سناء لمحمدي القمري

حديث في السياسة








الفساد العميق هو سبب الانقسام داخل الأحزاب السياسية, منهم من يعتمد السياسة للاسترزاق وملء الخزينة، ومنهم من ليست له الكفاءة في التدبير وحسن التسيير، وكما يوجد الإصلاح يوجد من يحب الردم فقط، بسبب الفشل والأنانية والحقد والحسد وأشياء أخرى دفينة، منها الكذب والخداع وتبني الوعد الفاسد والتواطؤ مع المفسدين وناهبي المال، الذين يدعمون مافيا التهجير مثلا أو الحشيش٠

الجينات تتلوث بالضغينة والجهل والتجاهل وآنعدام الحب للآخر والإستغلال، ليصبح الوضع أكثر من كارثي لايحدده مصير واضح ولا منهجية حكيمة، لأن طبيعة الإنسان وتركيبته معقدة جدا، ومبنية على النزاع وعلى الهجوم والدفاع بين بني البشر، هذا هو منبع الفساد والسبب الرئيسي في إفتقاد التربية، وبالتالي تكون اللغة شبه مقصية، والحوار منعدم أمام تعدد اللغات وسيطرة القمع أثناء المطالبة بأي حق، وقد تؤول النتائج إلى مزيد من التعقيد، إذا استخدم المستمع أسلوب الصيد وإخراج السموم، حيث يقع التنافر وتعليق الأمور للضفر بأكبر الحصص، أو الطمع في الاتكالية والتخلي عن المسؤولية٠

المشاريع التي غايتها التنافس وآحتكار السوق، وآحتقار الأطراف الفاعلة و السياسية والتاريخية أو الشخصيات الخلاقة والمنتجة، لايمكن أن تكون مربحة تماما، لأنها تكاد تكون حربية أكثر من نفعية، والأنظمة الإسلامية لايمكن أن يطلق عليها إسم الأحزاب الإسلامية، لأنها ماتزال غارقة في الجاهلية، وبما أن لها صيت في ساحة المعركة، وفي الثورة المضادة داخل الحركات الشعبية، فإن الغاية الكبرى هنا هي التخريب والتحريف والتضليل والسيطرة٠

حديث في السياسة

 




عندما تكثر الثرثرة وينتشر الازدحام في الكلام، وبعد مضي عقد من الخصام والجدل والنقاش الذميم الذي لايخدم أي نوع من التقدم، بل فقط يساوم ويبتز ويعيد المنحنى إلى عهد الاستعباد والاستغلال والذل، ليغوص في مستنقع الذباب والوساخة والغش والكذب، محاولا ترويض الحقيقة المعتمدة على أخبار المخبرين العدوانيين، الذين ينشرون خطاب الكراهية مقابل كومة من التبن، ويشككون في النوايا بكلمة هناك إن . هذه الاستراتيجية القديمة والرثة، لاتصنع لهم الهبة وإنما تجعل المستمع يشفق عليهم وعلى حضارتهم .

إن المستشار الذي يفرق أكثر مما يجمع، ويزرع فتائل الحروب الأهلية وخدامهم، ليأكل الخوخ وحده ويقصي الفقراء والمساكين، وكأنهم عصير طماطم ليضحك على العقول، ويستمر في تصديق كذبته التي تعطيه مزيدا من الرفاهية، لايمكن الوثوق فيه ولافي مناصريه، ممن ينتضرون الفرص السانحة للاصطياد. كفاكم مهزلة فنحن تعلمنا الصيد قبل وجودكم، وتعلمنا أخلاقيات التعامل مع الشبكة دون فتاويكم الركيكة الباهتة، التي اعتقدت أن المعارك هي أسلوب للحياة ومنبع للغنيمة.

في الوقت الذي يتطور فيه العالم ويزدهر فيه العلم والعلماء ، ويتحول من عالم متخلف إلى عالم رقمي وتكنولوجي  سريع لايمكن إدراكه ولا القبض عليه بالحديد، لأن هذا نهايته الزوال في سوق الشغل، مثله مثل كل الأدوات الحربية المدمرة، التي صنعت الفجوة في كوكب الارض، وبقيت الذرة تسيطر في تحولاته وتقلباته.

