سناء لمحمدي القمري

حديث في السياسة

 

الغدر هو سبب الفشل من الأول، لأن التخطيط المحكم في تسيير شؤون أية إنتفاضة شعبية أو جماعية أو عرقية أو قومية وحتى اجتماعية، دائما يعزى إلى التبعية في القرارات والتنافس على الزعامات والقيادات واختلاف الجدالات في اللحضات الأخيرة من تقاسم الأدوار ،فيضيع كل شيء في رمشة عين.

الإجرام أصبح مسكوتا عنه والإنسان لم يعد يقدر قيمة الحرية والعمل، واللسان تحول عضوا قاتلا في الجسد لايعرف كيف يصون نفسه، وتجارة الحروب لايمكن أن تكون بديلا للربح وتحقيقه عبر القارات في الأعمال غير الشرعية  والهلاك.

ماسمي بالثورة المضادة لايرتبط بأي صلة بالمطالب الشعبية ولا بالحق في الحياة، فالتاريخ أثبت العكس لأن تحقيق الوجود وإثباته ومحاربة كل من يعارض هذه الفكرة نضريا وتطبيقا، لاحل ناجع فيه.

اليهود استطاعوا أن يقيموا دولة بجانب المسجد الأقصى وتوحدوا وتطوروا، والعرب أقاموا دولا متفرقة على مساحات غير متفاهمة يتوسطون الكعبة، وبين المسجد الأقصى والكعبة، نضيع نحن الأمازيغ وسط الخصامات، لأن العرب يضنون أننا أعداء لهم، كيف وهم أعداء بعضهم على حقنا، إغتصبوا الأرض بالجزائر ومصر وحلب. 

التبادل الإقتصادي أهم من التبادل الثقافي وقوة التجمهرات الفنية، التي تقتات من الفرجة الوهمية، والمؤتمرات التي تهتم بالمناخ والأرض أهم من المحيط الذي يلتهم كل شيء ومن الحاشية، فالجهات الموالية هي سبب التخبط وهنا أدعوا الملك إلى تطهيره. 

لجنة المراقبة لابد من خلقها في الصميم والمراكز، وتجارة الحشيش لابد من تقنينها في غير الممنوع، لكي لاتكون هواية للمافيات واستثمارا للجياع الذين لا أخلاق لهم، حيث لايريدون أي إصلاح للأوضاع، كل همهم السرقة ونشر الخوف وترويج الفساد ولايبنون وطنهم حقيقة، كما لابد من إدماج الأشخاص العظماء في مؤسسات الدولة أكفاءا وليسوا خصوما، فلاتقوم العواصف في كل مرة. 

لقد أصبح العالم اليوم في سباق حاد و كل واحد يفرض شروطه، إلا أنه لايمكن تجاهل البعض من عامة الشعب، وكما قلت يوما كفانا حروبا لابد أن تقولها اليوم.

حديث في السياسة

 

أطفال الشوارع أو القاصرين الهاربين من الوطن، أليسوا ثروة ضائعة ومستفزة وقيمة مضافة يحتاج إليها الوطن، حيث يمكن تجنيدهم أو تشغيلهم بالفلاحة، هذه اليد العاملة المهمة لو كان هناك كفاءات قوية في الحكومة المغربية بتلك الشعارات التي ترفعها أو تسطرها كصورة، لما استغلتها الدول الأخرى لتبني بها أوطانها ،وهذا مايدفع القاصرين إلى الهجرة فهم ليسوا أغبياء أو ضعفاء أو عديمي الأصل، بل يطمحون إلى غد أفضل ويرغبون في فرصة العمل التي تنعدم في وطنهم الأم ،لا أحد يغادر من أعماق قلبه أويريد أن يفارق أمه، لكل شخص الحق في الحياة وتطوير نفسه ومستقبله.إن الخلل في طريقة التدبير التي تنهجها الحكومة، فإن كانوا يزعمون أن استراتجيتهم هي استراتيجية الملك فهذا ضرب من الخيال، لأن الملك لايمكن أن يدبر كل شئ وحده فقد ترك الأمور إلى الأحزاب وإلى صوت الشعب،لأنه الأدرى بما يحتاج وبماينقصه ويريده. 

