PRESS.APPOINTMENT

حديث في السياسة



لم يصل بعد العالم العربي إلى مستوى الدول الأوربية والأنجلوساكسونية وحتى الأسيوية في حرية التعبير, لأنهم قننوا ذلك قبل أن يقننوا حرية التظاهر والإحتجاج,  بذلك يصلون إلى التغيير الحقيقي والإتفاق حتى مع المعارضة. 

مقتل خازقجي بتلك الطريقة البشعة أكبر دليل, لأنه يظهر أن مستوى حرية الكلمة مكبوتة ومسلوبة ومرشية, لماذا قتلوه!!!!! فلم يحدث أن وقعت جريمة في العالم بهذا الشكل تصنف بقائمة تهديد الأصوات. 
هل كان صوته قويا إلى هذه الدرجة, أم كان أداة لإحياء الضمائر ونشر الوعي وتصحيح الهفوات والنشاز. 

لذلك أناضد أي ثورة عربية حدثت, لأنها لم تعطي النتائج المرجوة بل خرجت عن الطريق, وأمام غياب القراءة والعلم في كل بيت عربي, حيث أني أكاد أجزم أن الغالبية لاينهي ولو كتابا واحدا كل شهر, مما لايظهر سوى ندرة المعرفة والدراية, وانتشار أساليب التسلية والكذب عبر كل الوسائل  المتوفرة حاليا, خاصة مواقع التواصل والسوشيال ميديا, أمام كثرتها تغيب العقول والأخلاق والقلوب ويصبح الإنسان رهينة في يد غيره يتحكم به كيف يشاء, هو يأخذ منفعته العابرة للحدود, والمستغل يخسر هويته وذاته وقيمته. 

لقد أصبح حكام العالم و من في يدهم القرار وقوانين اللعبة, يضحكون ويتسلون بهموم العرب وفضائحهم والفرجة التي صنعوها لهم عبر الأخبار, حيث لا نجد سوى الخسائر, وهذا لايوحي سوى على بوادر حرب عالمية قد تكون أقسى بتلوث المناخ والبشرية، وآنتشار العطش وندرة المياه والجفاف والكوارث الطبيعية, لأن نضام الكون أصبح مخالفا لنضام الفساد. 

هناك خطأ في الدساتير أولها إحترام الآخر في حرية التعبير, وإبداء الرأي والرأي الآخر والإتجاهات المختلفة, فالاختلاف رحمة وضرورة ملحة لامفر منها، خالق الكون فرق كل شيء ولون بالألوان كيف للبشر أن لايكون ديمقراطيا. 

والطامة الكبرى هي نتائج إنتخابات المجلس البلدي الأخيرة بالناظور بتشكيلته ،وصعود نفس الحزب الذي فشل في الحسيمة وصعد ليغني هذه المرة على بن عطية. 

حديث في السياسة



الدين هو عقيدة لتهذيب النفس والرقي بها إلى أعلى القيم, بتوصيات نجد أن أغلبها, قد تخلت عنها الأمم,  بسبب الجشع والجاهلية،  أقل شيء هو معاملة الآخرين والمختلفين بإحسان, لم يعد موجودا في وجود الأنا. 

 خلط الدين بالسياسة هو المعضلة التي لاتؤدي إلى تقدم الشعوب, خاصة أننا نجد في كل شعب قوميات أخرى وأجناس تتعايش مع الآخر, مما قد يخلق نوعا من الفوضى وعدم الإرتياح, ناهيك عن فكر الخلافة الذي صنع المتمردين

لست ضد صوت الشعب بل كنت من المطالبين به في كل مقالاتي غير أني ضد الخداع وضدالتخريب والخراب الثالث , وضد التعصب العرقي وحتى الديني. 

الاحتجاج حق مشروع ودستوري, لكن لابد أن يكون مقننا ومتفقا عليه من الداخل, حتى تظهر المطالب واضحة, ولاتتحول إلى ولهو وتنكر وخسائر، ويتطور الأمر إلى حرب لدود, كل همها تصفية حسابات ونشر الهلع, مع العلم أن هناك طيفيات أخرى منها ماهو معلوم ومنها ماهو مجهول للعامة. 

