PRESS.APPOINTMENT: الريف

الريف



عندما توفي إلياس مزياني محاولا عبور الضفة الأخرى ليحسن من وضعيته الاجتماعية والاقتصادية رفقة كل ذلك الشباب الريفي الذي هاجر بطريقة غير شرعية بتسهيل من شبكات التهجير التي تنشط بالمغرب والريف، إسبانيا ومليلية, تركيا واليونان، وعندما حاول الكثير من الريفيين إنكار هويتهم الريفية متنكرين لها في تقمص هوية أخرى مستغلين ويلات الحرب السورية وأوضاع السوريين متشبهين بهم، من أجل الحصول على اللجو ء السياسي.

 في حواري مع أحدهم في تلك الفترة, أخبرني أنه عاد إلى حضن عائلته, ولن يعيد التجربة نهائيا, فعائلته ووطنه, أهم بكثير من أي شيء يحلم به, والعمل ولو سائق أجرة وأكل طعام حميم أهم من خيرات بلد غريب, العمل موجود في البلد  لو شمر الشباب على ساعديه وأظهر الرجولة, ماأغاضه هناك وسرع بعودته مظاهر استنكرها لاعلاقة لها بالهوية, حتى ممن عرضوا عليه المساعدة. 

شخص آخر تحدثت معه عن أهوال الطريق أحس بالندم عندما غرروا به وترك عمله ليتم سرقة ماله بتركيا والزج بأصدقائه بالسجن, هناك قال لي أن ملح الوطن أهم من عسل الاغتراب. 
أما فنان سوري فلم يستغرب الأمر وقال أن الكل أصبح يستغل هم السوريين ويختبئ فيهم.

وهذا يطرح أكثر من سؤال, لماذا ضل الصمت مطبقا كل تلك المدة عن معاناة الريف ومطالبه, أهمها من الناحية الثقافية والاجتماعية, فلايمكن إنكار الخصاص والتقصير الذي تشهده المنطقة, ثانيا محاولة البعض تقسيم الريف فكريا, وكأن الحسيمة هي فقط الريف والمستحوذة, علما أن الناظور وطنجة وتطوان و جبال الريف, كلها متحدة في الجغرافيا والتاريخ والمقاومة على كل شبر من كل الوطن المغربي, ولايمكن تجزئته أو المغامرة به, حتى ولو اختار زعيم المقاومة الكبرى عبد الكريم الخطابي أن يبقى في منفاه, رغم عودة أولاده. 

من هذا المنبر أحيي إبنته عائشة الخطابي وأقول لها دمت فخرا لكل المغاربة النزهاء. 
يتبع

ليست هناك تعليقات:

أمريكا العظمى

دعونا نتحدث بسلاسة المنطق والحقيقة، أمريكا هي الدولة العظمى التي تبنت حرية التعبير، وهي المعلم الذي تكفل بالجميع، دون محسوبية ولارشوة أو فتن...