و قد كان ممكنا أن يشتغل الجرار إن كان حقيقيا مع المصباح إن كان مشتغلا وعصريا، وينهظوا بأحوال الفلاح عوض سيطرة اللوبيات عليه وعلى الساحة، ويطوروا البوادي فهي عماد الدولة و محفزالسدود.كما كان من الواجب أن يسطروا قوانين تحترم الانسانية، أقلها تحديد النسل إن لم تكن الاستطاعة كافية لاحتواء كل هذا البشر وضمان كرامته في الشغل والسكن اللائق.

إسبانيا دولة قوية لها ركائز وأسس تذهب إلى أبعد الحدود في تفعيل الديمقراطية، لأنها تحترم قيمة الحياة وتحترم القانون قبل أن تطبقه، تهتم بالنظافة وتعاقب الرشوة والسحت، حيث لايوجد نهائيا في قاموس أية جهة أو إدارة، ولاتحفز الموظفين بالهدايا ولوازم المؤونة بكل أشكالها، والتي تستنزف من ميزانية الدولة وخزينتها، حتى تكاد تضن أن الإدارة هي بقالة تم تطبيعها مع الشعب على هذا النهج، أصلحوا هذا الشأن أولا ثم ناقشوا الأمور الكبرى.


عرفت مغاربة تم تعنيفهم في بلدهم وتم إنقاد حياتهم من الإسبان لينتج عن ذلك طفلة إسبانية حرمت من أمها وهي اليوم شابة، تحاول التعرف على ثقافة بلدها لكنها تعتز بهوية أبيها الإسبانية لأنها منحتها الحياة هذا ماأخبرتني به. ألم يكن من الضروري تشريع قانون ضد المعنفين والمعنفات في الوقت المناسب وفي السياق نفسه.

مراكز الإيواء واللاجئين في مليلية مليئة اليوم، ومنهم من ينام في الخلاء يفترش الأرض، ينتضر لحضة الوصول إلى الضفة الأخرى ويحلم أن ينقضي عذابه لأن هناك يتامى وفقراء ومعدمين يحتويهم أتباع عيسى عليه السلام.


قال أحد الأئمة الفقهاء عندما زار المغرب، أن قوة الدولة في قوة شبابها، وأن الشباب هم رواد المستقبل، إن لم يتم تأهيلهم فإن النتيجة تكون وجود نوعين منهم أحدهم متطرف ومتشدد يؤمن بالمتفجرات، والثاني متحرش وضال تحت تأثير الإدمان والمخدرات.

الاعلام لابد أن يرتبط بهموم الناس وينزل إلى الشارع يستقصي نبضه، وإذا لم يحاكي الواقع لايكون مرآة المجتمع القادرة على إحداث التغيير بل سيكون مجردا من الشعور ومجرد أداة للإخبار والترهيب وهذا مخالف للتنمية.كثرة الترجمة التي هي مضيعة للوقت والمال والتي تسيطر فيها المسلسلات التركية على التلفاز أكثر من المسلسلات الوطنية يضيع معها جيل كامل ناشئ، لتعم الضوضاء والعنف ويعوم الآخرون في قوارب الموت.

حديث في السياسة

عمق البحر يوازي مفصل الأرض, وغضب الطبيعة والعواصف والأعاصير والرياح والزلازل لايتم التحكم بها إلا بقانون الجاذبية, وفي تقاطع الاتجاهات يكون السكون والهدوء والاستقرار. 

علم البيولوجيا والتربة له علاقة وطيدة, بوجود الإنسان, والحياة تقترن بالاستمرارية وانفتاح الورود, فهي لغة القلوب التي تنشر السعادة والفرح, وتزين المكان وتطهر النفوس الشقية، الورد هو الحياة له روح وكبرياء وجمال وحب, وتواضع وذكاء وله غذاء هو المطر. 