علة المنافقين



المنافقون هم من يصنعون الفوضى، ويبحثون عن الهفوات والأخطاء والزلات، عوض الجواهر و النعم، يتركون الفراغ ملتويا ويملؤون الأفواه والجيوب، دون احتساب قيمة الرأي والرأي الآخر، يشعرون بالرضى كلما زادت نرجيستهم وعيوبهم لأن لهم في الجدال مصلحة، وهذه قمة الدكتاتورية داخل الهرم الاصطناعي وقمة الجاهلية.

موارد بيت مال المسلمين متعددة جدا، لو طبقت منهجيتها الحقيقية، لأصبح العالم العربي متماسكا ومتعاونا ومتضامنا ومنفتحا وراقيا ومتقدما ،بنفس التقدم الذي يطمحون له عند هجرة الأوطان، وحده هذا العالم يعاني الويلات والعقبات والأزمات ،فالعيب داخل مراكز صناعة القرارات. وللأسف تغيرت فيها المفاهيم الفقهية والتفسيرات كذلك، وتم تحريف المعاني مع الاحتفاظ بالأصول والمقدسات، وتوقف العلم عند الغرامات والضرائب، ممازاد الوضع حيرة وتعسف واحتكار.

العلة موجودة في طريقة توزيع الغلة، والأرض قد تعطيك الثمار بالدعم والعناية، ولكن لن تعطيك قيمة الذات إن كان الفلاح مقهورا ومضغوطا على أمره وغابت الأخلاق في الاقتصاد السياسي ،بانتشار الريع والاستغلال وتمركز الثروة في أيدي الأباطرة، دون التفكير في السوق المدنية والتي ستندثر اليوم في أسواق الأسهم والبورصة.

انعدام تشجيع الكفاءات هو النفاق المعادي للنجاح، تجده يحقد  وهو في الأصل لايضر سوى نفسه ،لأن القوة في استثمار هذه الإمكانيات ،والنهضة عدو للانكماش.
الابتكار نقيض الغش والكذب وخيانة الأمانة، لأن الهدف لايكون فقط الحصول على الأعمال بعد الدراسة، بل لابد من تأكيد أهمية  البحث العلمي والتطور الميداني، فالنظريات أصبحت غير كافية إن لم تكن غير مجدية.

الشبكة العنكبوتية

 



هناك اختلال في نضام الكون والقيم والعدالة وفي التوزيع الحقيقي للثروة ،فبعد وصول العلماء لكل هذه النتائج التي تحمي الإنسانية ووجود كل تلك الإحتياطات والصناعات العلمية التي تخدم البشرية ،مازال لغز الكون غامضا ولايملك مفاتيحه أحد مما يجعل الوضع يزيد تأزما خاصة مع انتشار الإشاعات وترويج الأخبار الكاذبة ونقلها بأساليب مقيتة، ومع قلة الوعي يكثر الجحود بالأحداث، ولايمكن للعقل الفارغ تقبلها ولاتفسيرها الصحيح بعد توهان الطريق الحقيقي منهم، هل استطاعو معرفة أثر واتجاه وممر أب البشرية بالاجتهاد ، كل الأجناس لديها مشاكل داخلية وخارجية ، ولكن الأزمات السياسية هي الأكثر توهجا وتأثيرا في المجتمع باعتبار ذلك العقد الذي يربط المواطن بالدولة، والذي لابد أن يوطد العدل والمساواة والديمقراطية وإعطاء الحق المقابل للواجب دون زيادة ولانقصان.


حين نجد حسابات داخل مواقع التواصل تربط المجموعات بالشخصيات الهدامة، وتشتغل في الساحة بنية مجهولة لايمكن معرفة حقيقتها ولادليلها بالصراخ، تلعب دور الضحية وهي في الأصل تبحث عن الأرباح دون احتساب الخسارة, وعندما تكثر النميمة تغير مجرى الامور، تشعل الدمار وتعكر صفو القلوب بتخاصم الأطراف و لايمكن الحكم إلا بعد تصفية المياه والاستقصاء، الذي يظهر فيما بعد حجم الشبهة التي تحوم على مصادر التمويل وعلى التأسيسات لتلك التجمعات، لأن التظاهر المحمي بالقانون عكس التجمع، فهو يحمي الحرية والتحاور وطاولة الحوار والوصول للأهداف، أما التجمعات غير الواضحة المعالم فهي مضللة وداعمة للمبني للمجهول.