الجرائم الإلكترونية مثلا خلقت الكثير من الجدل, والتفرقة والمكائد والإبتزاز السياسي والمادي،والجمعية الإسلامية  إصطادت في الماء العكر لتغرق الوطن.
 

حديث في السياسة

الإرهاب ظاهرة شاذة غير طبيعية, قد تتخد أشكالا متعددة وسلوكات, في باطنها فساد أخلاقي وديني, ومعرفي وتربوي عميق, حيث أن مجرد السلاطة باللسان والقذف تعتبر نوعا من أنواع الإرهاب الغاية منه الترهيب, أوالتهديد المعنوي والمادي, ناهيك إذا تحول إلى عنف جسدي. أوروبا كانت سباقة في زجره, وبالرغم من ذلك دائما يظهر مجرم جديد, مما يعني أن هذه السلوكيات فردية ولا علاقة لها بالسياسة.

حين يتجرأ الفرد على الاعتداء, أكيد أنه ناقص تربية ومغرور بنفسه, لأنه لو كان يقتدي بميثاق الأخلاق والمدنية فسيعلم أنه ليس على صواب.
جميع البشر الذي يعتقد بالمسلمات دون اجتهاد وقد يتبع القطيع هم فاسدون, العنف هو منطق الغابة وليس التقدم والحضارة.

الصين عندما نرى إنجازاتها, نلاحظ أنها تركز على الأمن أكثر, وهذا ماجعلها دولة عضمى, فمشروع الحزام والطريق هو درس لكل الشعوب العربية والافريقية, التي لاتنشر سوى الهلاك, بأفكار رجعية قديمة وبعيدة عن أي تطور، و الفضيع في الأمر تفكيك كل تلك الشبكات الإرهابية من الشباب الذي لم يحفظ ولو سورة, ويبحث عن المال بسترة الدين, قمة الحقارة و الجهل , ثم شبكات التهجير والمخدرات, هؤلاء كل العالم بريء منهم. 
دعاة غير السلام والاستقطاب والاستدراج، هم من يمول الإرهابين والخلية, ولاخير منهم بل شر متقع.

عندما نحاول أن نفهم الموضوع, نجد أنه متشابك وينم عن نفوس في قلبها الضعف والحقد والإجرام, وهذا لابد للقضاء عليه تشغيل لجن دراسة في كل المؤسسات , خاصة التعليمية لمتابعة التلاميذ, والإشراف على عملية التربية، حيث يتعلم إحترام بلده ودينه, ولايتجاوز الخطوط الحمراء, وينخرط في بناء الوطن ولا يدفع نفسه وغيره إلى التهلكة. 


الريف










إذا كان الإعلام  يخدم الأجندات العميقة والمتسلطة بأشياء غريبة لا يمكن أن تجد لها تفسير سوى التلصص والاختراق والتنمص والاستعباد والمازوشية الفاشستية وتفقير الشعوب ثقافيا وماديا, لفرض السيطرة والتحكم بحيثيات وأسباب الغلب والقهر. 

وإذا كانت الديمقراطية منذ العهد اليوناني قد تقهقرت وآنعكست سلبا على إفريقيا بالحروب ونشر ثقافة الجوع والقتال, والحرب عوض السلم والسلام والتعايش, وزرع العدوانية لكسب أكبر الغنائم.
 هذه الوسيلة الفاشلة والضعيفة التي تعتبر ذلك أقصر طريق للعيش برفاهية وغنى, والذي لابد أن ينتهي يوما فلايمكن للإنسان أن يخلد في الأرض. الإنسان أصبح اليوم رغم التقدم الحاصل في الأدوات والامكانيات شبيه باللص الذي يشتغل في الظلام, أو ضاعت منه الانسانية, فلم يعد حيوانا ميتافزيقيا بل بقايا من ميتافزيقا الحيوان.