مر على التاريخ الكثير من البشر, منهم من فاد البشرية, ومنهم من دمرها, من قوة سيطرة الشر عليه أوشغفه المتعالي, حيث لا يرى الآخرين إلا من فوق. والقاعدة هي أن تتعلم من حولك أولا, وتشعر بملح البحر, بعد أن تغوص فيه لتميز بين الخطأ والصواب, فحاسة اللمس أهم حاسة في الإنسان, ولكن دون تعدي أو إيذاء لأي مكون من مكونات الحياة أو سرقة. 

تيبازة بكل آثارها السياحية والثقافية والطبيعية وروعتها الفتانة, دائما كانت وستضل, مربط  التراث الأمازيغي العريق من خلال الموقع الذي يجمع بين الإطلالة على البحر ومرتفعات الجبال. 

علمتني الحياة أن الإنتماء الحقيقي, لايمكن أن يكون سياسيا, حيث تضيع معالمه وأهدافه تحت المزايدات, ومختلف التوجهات والنضريات, لتصبح أقرب من التفكك وأبعد من الوحدة, وأن الشريف محمد أمزيان هو المدرسة الأولى والأصلية في النضال, حيث أنه استطاع بحنكته أن يوحد القبائل. وأن الحروب المزعومة والمنضمة اليوم, هي نتيجة خروج عن الكتلة والكيان, و لاتؤدي سوى إلى النزاعات الأهلية, خاصة عند تهرب النخبة المثقفة والسياسية من مسؤولياتها أو اقتتال الآخرين فيمابينهم, تنافسا على المناصب التي تضمن العيش برفاهية, متنكرين لقمح الحياة. 

الصديق يمكن أن يتحول إلى عدو, والعدو لايمكن أن يصبح صديق, والبشر أنواع, عندما يكونون شركاء في أي مشروع قد يبتزون بعضهم في الأرباح, ويستغلون المناوشات, والأهم في كل هذا هو نوع الأرضية التي تجمعنا خاصة أن الغالبية القصوى لايصلون ولايؤمنون ولايصنعون شيء. 
وأنا أقول أن الشيء الوحيد الذي ينجحون فيه هو صناعة الأنظمة ثم الإنقلاب عليها.
أنشروا ثقافة المرح والضحك عوض العنف والعدوان فالانطلاقة تكون من داخل الأسر, وحبذا لو يتم تقنين اللا غضب. 

حديث في السياسة

يقول إبن سينا أن تعدد القيادة, يزيد من مخاطر مساومة أحدهم مع العدو, لذلك لابد أن يكون في الوطن قائد واحد وجيش واحد متحد, يضمن ترسيخ قيمة الانضباط لاسيما في وقت الحرب, لأن الانشقاقات السياسية لاتصنع سوى مزيد من الشقاق وتعرض الساحة إلى المعركة القاتلة.

الحوار فن في الخطابة وبلاغة ولطف في المخاطبة, لأن الأهداف النبيلة  تؤخذ بالحكمة والتقنية, والاشكاليات دائما تحل ببساطة المنهاجية دون تعقيد في الأمور ودون تحايل, لأن الجميع يراوغ ليسدد الهدف.

هناك إمكانية للانخراط في السياسة لبناء الوطن, ويمكن متابعة الأحداث السياسية  منذ البداية والالمام بها وبشخصياتها, كما يمكن إبداء الأفكار الخادمة للصالح العام, والتنسيق مع ممثلي المجتمع المدني واختيار الأنسب والأصلح, وعدم النبش في الحفريات إذا أردنا بناء المستقبل.
أنضروا كيف أصبح حال بعض الدول من أوضاع سلبية لاحياة فيها. 