السلام ليس فقط تحية المسلم، بل لابد أن يمتحن ويظهر في شخصه وتعامله بنفس ما جاء به الاسلام، لأن هذا الدين يساوي المعاملة وحصانة اللسان والتعايش، لعب دور المراقب هو المهم في كل مايحصل لتجنب الكوارث، عوض التدخلات الضعيفة والمسيئة التي تشحن ولاتصل لأي حل.

ثقافة الهوية





يتبجحون في ترميم الثقافات التي لقيت إهمالا طويل المدى، ولم يعد لها أي صدى في التغني ولا الشعر ولا الفنون، لأن الهدف الرئيسي هو العمل الجاد مع وحدة الفريق الذي تفرق بسبب الطموحات البينية والنفعية القارة.

التواصل الإجتماعي أصبح متجسسا عليه من المرتزقة وبعض الأحزاب الهزيلة، التي تشعبت في العالم الثالث، والتي تستغل سذاجة الشعب من أجل لم الأصوات أو النفخ في المظهر والصورة، لتلميعها بعد سقوطهم من أعلى الدرج.

الخصوصيات اليوم لابد أن يحميها القانون والإدارة، ولايتعدى حدودها الصعاليك، حيث لايكفي التزين بملحفة الممثل من أجل إستثمار الأحداث في الدراما السياسية، وقد لاحظنا عدد الأفلام السياسية الفاشلة في الريف العريق.

الأبحاث الحقيقية لابد أن تلمس البنية التحتية والأساس القويم، فتزيح الغبار الغليظ أولا ،وتنبش في الخبايا وماوراء الأخبار المكررة. 

لايمكن أن تنجح أية أمة إن لم تفتخر بذاتها وتظهر إمكانياتها الحقيقية ومواردها، وأخفت عدوانها كما يخفيه الثعلب في آصطياد الفريسة.

لابد أن يفرق الجمهور الناشئ بين ماهو ديني وبين ماهو ثقافي، ولايتم الخلط بين ماهو فكري وبين ماهو جيني محض، ،لكي لايصارع المنبع الذي ينقلب تيارا جارفا ويرططم بالواقع والطبيعة، التي ترفض دائما الإعوجاج وتحاكي الهضاب والجبال والتاريخ و القصص.

القلب النابض بالحياة لايمكن أن يكره، ولا يسيطر على المكان والقلوب المليئة  بالأحقاد ليحارب الجذور, صعب جدا إلقاء اللوم على الآخرين دون حب للعمل .

في آخر المطاف تجد وفرة المتطفلين في كل الميادين وآنعدام الكفاءة أو ضعفها, وتوجيه هذا النوع من البشر بكل طباعه وسلوكياته الخاطئة ونواياه في خدمة نفسه أولا ، دون محاولة للاجتهاد أو إبداء الرأي، كيف لمجتمعات أن تتقدم وكل من تراه في الواجهة هو سليل الجبهة الاستخبارية ، أخرجوا من هذه المتاهة ليتوضح الازدهار.

في الكثير من القرى مازال صنبور الماء جافا وآشتد الحر هناك، لم يلتفت أي من أولئك المليارديرات السياسيين لخدمة الساكنة، ولم يستثمر قواه في تطهير أمواله، همهم الوحيد هو الحديث في الهوية وتلاقح الأديان، رغم أن لكل دين خصائصه ولكل ثقافة حق.

حديث في السياسة





تراهم يجتمعون على طاولة النقاش وتبادل الأفكار المملة في خطاباتهم الإعلامية، ويستغلون الفرص للتعبير عن شعورهم بالحاجة إلى الظهور والأضواء، وحين ترغب في جمع تلك الكلمات في مذكرتك، لاتجد سوى التراكمات وماغض عنه البصر من زمان بعيد أجلوا إصلاحه، هذا هو  حالهم باستمرار فهل بلغ بهم العجز إلى هذا الحد.

لاوجود للتفاهم والتفاوض أمام غياب الشباب والواقعية والدعم والمساندة، ولايمكن أن يغالب الزمن البئيس الحداثة والتطور ، وللأسف الشديد الإنسان ينعم بالكثير من النعم لأنه المخلوق المتحضر الأول في هذا الكون، ولكن لايمكنه الإستغناء عن الظواهر العلمية التي كرم بها ليعيش عزيزا غير ذليل إلا أنه تهاون وأغمض عينيه وتكبر، ولم يطمح إلى إدراك النجوم التي تضيء له المكان، تصوروا معي كوكبا دون إنارة ولاضوء هل سيضل الوضع على ماهو عليه، ورغم كل شيء إدفع بالتي هي أحسن دون ضعف ولا مهانة، وآجتهد كما آجتهد العلماء من قبل ليصنعوا لك وسائل الراحة ولايأكلك الذئاب.