 كيف لمجموعة الجواسيس والمخبرين, أن تلعب بمنطقة لها حضارة وتاريخ، وماتزال مستمرة في التاريخ لم تذق بعد طعم الحرية,  فنحن الشعب الوحيد الذي مازال لم يتحرر. 
وكيف يمكن أن يصبح الريف المغربي  منطقة للمسرح واللعب على الأوراق من عينة مكشوفة لايمكن لها أن تتخفى وراء الستار والأغطية, أوتتهرب من زلاتها وأخطائها الجشعة والخادمة للمصالح, وقد تسترزق بآلام الآخرين, وتستنفع بالتاريخ وبالتعاطف, فتقلب المعاني والكلمات, لتسطر حروفا لاتخدم إلا مزيدا من الأرباح  وكبح الأقلام والإعلام. الكل أصبح يصطاد في ضل الأزمة, والنشطاء أصبحوا فريسة لمن يدفع أو يقمع. 

إن صوت الشعب أقوى من كل المراحل والقرون, وعبر الزمن استطاع أن يضمن للشعوب العيش الكريم، والإسلام لم يأتي إلابعد مرور كل الديانات, والتكنولوجيا لم تحقق أي نتائج إلا بعد صراع طويل مع الزمن. 

الريف





نشأت على قصص التاريخ, وكيف حارب جدي الاستعمار رفقة الإخوة الجزائريين, وقد دفن  بوهران التي زرتها وأنا طفلة, أعجبتني الجزائر وناسها الطيبين, فهم لادخل لهم بأخطاء الساسة. 

ولكني أتذكر أكثر قصة جدتي التي تنتمي إلى قبيلة المطالسة, كيف قطعت الواد الجارف, رفقة أمها وإخوتها الصغار نحو الجزائر, بعد أن قتل جدي على أيدي حساد، اختارت والدتها الرحيل بالأطفال واشتغلت هناك

حكت لي جدتي كيف عاشت هناك, وكيف كانت الدبابات تشتعل فوق رؤوس الشعب الجزائري أيام احتلال فرنسا, وكيف توحدوا جميعا, ثم اختاروا العودة إلى الريف هي وعائلتها, فالطيور دائما تهاجر إلى أصلها.

 كانت لدينا أراضي فلاحية أما اليوم كل شيء أصبح بنايات, وغابت الروح الزكية للريف. الأحداث دائما كانت تؤول في الريف إلى الخطأ والوحشية, ولاأحد من المنتخبين نجح للأسف, لعدم حنكتهم ولحب المال والحرب التي لاأساس لها, فبعد أن إستقل المغرب لم يستفيدوا من شيء, ومن باع نفسه للأجانب وربط العلاقات وغش حتى مخابراته, ومن لاتاريخ له لامستقبل له سوى التسول والمتاجرة بنفسه. 

الذاكرة مليئة جدا بالسرد, الحقير هو من يتنكر. سؤالي هل من الممكن أن يتعايش الإنسان بدون قانون ينضم البشرية ويزجر, وبدون دين يرقى به من الهمجية إلى الحضارة, وأين ستخرج كل هذه الثورات ضائع منها كل شيء. 

الريف





 تاريخ الريف الجريح مليء بالتحديات, والألم والحسرة والهجرة والنهب والسرقة والكذب, خاصة من النخبة السياسية والبلديات, الذين أشاعوا الفساد وصمتوا عليه حيث لم يبقى في الريف إلا  الأزبال والمرضى, وقد حرمت الناضور حتى من الزيارة الملكية, ربما أن الملك غاضب منهم, أم أنهم قدموا له وشاية كاذبة, فلم يعد يحب المجيء, ونحن نعرف جيدا أن الملك يعشق الريف, ويحب المنطقة , فهو أيضا أمازيغي، وثائر، وحفيد الأمازيغ, وقد كان جده من المقاومين للاستعمار ولايمكن أن يكره الريفيين. 

