ولاإعراب .

رائحة الأقحوان أرقى وأحلى.
  
  


السبت، 18 مايو 2024

أمريكا العظمى ( الجزء الثاني)



لكي يشخص الطبيب المرض بشكل جيد،  لابد أن يصل إلى موقع الخطر بدقة، ويضبط ذرة الألم من الداخل، والأسباب التي جعلت منه يتوغل في المساحة ، قد يأخذ منه ذلك وقتا ومجهودا كبيرا، لكن إن كان ذكيا ومميزا سيجعل منه في خبر كان ، وسينعش الحياة للمريض ولكل البشرية في العالم.


المدققون والمحققون في مواقع التواصل الإجتماعي ، وأصحاب الاختصاص والمراقبون ، يعلمون جيدا أن هناك أشخاصا يلعبون على الأحبال الصوتية ،ويحرفون الحقيقة، ليس كل مايظهر في الساحة حقيقي، وله هدف معين لأن الخيوط كثيرة ومعقدة ، هناك من يدفع أجره قبل الخروج، وهناك من غير الأدلة والإثباتات، ليلعب على العقول ويستمر في النهب ،ومن يتشفى وراء الستار ويضحك على البشر ، لكن ماهو فضيع أن يتم غواية السياسة والسياسيين، لكي لايقوموا بواجبهم الجاد، الاستطلاع يظهر أن البشر يعيشون بالمشاكل وفي المشاكل يسترزقون.


وعندما لايتم الصفح والعفو عن أصحاب الرأي والأصوات، يكون الصلح غائبا عن أجندات التاريخ والرغبة في الإصلاح، ومذكرات الأولين الذين دافعوا عن حقهم في العيش ، رغم المؤامرات والمكائد التي أرادت أن تضرب فئة بفئة أخرى، لمصلحتها الخاصة ، وتصنع فخا ذهب ضحيتها الآلاف ، لم يكونوا يعلمون أنهم أقحموا في حرب ، لاهدف لها سوى تثبيت الأوامر، في غياب تام لآحترام الديمقراطية ، والرأي والحق الآخر.


ليس دائما يكون سبب الخراب هو الشعب بأكمله ، ولكن التنافس على المناصب من بعض الأحزاب الفاسدة ، هي من دفعت الأمور للهلاك. الإنسانية من ينشر الرخاء والازدهار والحكمة ، والسمو ويوحد الأقوام رغم الاختلافات.


أمريكا صنعت هبة وعلما ينتفع به ، من خلال شعبها القوي وعلمائها وصناع القرار فيها ، لتبقى جميع الدول تلاميذ عندها، لايمكن أن يخرجوا عن منهجيتها ، سوى إن كانت دولهم تعاني من الانقسامات والتشتت ، وتزرع الجدال الذي لانفع فيه ولافائدة، لأن القانون الدولي هو من يحسم الأمر.


لقد أصبح العالم اليوم يواجه الملل وارتفاع الأسعار، ومذهولا بالأحداث المرعبة التي يشاهدها يوميا، بل كل ساعة ودقيقة، وكأن البورصة العالمية مرتبطة بالاقتصاد البشري ،عوض الاقتصاد السياسي الذي يمتلك زمام القوانين والقواعد، ولايمكن أن يستمر الوضع في الخروج عن السيطرة.


لماذا تحتكر دول الخليج على الثروة وتكدسها ، دون تعاون مع الأطراف الأخرى ، ولماذا هي دول غنية جدا بامتياز ولاتحاول تنظيم الأوضاع العربية ، على الأقل لانعود نسمع عن الانشقاقات في الصفوف ، وكثرة الفرق والجماعات الصاخبة، التي تعتبر نفسها أحق بالقيادة لتحكم الصناديق، يدعون أنهم خلفاء في الأرض أوأئمة ، رغم أن الزمن كشف عن المستور، يدخلون في المعارك وهم في الأصل زرع واحد، متوغل وغير أهل بالثقة.


الأهم في الموضوع هو قدرة الإنسان كيفما كان نوعه ، أن يتحدث لغة أخرى غير لغته، ويحادث بها إنسانا آخر ليتعلم منه أشياء أخرى، ويستفيد من ثقافته وعلمه، لأن اللسان هو العضو المهم الذي له علاقة بالمعدة والعقل، والذي يجعل من الصوت وسيلة لصناعة عالم ذكي.