يقول أيضا إبن سينا أن الوهم نصف الداء والاطمئنان نصف الدواء, والصبر أول خطوات الشفاء, فقد كان ولازال مفخرة وأسطورة العلماء الفلاسفة وهو أمير الأطباء في أوروبا, ومازال كتابه قانون الطب أساسا وقاعدة, فهو الذي ربط بين الأسباب والنتائج وبين الفلسفة والعلم, وبين الجسد والاجتهاد, لتحقيق الخير للبشرية والطموح الذي قد يكون من قبل مستحيلا, لأن الرياضيات هي أرقام إلا أن الكون مليء بالنجوم والكواكب حيث أنه استنتج أن كوكب الزهرة أقرب إلى الشمس من الأرض, وحذر من أثر التلوث على جسم الإنسان, والأمراض التي قد تصيبه بسببه, وتؤثر على الروح, وإن لم يتم تحكيم المنطق, تختل الموازين وتظهر العلل داخل المجتمعات.فالمجاهدة والمعاملة الحسنة والإيمان والعزم هو مربط الفرسان, والهدنة والصلح والاستفادة من الأخطاء من حب الأوطان.

أما عن المصارعة والطائفية المذهبية, فلا تخدم العلم والتقدم, ولايمكن تكفير العلم وإبن سينا, لأن البلاء الأكبر كما قال, هو قوم يضنون أن الله لم يهدي سواهم, وهم عاجزون على دعوة يتيم أو مسكين على موائدهم، أقفلوا على أنفسهم ولم يستطيعوا إقفال الهوة بينهم ولا مع الآخر, لأنهم يستهلكون أكثر مما ينتجون. 

حديث في السياسة



البشير القمري ذلك المثقف من الأشاوس, الذي كون نفسه بنفسه, واعتمد على ذاته في تكوين مساره, لكنه اختار الانحياز بعيدا عن مسقط رأسه والمدينة التي ترعرع فيها، ومازال يحن إليها ويتذكر كل تفاصيل حياته بها وأحلامه, خاصة بعد زيارته الأخيرة والتاريخية منذ قرابة عشرين سنة من المنفى داخل الوطن.

هذا الرجل الذي عشق لغة الضاد والكتب والزهد, وناضل من أجل السخاء والجود والكرم, خسرته مدينة الناضور خسارة مابعدها خسارة, حيث أنه لو فرش له البساط لأسس جيلا كاملا من المثقفين غير اليساريين, فرغم حبه للسياسة في ريعان شبابه لم يكن ليخلق الفوضى, لأنه ديمقراطي وأصيل.
 عندما عاشرته بالرباط و تقربت منه, عرفت أنه متبوع ومنبوذ من أعداء النجاح, وأنه لم يتحمل ذلك في قرارة نفسه,خاصة عندما تم توضيف البعض  لخلق المشاحنات السببية للهجران والقطيعة, حيث لم أسلم شخصيا من محاولات التفرقة معه, كيف والدم الذي يسري في هو نفس دمه والفكر نفسه, تعلمت منه العزيمة والكفاح والاعتماد على النفس والعنفوان, ورغم تباعدنا الاجتماعي بسبب ضروف الحياة ضللت في اتصال معه , لأني أدركت أنه كان على صواب معي وكان صارما, إلا أن أفكاري الاستقصائية وحبي للمعرفة كانت مضيعة للوقت مع الضباع والعقارب, في زمن غابت فيه الرحمة والرأفة وكثر فيه الكيد والنفاق. كيف للمسلمين أن يتجافوا و معبودهم هو الرحمان الرحيم, يقولونها بألسنتهم وفي قلوبهم الخداع.

سيل وشلال من التوجهات الفكرية المتضاربة التي لا تعرف سوى لغة الضرب والقذف ولاتتفق أبدا, علما أن اللغةالعربية خلاف ذلك وبحر واسع لايتقن فيه العوم أو الغوص سوى المتدربون والمحترفون.
 