الكره والمنافسة لايمكن أن يغلبا المقاومة ولا البطون المثقوبة التي تلتهم كل شيء، والمراهنة على الإنتخابات هو نوع من العقود المدنية التي ربطت بين الحاكم والمحكوم منذ عقود طويلة، إلا أنها لم تقدر الوقت الثمين ولم تحارب التكرار والملل، إضافة إلى عدم خلط المعاني والحوارات، لأن المدرسة القانونية تجنبنا الكثير من الكبائر والذنوب، أهمها معاقبة المجرمين كيفما كانوا دون التحيز إلى الروابط أو المصالح والهبات، ومن البعيد جدا السيطرة على أية أرباح دونية، تدعم الترهيب والتنكيل والخلافات وتصنيف الأموال الدخيلة على ظهر الحركات التحررية في العالم كله والمدعومة من صناديق بيت المال، فلم يعد ممكنا تزوير الحقيقة أوإخفاؤها.

في الوقت الذي يتشابك فيه الوضع ويتأزم ويسيطر فيه العنف، من سيحمل المبادرة ليعيد الحياة التي ضاعت منذ لحضات، وهي في الأصل ليست سوى ثانية. 


حديث في السياسة




مضحك جدا أن ترى عديمي الأخلاق، يتناضرون ويتباهون بالإنتماءات السياسية،  والعراك والإهمال وصل إلى الهاوية، ليس من الجديد هذا ولكنه تمدد وتوحل في براكين الهمزات والسكرات، وكأن الزمن يصارع الرقابة أو أنه يتوارى عنها، هل أصبح الحديث في السياسة مربحا لهذا الحد ويتاجر بالقضايا الرهينة أو السابقة، وهل أصبحوا يتلذذون بأكلة الأخطبوط.

الإنسان إذا نسي نفسه وتاريخه، لابد أن يأتي عليه زمان ويستفيق من غفلة جيبه الممزق داخليا والمرفه خارجيا، لم يحب خياطته ولاترقيعه ،ليختلس الدريهمات على غرار خدام الفساد و التائهين على بطونهم، وليظهر وكأنه البطل الأسطوري الذي يحارب الشلالات التركية، ليضل المسلسل عويصا لاحل له، ويضل المتتبع مسلوب الإرادة مخدرا بالأحداث والأوهام.

القضايا الكبرى لايمكن أن يمسك بها الزنادقة وعديمي المروءة،  الذين تسللوا خلسة، وصعدوا السلم الإداري أو النقابي، ليطبع لهم ذلك المفتش الذي لايرى سوى المظاهر والبذلات والقمصان المرصعة والمزينة بالرمزيات الفتانة.


الهوة بين الشوارع والأزقة ليست ذلك الهندام التراثي أو القمعي المبتذل، كل شخص يمتثل لقناعاته الشخصية، وليس للشعارات الجذابة المخادعة، فإن كنت حقا مواطنا وطنيا تريد التعبير عن رأيك أيضا في ملفات بلادك، فلا تتعلم ولاتعلم  كيف تنهب وتسرق بآسم السياسة ،هذا أخطر ما في الموضوع.

في اليوم الذي ترى فيه الأخ يقاتل أخاه من أجل المال، وتغيب فيه المشاعر، التي هي أهم في العلاقات من التضامن على الطبخة والطباخ، وفي الزمن الذي ولو أننا ندرك أنه وقع ذلك من القدم، ولكن الفضيع في الأمر أنه مازال يقع اليوم في وجود رجال الدين وفي وجود التشريعات لاأحد يهتم، فكيف لغريب عن مضغة القلب أن يرابط الأقوام العربية الجشعة ،لأنه لسبب بسيط جدا أنه من تنصحه هو من ينقلب عليك عدوا.



أمريكا العظمى

دعونا نتحدث بسلاسة المنطق والحقيقة، أمريكا هي الدولة العظمى التي تبنت حرية التعبير، وهي المعلم الذي تكفل بالجميع، دون محسوبية ولارشوة أو فتن...