غير أن أباطرة المال يتنافسون على رئاسة الحكومة عوض التنافس على الغيرة لخدمة الوطن, ويزرعون الحروب والفتن, بغرض المنفعة والفاشستية في غياب أي نوع من الديمقراطية والاحترام  , لابد أن يقرأوا أكثر، فالشواهد لاتعبر عن الكفاءات ولاعلى الثقة التي أحاطهم بها الملك, إضافة إلى أن المؤسسات لم يتم إخبارها، لأن إرادة الشعب هي الغالبة، والمتحكمة في مستقبل الشباب, وبالتالي لابد من محاربة الرشوة والمصلحة والإمبريالية, التي لاتؤدي إلا إلى التهلكة والجدل, ومن يخادع الله ورسوله لايخادع إلانفسه.

أتمنى أن يعطف الملك على المنطقة وشبابها, ويأمر الحزب الحاكم بأن تتم طاعة الوطن وتوقيره، وعدم الإستبداد, فالحكومةللجميع ،الكل ملزم بالخدمة الوطنية، والتشاور والواجب والضمانات. 

ماذا قدمت الأحزاب لمنطقة الريف , وهم أول من كان يتكلم عنه, أم أنها مجرد ذريعة لكسب الثقة والوصول إلى سدة الحكم، والوصاية على شعب لا يفرق بين ريفي ولا عربي, متماسك على الحق وطموح.إن غالبية الشعب من المسلمين, كيف سيفرق الأعداء بيننا. 

 ومن حقنا أن نحاسب.

الريف







ولدت ريفية أمازيغية, لايمكن إقصائي ولانكراني, التاريخ والأصل واللغة في دمي, والهواء والتربة في قلبي. طفولتي وانتمائي لمدينتي أزغنغان, التي ربما لايعرفها العالم، ولكنها ظاهرة جدا بالخريطة والطبوغرافيا، لايمكن مسحها, ولا تهميشها.

مدينة النسيم والياقوت والحديد والأنوار والسلام والأحلام والصمود والوئام.عشت في كنف جدتي المناضلة والفلاحة, ذات الكبرياء التي رحلت من أرضها بسبب الجفاف، رفقة أمها إلى الجزائر الشقيقة, باقتراح من المجاهد محمد أمزيان، فقد هاجر معه الكثير من الريفيين، من أجل لقمة العيش. 
في ذلك الحي العريق نشأت بعد عودة جدتي الحبيبة إلى الوطن, وفي نفس المكان الذي دفن فيه المجاهد، فليس بين بيتنا وبيته، سوى بضعة أمتار.

كان الريف هادئا أبيا شامخا بجباله وحقوله وناسه الطيبين, لايمكن أن أنسى أساتذتي، ولامعلمي الريفي، الذي علمني اللغة العربية والقرآن والمبادئ، وشجعني أكثر، وإلى اليوم لا أضن أن جدتي رحلت إلى السماء العام الماضي فهي مازالت حية بخاطري ولن أنساها.

في الريف بساتين وغابات، وحديقة واحدة فقط في مدرستي, والظاهر أن الفساد قديم جدا، حيث لم يشيدوا الكثير, ولا الفضاءات الواسعة, مما جعلنا نحلم بغد أفضل "وهذا حقنا!" 

لسنا دمى ولا أراكوزات ولا عبيد، نحن مواطنون مثلنا مثل الآخرين، محتسبين على الدولة المغربية, من حقنا أن نعيش عيشة نقية.لم أكن أجد متنفسا إلا السفر، وأحببت كل مايمكن أن يوصل صوتي ولكن بأدب, هذا أول درس علمه لي عنفوان الريف، وتراثه، وأجدادي. 

حين تألم الريف كله أحسست أيضا بالألم, ولكن أشخاصا غرباء دخلوا على الخط, وغيروا مجرى الأمور والنضال, ولم نعد نفهم شيء، سوى أن النابل اختلط بالحابل وتأزمت الأوضاع أكثر,  في غياب الحل والحوار.

فالأمور تحل بالحكمة والتروي وليس بالزعامة والتهور. 
 يتبع



أمريكا العظمى

دعونا نتحدث بسلاسة المنطق والحقيقة، أمريكا هي الدولة العظمى التي تبنت حرية التعبير، وهي المعلم الذي تكفل بالجميع، دون محسوبية ولارشوة أو فتن...