تعلموا شيئا من الغزل ومن القافية في الكلام وشيئا من السرد, علكم تعرفون التاريخ فتصححون الأخطاء والنشاز.

الحياة مثل السفينة قد تأتي الرياح بما لا تقبل السفن, وقد تبحر فيهاولا تعرف أين مرساها, ولكن النفوس الشريرة الحاقدة دائما تخسر وتندم حيث لاينفع الندم. 
كل الألوان قد تخلط وتزخرف لتشكل لوحة للتأمل.

دعونا نتبادل الثقافات ونستفيد من كل البشر, لكل شخص حقه في الحياة كيفما كان عرقه لست ضد أحد, حكموا الفلسفة الإنسانية وحكموا عقولكم, لماذا تصنعون دائما خصما لتقتاتوا على طاولة الغضب, هل وجدتم ذلك سهلا أم أنه نوع من الغزو تحت يافطة الجهاد.

حتى تفسيراتكم الفقهية دائما تمجد وتمدح وتبجل والموضوع تائه وضال, يغير منحى السلم والشعوب ويخلق الإزدواجية عوض الثبات والعمل, وتضيع الهوية وسط الزحام، وفي ماوصلت إليه الوضعية الإسلامية من تحريف ودجل وعنف وحرب.

من يقرأ المحارب والأسلحة للكاتب البشير القمري يدرك جيدا قيمة الحياة في سراديبها بكل القيم الإنسانية, وكيف أنه جعل من الإنسان وحده ركيزة الحياة, ووقودها  للنضال من أجل الجمال والرقي والمشاعر الجياشة التواقة للسمو والمساواة، في تلك المجموعة القصصية يشارككم بعض أطراف الحياة وبعض جوانبها الحالمة, ليؤكد أن الحياة حلم يمكن تحقيقه رغم الصعوبات, وأن السلاح ليس رصاصة قاتلة.



حديث في السياسة



أمريكا التي تحتضن تمثال الحرية, بكل إمكانياتها العلمية والثقافية والسياسية, هي القوة التي لايستهان بها, ولايمكن أن تفقد موقعها ودورها الاستراتيجي وهيمنتها وماتمثله في العالم, بآعتبارها تمارس نفوذا سياسيا وعسكريا واقتصاديا, فهي التي تأوي مقر الأمم المتحدة الضامن للحوار والديمقراطية, ولديها مايكفي من الخبرة في المجال الدبلوماسي والعلاقات الدولية, ولايمكن أن تفقد هبتها اليوم, لأن ذلك هو الخراب العالمي.
فالولايات الأمريكية المتحدة هي أكبر مستورد للسلع, وثالث أكبر دولة مصدرة, كما أنها الرائدة دوليا في مجال البحث العلمي والابتكار التكنولوجي وعلوم الفضاء, والضامنة لحرية المعتقد والأديان وتعايش مختلف الأجناس والتقاليد والقيم, وهي المالكة لمفاتيح السلام والقادرة على صقله وتحفيزه وتوطيد أسسه والاشتغال عليه,لا يكفي السلام من جانب واحد لابد أن يكون من الجانبين المتخاصمين, كما لايعني أن الطرف الذي ينادي به على صواب دون الطرف الآخر, هناك دائما أشخاص يحرفون عمليات السلام, لايمثلون سوى أنفسهم.

لذلك لابد أن يسيطر القانون ويتدخل في كل نازلة بعيدا عن التحيز أو تفضيل جهة على أخرى, الكل سواسية, غير أن القاضي لابد أن يكون لديه من السلطة التقديرية مايكفي ومن الحكمة والانسانية والذكاء والتطور, لأن الدفاتر القديمة لابد أن يمسح عنها الغبار إذا أردنا مجتمعا أن يتقدم, وأن لا تطوف حول نفس الأعراف التقليدية والقديمة, فالقلب أساس الحياة, إذا صفت مشاعره تحقق الوئام.

