لسنا ضد أي عرق أوإنسان شرط أن يكون منتجا ومفيدا ونشيط ، لايمكن أن يركن في الهامش وينطوي بنفسه أو يعيش في الكسل ، فلاشيء مستحيل إن كان لديه من الطموح والشجاعة مايكفي ، لأن الإنسان جبل على خدمة وإعمار الأرض وليس العكس.
الكسل سلوك سيء يعبر عن حب الراحة والتواكل، وانعدام الإرادة وعدم بذل أي مجهود، لضعف الثقة بالنفس والتقدير الذاتي وفقدان الاهتمام والمعرفة ، ما يجعل منه شخصا عاطلا وبليد ، لايشتغل ولا يحب الازدهار والتقدم ، وقد أشارت الدراسات أن السلبية تولد التشتيت وعدم التركيز، بسبب نقص الدوبامين، وهي المادة المسؤولة عن الاحساس بالفرح والسرور، الشيء الذي يمنعه من إدراك المخاطر، ويورثه الاتكال على الغير والتسويف والنفاق .
المثابرة والإصرار والتفاعل، والتحفيز والتدريب والتواصل الجاد ، عوض التقاعس خير من دعم الحركات ، التي لانعلم مصادر تمويلها ، والتي تولد عجزا في ميزان المدفوعات ، نتيجة زيادة المصروفات عن الإيرادات وزيادة قيمة الواردات عن قيمة الصادرات.
الإيمان بأية قضية ، يوجب العمل من الداخل وبالوضوح، عبر الانخراط في صناديق الاقتراع بالاقتناع ،وحب الخير للجميع ، لكن الاستهلاك عندما يفوق التقدير، يختل ميزان الخريطة، ويدفعها للهلاك ، خاصة إن كانت الهجرة تنشر الكسالى والمافيات.
إن الاعتماد على التكهنات والتوقعات ، لايوصل إلى أي نبأ حقيقي ، أمام التغيرات المناخية والتقلبات في السوق ، لأن السيطرة على ثروة الأرض وثمارها ، مقابل التحكم والاحتكار لاعلاقة له بالسياسة والحكامة، المراقبون والملاحظون للأوضاع يحذرون من تفشي الأوبئة والجفاف ، ندرة المياه هي الكارثة الحقيقية التي تهدد الإنسانية وتخلق عدم التوازن.
الصراعات والحروب تحطم الوضع الاقتصادي والاجتماعي لأي بلد، وتساهم في الاعتداء على الحقوق باستخدام العنف ، ممايؤثر على مقياس الذكاء ومستوى العيش داخل البيئة الصحية السليمة ، وفي المقابل يظهر أن التكتيكات مبنية على الكمائن لإفشال أي سلطة وتحطيم جودة الحياة.
علماء الاقتصاد يربطون التنمية اليوم بالتهديدات وتفويض الحريات ، بعد كل عمليات النهب التي وقعت.
انطلاقا من غابة بياوفيجا والاتفاقيات التي حصلت فيها، والشركات الصورية التي تأسست لتطهير أراضي الغابات، ثم المخالفات التي تسببت في التدهور البيئي، وانقراض أصناف عديدة من الحيوانات النافعة والغنية في العديد من الدول، مرورا بمدغشقر التي تعاني من استنزاف الثروة، وإغلاق صنبور المياه المفضي للمجاعة، وصولا إلى أوروبا التي كان من الواجب عليها الاستناد على القواعد العلمية الثابتة للخروج من أي أزمة، عوض صعود أصوات المتطرفين والمنشقين من التطرف، هؤلاء أفضع في التسيير وفي تدبير الشأن العام، لأنهم يفرقون أكثر مما يجمعون، ويستحوذون على كل الأذواق والنكهات.
تشغيل الشباب والطاقات هو الهدف الأهم، والاستثمار في الفلاحة والتعليم، هو من يخلق الوعي والثبات ، إن كانت الأخلاق مرتبطة بنشر الخير والفائدة.
الحصيلة أن قوة العالم الرقمي والتكنولوجيا هي من يجعل حرية التعبير قادرة على التعديل والتغيير عن طريق تسليط الضوء على الحقائق و التنسيق ، وأن القناعة كنز لايفنى ، بدل الجشع في أكل الأخضر واليابس.