وأهم صفات القاضي أن لاينخدع بأساليب المكر والحيلة وأن يكون صارما, بعد أن تنكشف له الحقيقة،  إضافة إلى اجتهاده, وآعتماده على الحياد, لتحقيق كافة الحقوق والواجبات للبشرية جمعاء.
من العيب أن لا نتجاوز الجدال ونتقوقع في نفس الصراعات، لأن أمامنا أشياء أخرى لها الأولوية, ومن الألطف التنافس على العدالة. 

حديث في السياسة

أوقفوا الحروب والنزاعات, وماتسمونه أنتم ثورة, فالثورة يقوم بها أهل العلم وليس الجهلاء, العالم العربي كله وبكل دوله في اللائحة الأخيرة من جوائز نوبل, وإن لم يستطع أن يبني كيانا مستقلا وبنيانا متينا من التقدم والبحث العلمي ولم يصطف مع الأمم المتقدمة علميا, فلا يمكن منطقيا أن يلم بحيثيات النظام ولا بالحوافز التحريضية ولا يمكن أن نقبل بأي نوع من التقسيم لترابنا الوطني حتى ولو كان مجرد فكرة للنقاش فهذا ضرب من الخيال وخيانة للأمانة! 

مبادرات المغرب في التنمية البشرية، وإصلاح المنضومة التعليمية والإنفتاح على اللغات ومحو الأمية، وتشجيع الشباب على التكوين المهني والمقاولات الحرة، والصناعة والحرف التقليدية، هي أساس الحياة وعماده, حيث تحميك من البطالة  وتأمن لك قوت يومك, جميع العظماء بدأوا من الصفر, بمافيهم الخبراء في التنمية البشرية، إبراهيم الفقي رحمه الله خير مثال وماتركه من وصايا وكتب تكفيك لتطور من نفسك وتأخذ منهاجا سويا في الحياة, بعيدا عن الكذب والعجرفة, فالقراءة مصباح للعقول ولكن دون تعصب لأنها بحر واسع ومتنوع, وكل جيل يسلم المفاتيح للأجيال الأخرى. العلم ركيزة الحياة وهدفها السامي من دونه تنطفئ قيمة الحياة.
مافائدة الكثرة أمام ندرة الوفرة ومافائدة العنصرية كما يشرحها الطاهر بن جلون لإبنته في كتابه.

إن عدوى فيروس الثورات المدمرة التي آنتقلت إلى كل بقاع العالم، ليس مسؤول عنها سوى من يصنعها ويخلقها, وأمام غياب الوعي يتفشى الخلل.

حكت لي جدتي في طفولتي, أن ثمزا( وهي أسطورة أمازيغية في التراث الأمازيغي) أكلت أولادها واحدا تلو الآخر, في كل مرة كانت تأكل واحدا وتوهم الآخرين بأنها تطبخ لهم العشاء لتسد رمقهم وجوعهم, وهي في الحقيقة كانت تطبخ أحد أولادها إلى أن أكلتهم جميعا عندما كانوا يبكون ويولولون من الجوع.

الإرهاب الإلكتروني الذي يعتمد على الشبكات العنكبوتية هو مربط الفساد، والسبب وراء كل هذا الخراب لأن الترابط الإلكتروني قد يتجه أيضا إلى القتل بالتكنولوجيا، عن طريق شن الهجمات الإلكترونية بمختلف دوافعها وأغراضها السياسية ومضامينها ،وقد ساعد على هذاالتطور السريع لشبكة الأنترنت دون رقابة, حيث يتجول المجرم في العالم دون حدود ولا قيود, زد على ذلك أنه لايمكن التيقن من النوايا ولامعرفة الوقائع الحقيقية. 

أمريكا العظمى

دعونا نتحدث بسلاسة المنطق والحقيقة، أمريكا هي الدولة العظمى التي تبنت حرية التعبير، وهي المعلم الذي تكفل بالجميع، دون محسوبية ولارشوة أو فتن...